عادي

أزمات كادت تفجر كوارث نووية في العالم

16:36 مساء
قراءة 3 دقائق
هيروشيما
باريس - (أ ف ب)
قبل ستين عاماً، كادت أزمة الصواريخ في كوبا أن تدفع العالم إلى كارثة نووية. وبينما يلوّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح الذري في الحرب التي يخوضها في أوكرانيا، فيما يأتي بعض الأزمات التي كادت تفضي إلى كوارث نووية.
أزمة الصواريخ في كوبا
في أكتوبر 1962، في ذروة الحرب الباردة، جرت مواجهة استمرت 13 يوماً بين الرئيس الأمريكي الشاب آنذاك جون كينيدي والزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف.
وكشفت صور التقطتها طائرة تجسس أمريكية عن وجود منصات إطلاق صواريخ سوفييتية في كوبا حليفة موسكو، تطال الشواطئ الأمريكية.
وقرر كينيدي عزل الجزيرة وفرض حصار بحري عليها، معتبراً أن توجيه «ضربة نووية ضد النصف الغربي للكرة الأرضية» محتمل.
وضعت القوات الإستراتيجية في حالة تأهب قصوى، وهو المستوى الذي يسبق اندلاع الحرب النووية مباشرة. وحلّقت مئات القاذفات الذرية في السماء، وتم تجهيز الصواريخ العابرة للقارات.
عادت السفن السوفييتية أدراجها وتم تحضير اتفاق بين القوّتين وراء الكواليس. فقد سحبت الصواريخ السوفييتية في مقابل سحب الصواريخ الأمريكية من تركيا. وحينها تم إسقاط طائرة تجسس أمريكية من طراز «يو2» فوق كوبا.
وأرسل كينيدي شقيقه روبرت وكان وزيراً للعدل، للتفاوض مع السفير السوفييتي. ووافق خروتشوف على سحب صواريخه. وتعهدت واشنطن بعدم غزو كوبا، وبسحب صواريخها من تركيا سراً.
بعد هذه الأزمة، تم وضع «هاتف أحمر» في 1963 يسمح للبيت الأبيض والكرملين بإجراء اتصالات مباشرة.
إنذار خاطئ
ليل 25 إلى 26 سبتمبر 1983، وفي فترة توتر شديد بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، كان ضابط سوفييتي يتولى مهمة الحراسة في قاعدة للتأهب الإستراتيجي في جنوب موسكو. كانت لدى ستانيسلاف بيتروف بضع لحظات لتفسير إشارة إنذار من أقمار مراقبة اصطناعية تعلن عن هجوم بخمسة أو ستة صواريخ أمريكية ضد الاتحاد السوفييتي.
قدّر بيتروف أن الهجوم الأمريكي يمكن أن يشمل حوالى مئة صاروخ، وليس خمسة أو ستة. ثم خلص إلى أنه خطأ في أنظمة الإنذار، وتحمل مسؤولية الإعلان لرؤسائه ليس عن هجوم وشيك بل عن إنذار خاطئ.
بعد ذلك، توصل الخبراء السوفييت إلى أن هذا نجم عن تفسير خاطئ لانعكاس أشعة الشمس على الغيوم، تم الخلط بينه وبين الطاقة التي تصدر عن الصواريخ عند إطلاقها. منح بيتروف بعد بضعة أشهر وسام «مكافأة على خدماته للوطن»، لكن الحادث بقي سراً لمدة عشر سنوات.
الهند وباكستان
في مايو 2002، كانت الهند وباكستان، اللتان تتقاتلان على إقليم كشمير منذ انقسامهما عام 1947، على وشك مواجهة جديدة.
اتهمت الهند إسلاميين قادمين من باكستان بتنفيذ هجوم انتحاري ضد البرلمان في نيودلهي في 13 ديسمبر 2001، أدى إلى سقوط 14 قتيلاً.
وحشدت القوتان النوويتان منذ 1998، نحو مليون جندي عند الحدود بينهما، لا سيما في كشمير.
وأعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف في إبريل 2002 أنه يدرس «استخدام السلاح النووي». وقال «إذا كانت باكستان بأكملها مهددة بالزوال عن الخريطة، إذاً الضغط كبير جداً على شعبنا، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أيضاً هذا الاحتمال: القنبلة النووية عند الحاجة».
وقال وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز إنه في حال وقوع هجوم نووي «قد تنجو الهند ولكن قد لا تنجو باكستان».
وردت نيودلهي وإسلام أباد الواحدة على الأخرى بإجراء تجارب صاروخية، خلال عامين، ثم تعهدتا تحت ضغط واشنطن بوقف التصعيد، ما أدى إلى وقف لإطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2003، ثم إلى محادثات في يناير 2004.
حوادث أخرى
كشف المنشق عن جهاز الاستخبارات السوفييتي (كاي جي بي) الكولونيل أوليغ غوردييفسكي في 1988 أن القادة السوفييت كانوا على وشك بدء حرب ذرية قبل خمس سنوات، أي في نوفمبر 1983، عندما شعروا بالذعر بعدما اعتقدوا أن الغرب كان على وشك شن هجوم نووي مفاجئ ضد اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية.
وفي الواقع كان الأمر يتعلق بتدريبات يقوم بها حلف شمال الأطلسي (ناتو).
بين الحوادث الأخرى، وضعت حقيبة الرئيس الروسي بوريس يلتسين النووية في حالة تأهب في 25 يناير 1995 عندما رصدت الرادارات الروسية إطلاق صاروخ نرويجي للأرصاد الجوية وفسرته على أنه إطلاق هجومي محتمل، وقالت موسكو بعد أسبوع إنه «سوء فهم».
والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت السلاح النووي في 1945 في اليابان. حيث أدى قصف هيروشيما (140 ألف قتيل) ثم ناغازاكي (74 ألف قتيل) بعد ثلاثة أيام، إلى استسلام اليابان وانتهاء الحرب العالمية الثانية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc3fb79f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"