عادي

«ريفردانس» يختتم عروضه غداً بدبي أوبرا

17:24 مساء
قراءة 3 دقائق
جانب من العرض
جانب من العرض
جانب من العرض
جانب من العرض
دبي: مها عادل
على مدار أربعة أيام متتالية، استضافت دبي أوبرا العرض الأيرلندي الشهير «ريفردانس» الحاصل على جائزة غرامي، والذي يحتفل باليوبيل الفضي على انطلاقه بعرض راقص مفعم بالحيوية والجمال، ويختتم عروضه غداً، الأحد، بالمسرح الرئيسي للأوبرا.
اجتذب استعراض ريفردانس، منذ انطلاقه، الجماهير العريضة إلى مسارح العالم، حيث شاهده أكثر من 28 مليون شخص حتى الآن، وحالياً يواصل إبهار جمهور دبي.
فعلى مدى 25 عاماً، أكّد استعراض ريفردانس أصالته الفنيّة، وذلك منذ انطلاق رحلته كمشهد راقص مدّته سبع دقائق ضمن مسابقة الغناء «يوروفيجن» عام 1994، ليتطوّر بالتدريج إلى عرض مسرحي كامل يمتد لأكثر من 90 دقيقة من الإبهار المتواصل.
وحطّم هذا الدمج الفني المبتكر بين الموسيقى والرقص الإيرلندي والفنون العالمية الراقصة جميع الأرقام القياسية عند شبّاك التذاكر خلال عرضه الأول في دبلن. تلاه بعد ذلك عرض في لندن لقي نجاحاً غير مسبوق، كما حقق نجاحاً مبهراً في عروض جولة أمريكا الشمالية لعام 1996 ومثلها العروض الثمانية التي قدّمت في قاعة راديو سيتي ميوزيك هول، لتبدأ جولات ناجحة استمرّت عقدين من الزمن في أنحاء أميركا الشمالية.
اللوحات الراقصة
يتكون العرض الاستعراضي من مجموعة من اللوحات الراقصة التي تسرد جانباً من تراث وتاريخ الشعب الأيرلندي وقصة كفاح وصمود الثقافة الأيرلندية الخاصة في وجه صراع الهوية الذي عاشه لقرون طويلة مع الأرستقراطية الإنجليزية التي كانت تحكمه، وكيف كانت الموسيقى والرقص وسيلتان يعبر بهما الشعب عن حرصه على الحفاظ على هويته الثقافية والفنية والشعور بالحرية والتحرر من القيود المفروضة عليه.
اختار صناع العمل المدهش أسلوب الراوي لنقل المتفرج بين لوحات ومشاهد متنوعة تجسد أجواء وعصور مختلفة من تاريخ الشعب الأيرلندي، وتنوعت مشاهد العرض الذي امتد لساعتين تخللتهما استراحة قصيرة، بين لوحات مبدعة من الرقص الجماعي وأخرى للرقص الثنائي المتنوع والذي تضمن رقص الباليه أحياناً والفالس أحياناً أخرى والرقص الغجري في أوقات ثالثة.
ومن أبرز أدوات مخرج العرض في توزيع الحركة على المسرح وإثراء العرض بالحيوية والتدفق، وجود فريق العزف الحي على خشبة المسرح ومصاحبة الغناء الجماعي الحي أيضاً إلى جانب اللوحات الراقصة.
ويغلب على الرقصات طريقة «التاب دانس» الحيوية حيث يعتمد الراقصون على إصدار إيقاعات منغمة عبر خطوات الحذاء الذي يرتدونه ويتردد صداها في قلب ووجدان الحضور طوال مدة العرض ليتفاعلوا معها بكل حواسهم وبموجات من التصفيق الحار.
وتعتبر الديكورات من أبرز عناصر الإبهار بالعرض، من خلال الصور المتحركة التي اعتمدت في أوقات كثيرة على صور وفيديوهات عالية الدقة تغطي خلفية المسرح بالكامل، والمصممة من مناظر طبيعية خلابة من جبال وبساتين وبحار ولاند سكيب مدن وكهوف وجروف صخرية، بحيث يتنقل المتفرج بين طبيعة أيرلندا الغنية والرائعة وهو يشاهد منتجها الثقافي المتألق.
المؤثرات البصرية
تلعب المؤثرات البصرية والتقنيات الحديثة التي يتمتع بها العرض، وتسمح بها إمكانات مسرح دبي أوبرا عالية المستوى، دوراً محورياً في صنع حالة من الإبهار والتوحد بين الجمهور والمؤدين، فاللوحات المفعمة بالحماس والطاقة تفاجئ الحضور بمشهد لاستعراض من الرقص الغجري المحموم بخلفية تبدو حقيقية من ألسنة اللهب والنيران المشتعلة طوال مدة الاستعراض.
وفي مشهد آخر ينجلي الرعد والبرق بالصوت والصورة على خشبة المسرح في مشهد مهيب يفوق الواقع أحياناً. فكل لوحة في العرض حالة قائمة بذاتها، وحالة فريدة من المتعة والإبداع، ولذلك حصد العرض تفاعلاً جماهيرياً لا يمكن وصفه وفي كل لوحة يتجدد الحماس ويعلو التصفيق وتزداد حالة التفاعل لدرجة أن بعض الحضور يشارك الراقصين وهو جالس بمقعده عبر الدق بالكعب مصاحباً الإيقاع الذي يتردد صداه في جنبات المسرح.
استعراض فريد
تجلى إبداع صناع العمل من جون ماكولجان، مخرج العرض، والمنتج مويا دوهرتي، وبراعة الملحن بيل ويلان صاحب الموسيقى الرائعة لهذا الاستعراض الفريد، في تقديم لوحات مبهرة ومتضافرة تتألق بها حركات عشرات العارضين الذين يتشاركون المسرح كثيراً بالعرض، والتحكم في المجاميع، خصوصاً الراقصة مع الحفاظ على روح العرض الأصلي، إلى جانب براعة اختيار الملابس والاكسسوارات المبهرة والمعبرة عن روح العرض وأصالته وفكرة كل رقصة، تضيف الكثير لحالة المتعة والتوحد مع العرض وتجعل من حضور هذا العرض المبهر وقتاً مستقطعاً من السعادة والمتعة لكل الجنسيات، وإثراء حالة المتعة ينبع من تكامل عناصر هذا الاستعراض الرائد الذي تحوّل إلى ظاهرة يحتفل بها العالم في جميع أنحائه، حيث حاز جائزة غرامي، ورسّخ الشاعرية والقوّة والعاطفية التي يتّسم بها الاستعراض الإيرلندي التقليدي في قالب عصري ممتع.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ywsxzpv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"