آني إرنو المحظوظة عربياً

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

كانت إدارة جائزة نوبل للأدب هذه المرة شجاعة في الاستفتاء الذي أجرته بعد إعلان فوز الروائية الفرنسية «آني إرنو» بالجائزة، فقد طرحت إدارة الجائزة سؤالاً فحواه: هل قرأت شيئاً لآني إرنو؟؟.. وكانت نتيجة الاستفتاء أن 85% من جمهور القراءة لم يقرأ لها كتاباً واحداً، والمفارقة هنا، أن هذه الروائية النوبلية البالغة من العمر 82 عاماً، وتكتب منذ عام 1974، كانت مرشحة دائمة لنوبل إلى أن ذهبت الجائزة إليها أمس الأول، وعلى الرغم من أن نتيجة الاستفتاء حول قرّاء صاحبة «الاحتلال» كانت مخيبة لآمال إدارة نوبل إذ لم يقرأ لها أحد كتاباً واحداً، إلا أننا نحن القرّاء العرب نعرفها ونقرأ لها منذ 25 عاماً ماضية، واللافت في فوز إرنو بنوبل أنها منقولة إلى العربية عبر الترجمة في نحو عشر روايات صادرة عن دور نشر عربية معروفة.
ففي عام 1997 أصدرت دار شرقيات للنشر والتوزيع في القاهرة ترجمة روايتها «امرأة عشق بسيط»، وفي عام 2005 ترجمت نورا أمين رواية «لم أخرج من ليلي» وصدرت آنذاك عن المركز القومي للترجمة في بيروت، وفي عام 2016 عرف القرّاء العرب آني إرنو من خلال روايتها «البنت الأخرى» التي ترجمتها إلى العربية نورا أمين، وصدرت عن دار أزمنة للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمّان، وفي عام 2011 ترجم الشاعر اللبناني اسكندر حبش روايتها «الاحتلال» وصدرت عن دار النشر العربية «الجمل» ومقرّها في ألمانيا، وعن دار الجمل أيضاً صدرت ترجمات روائية عدة لآني إرنو منها مثلاً رواية «انظر إلى الأضواء يا حبيبي» التي نقلتها إلى العربية لينا بدر، وفي عام 2019 صدرت عن دار الجمل رواية «امرأة» بترجمة دلال نصرالله، وهكذا، يمكننا هنا، تسجيل ملاحظة ثانية على روايات آني إرنو وهي أنها منقولة إلى العربية بترجمات أقلام نسائية عربية عدة: لينا بدر، نورا أمين، دلال نصر الله، وغيرهن من مترجمات عربيات محترفات.
يعرف القارئ العربي، إذاً آني إرنو ربما أكثر مما يعرفها القارئ الأوروبي أو القارئ الغربي عموماً، وهذا الرأي لا نقوله نحن العرب؛ بل يقوله استفتاء إدارة جائزة نوبل الذي أشرت إليه قبل قليل، وأياً كان حجم قراءة هذه الروائية التي وصفتها نوبل بأنها تدرس باستمرار ومن زوايا مختلفة حياة تتميز بتباينات قوية في ما يتعلق بالجنس واللغة والطبقة، غير أن اللافت في حيثيات فوز إرنو بالجائزة ماجاء في بيان لجنة نوبل أو استخدام اللجنة مصطلح «الدقة السريرية» في وصف تميز إرنو في الكتابة الروائية، وهو مصطلح أقرب إلى لغة العلم والتشريح أو الطب. كما أشار إلى هذه الملاحظة بعض الصحفيين الذين تابعوا نوبل لهذا العام
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc43fny8

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"