عادي

رفوف كتب على شكل قوارب صيد ومحيط يمثل شبكة الصيادين

20:51 مساء
الصورة
الواري

يستقبلك ركن (المكتبة) بملتقى الشارقة الدولي للراوي، وهو يتجمل بزينة نموذجية تعكس شعار الملتقى لهذا العام، وهو «حكايات البحر»، فرفوف الكتب التي تحمل الإصدارات مكونة على شكل قوارب صيد، ومحيط المكتبة على شكل شبكة الصيادين، لتكتشف بعد جولة قصيرة في المكتبة أن الأسماك الثمينة هي تلك الإصدارات المهمة التي قدمها معهد الشارقة للتراث في دورة الراوي لهذا العام.

حدثنا د.مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث عن المميز في تلك الإصدارات، أنها إضافة إلى كونها سلطت الضوء على علاقة الإماراتيين والخليجيين العميقة مع البحر، تناولت كل المجالات التي ارتبطوا بها معه، فمن الإصدارات ما تحدث عن أهازيج وأناشيد النوخذة (نهمة الخليج) ومنها ما تحدث عن (البحر في لهجة أهل الإمارات)، ومنها ما سلط الضوء على (التراث البحري في الإمارات)، ومنا ما حاكى (صدى أمواج البحر)، ومنها ما جال في (الألفاظ البحرية في الشعر النبطي).

وأضاف أن طقوس البحر وأساطيره كان لهما بلا شك نصيب من الإصدارات الجديدة التي واكبت شعار الراوي «حكايات البحر»، فكانت هناك (ميثولوجيا البحر وطقوسه في الخليج العربي وبحر العرب)، و(أساطير البحر في عدن)، ومن الأساطير إلى الأدب، حيث ناقشت إحدى المطبوعات الجديدة (البحر في الأدب الخليجي)، وانتقلت بنا مطبوعات أخرى مثيرة للتوغل في التراث العربي عن البحر فكان هناك (سرديات البحر في التراث العربي).

غير أن الأبرز في مطبوعات التراث البحري هو (سلسلة عيون الأثر في تراث البحر) أو هي سلسلة استعرضت مآثر البحر في التراث العربي من خلال خمسة مصادر أصيلة هي كل من: مروج الذهب للمسعودي، ونخبة الدهر في عجائب البر والبحر للأنصاري الصوفي الدمشقي، وقلادة النحر في غرائب البر والبحر لسليم كساب، وعجائب المخلوقات وغرائب الموجودات للقزويني، وزينة النحر بعلوم البحر للرباطي.

ولم ينس الراوي هذا العام الإصدارات المتعلقة بالطفل في ما له علاقة بالبحر، فكان هناك (الوراي) الذي قص 12 حكاية عن كائنات بحرية خرافية بشكل عذب ومؤثر، كما كان هناك (خريرفية مجيريفة)، و(أسعد هامور في العالم)، وقد اختيرت للجميع تصاميم بارزة، وألوان محببة تزيد تعلق الطفل بهذه القصص.

سلطت دورة الراوي للعام الحالي، الضوء بمجموعها على علاقة الإنسان الإماراتي بالبحر، فناً وذوقاً وحكاية وأدباً وأسطورة وشغفاً وتراثاً وحضارة، فهل يستغرب أحد بعد ذلك إن كان للبحر كل هذا الحب، ولمكانته في النفوس والقلوب كل هذا الاهتمام؟ ولدوره في حياة الإنسان الإماراتي خاصة والخليجي عامة كل هذا الأثر؟ أسئلة بإجابات معروفة تتجدد سنوياً، ويتجدد معها حب البحر وأهميته في الحياة الشعبية.