إعداد- راندا جرجس
تعتبر الأسباب الدقيقة لمرض الزهايمر غير معروفة حتى الآن، ولكن يعتقد العلماء أن الإصابة تحدث نتيجة مزيج من العوامل الوراثية حيث تمت ملاحظة إصابة أكثر من شخص من داخل الأسرة الواحدة نفسها مع تقدم العمر، وتوضح الأبحاث أن الزهايمر يحدث في أقل من 1% بسبب تغيرات في جينات محددة، وينتج عنها ظهور المرض بشكل نادر في منتصف العمر.
أما الأسباب الأخرى فتتعلق بنمط الحياة والبيئة المحيطة، وأكد الباحثون أن تأثيره يستهدف الخلايا العصبية في المخ بشكل واضح وتؤثر فيها وتموت في النهاية، حيث إن ثمة بروتينات في الدماغ لا تؤدي وظيفتها على نحو طبيعي، وتطلق سلسلة من المواد السامة، فتتعرض الخلايا للتلف وينكمش الدماغ في المراحل المتقدمة من المرض، وتشير الإحصائيات إلى أن النساء عرضة للإصابة أكثر من الرجال، وتفيد منظمة مرض الزهايمر الدولية أن عدد الأشخاص، الذين يعيشون بالخرف يُحتمل أن يتضاعف ثلاث مرات من 50 مليون إلى 152 مليوناً بحلول 2050.
وتوصل العلماء في السنوات الأخيرة إلى بعض الدلالات البيولوجية التي تفيد التنبؤ بالإصابة بالزهايمر قبل حدوثه بسنوات طويلة، وتستمر الدراسات والمحاولات البحثية حول الكشف عن العوامل التي تسهم في تفادي المرض، أو تطوير لقاح للوقاية، أو التوصل للطفرات الجينية التي تزيد من عوامل انتشاره في العائلة الواحدة.
وحقق علماء من الولايات المتحدة الأمريكية طفرة في مجال أبحاث مرض الزهايمر، عن طريق الاعتماد على فحص دم يساعد على تشخيص هذا المرض قبل 20 سنة من ظهوره، عبر قياس مستويات بروتين معين في الدم للتنبؤ بتراكمه في الدماغ، وأوضح الخبراء من كلية الطب بجامعة واشنطن أن فحص بروتين «بيتا أميلويد»، يعد إشارة محتملة على الإصابة بالزهايمر في المستقبل، وأردف الخبراء في الدراسة التي نشرتها المجلة العلمية المتخصصة «نويرولوجي» أن تجمع «بيتا أميلويد» مع بروتين آخر في الدماغ هو مؤشر آخر يدل على وجود المرض.
وتزيد فرص خطر الإصابة بالزهايمر لدي بعض الأشخاص الذين يعانون عيوباً إدراكية بسيطة، أو مشكلات تتعلق بالذاكرة والتركيز ومعالجة المعلومات والمهارات الاجتماعية والوظائف المعرفية الأخرى، أو المصابين بأمراض مزمنة مثل: ضغط الدم المرتفع، فرط الكوليسترول في الدم، اضطرابات القلب، السكري غير المتوازن، والاكتئاب غير المعالج.
