عادي

«سويحان».. مقوّمات بيئية وسياحية تبهر زوار مهرجان الظفرة

22:55 مساء
قراءة 3 دقائق

تزينت طرقات ومنشآت منطقة سويحان لاستقبال الزوار والمشاركين في «مزاينة سويحان»، ضمن الدورة السادسة عشرة لمهرجان الظفرة التي انطلقت أمس وتستمر حتى 4 نوفمبر المقبل، تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبتنظيم لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي.

تمتاز منطقة سويحان، إحدى مناطق بلدية العين، برمالها الذهبية التي تستقطب السائحين من محبي الطبيعة لاكتشاف جمالها وكثبانها الرملية، وتبعد المنطقة عن مدينة العين 73 كيلومتراً وعن العاصمة أبوظبي 120 كيلومتراً.

وليس غريباً أن تكون سويحان أولى محطات مزاينة الإبل بمهرجان الظفرة، فزائر المنطقة يلحظ منذ الوهلة الأولى، مشهداً بديعاً يتكرر على مرأى البصر، وهو صورة قوافل الإبل التي تجوب المكان مجتازة الرمال الذهبية مع صوت «رغاء الإبل»، وهي تتهادى على فرش الرمال في الصحراء.

ولم يكن اختيار سويحان لإقامة «مزاينة الإبل»، ضمن مهرجان الظفرة وليد مصادفة، فضلاً عن كونها الفضاء الأثير لثقافة صحراوية مغايرة كونها تحتضن ميدان الشيخ سلطان بن زايد للتراث، الذي يحفل بكثير من ميادين سباقات الهجن، وعزب الإبل والمزارع وغيرها، كونها العصب الرئيس لهذه النشاطات، إلى جانب احتفاظ سكانها حتى اليوم بمقومات هويتهم وموروثهم، الذي يعيد لنا سيرة ومسيرة الآباء والأجداد بصورة حضارية.

واعتاد سكان سويحان، منذ قديم الأزل، على تربية الإبل والماعز، حيث يستفاد من الإبل بوصفها مصدراً مهماً من مصادر الغذاء المباشر (الحليب واللحم) ومصدراً من مصادر الدخل الاقتصادي (البيع - والمشاركة في المزاينات)، وتمثل الإبل عصب حياة السكان ومجال اهتماماتهم اليومية، فضلاً عن كونها مصدراً تدور في فلكه أنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وتجذب فضاءات سويحان الصحراوية، واعتدال مناخها، هواة رياضة الصيد بالصقور، وتعدّ رحلة السفاري في صحراء سويحان مطلب السياح الأجانب بحرصهم على زيارة التجمعات البدوية والتقاء السكان من أبناء البادية الذين لا يزالون يحافظون على كثير من أنماط الحياة التقليدية المتوارثة والتعرف إلى نمط حياتهم.

وأكد مشاركون من دولة الإمارات ودول مجلس التعاون في «مزاينة سويحان» أن مهرجان الظفرة أضحى عيداً لملّاك الإبل من دولة الإمارات ودول الخليج سنوياً، في أكبر مهرجانات الإبل بالمنطقة، الذي يشهد أكبر تجمع للإبل، ما يجعل المنافسة مرتفعة بين المشاركين، ويجعل للناموس في مزاينة سويحان بمهرجان الظفرة لوناً مختلفاً ونكهة خاصة.

وأشاروا إلى أن مزاينة مهرجان الظفرة حققت شهرة جذبت إليها ملاك الإبل من كل مكان، وأسهمت بشكل فعال في تنشيط حركة بيع وشراء الإبل الأصيلة، متوجّهين بالشكر إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، على اهتمامه بالإبل والحرص الكبير للمحافظة على هذا الموروث بتقديم الدعم والرعاية الكريمة لكافة الفعاليات الخاصة بالإبل ما كان له الأثر الكبير في نجاحها وتطورها.

وقال أحمد مبارك العامري: إن القيادة الرشيدة حريصة على الاهتمام وتقديم الدعم للفعاليات التراثية خاصة المهرجانات الخاصة بالإبل كونها ركناً مهماً من المنظومة التراثية، وكذلك لدورها في غرس المحبة والألفة والتلاحم بين أبناء الوطن والمنطقة. مشيراً إلى أن جميع المشاركين في المزاينات يستهدفون رفع البيرق ما يزيد المنافسة حماسة يوماً بعد الآخر.

وأكد مساعد المنصوري، أن القيادة الرشيدة لا تدّخر جهداً في دعم تراث الآباء والأجداد والمحافظة عليه، ودعم أصحاب المزارع.

ومن السعودية، أشاد المشارك محمد القحطاني، بالتنظيم الجيد لمزاينة سويحان ضمن مهرجان الظفرة الذي يستهدف المحافظة على الإبل كونها جزءاً مهماً من موروثنا الأصيل، ويؤكد عراقة التقاليد الخليجية والعربية الأصيلة. متوجهاً بالشكر إلى لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، على جهودهم الطيبة التي أسهمت في تطور المزاينة ونجاحها في الدورة الحالية.

ومن سلطنة عُمان، أعرب المشارك علي القريني، عن ارتياحه للإقبال الكبير الذي تشهده المزاينة وما تحظى به من حضور جماهيري واهتمام إعلامي. مؤكداً أن اللجنة المنظمة وفرت البيئة والأجواء المناسبة لتحقيق الأهداف المرجوّة من هذه المزاينة، وأهمها التقاء ملّاك الإبل ومحبّي التراث في عرس تراثي كل عام، وتحقيق الفائدة لهم، الفوز بالجوائز الكبرى والوقوف على مستوى حلالهم، حيث تمنح مزاينة سويحان مؤشراً مهماً للملّاك لتقييم مطاياهم والوقوف على مدى استعدادها للمشاركة في المهرجانات الكبرى المقبلة. كما تتيح لهم الفرصة للبيع والشراء لتعزيز مقتنياتهم من المطايا المميزة.

ومن دولة قطر، أكد المشارك راشد الهاجري، أن عدد المشاركات الخليجية في الموسم الحالي كبيرة. لافتاً إلى أن اللجنة المنظمة لا تدّخر جهداً لخروج هذا المهرجان التراثي بالصورة اللائقة التي تعود عليها الجميع خلال المواسم السابقة. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2x8cvff9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"