عادي
بمشاركة 150 شخصاً لمناقشة وطرح 40 بحثاً

جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تنظم مؤتمر الأخلاق والفلسفة

16:54 مساء
قراءة 4 دقائق
حمدان المزروعي خلال إلقاء كلمته
حمدان المزروعي خلال إلقاء كلمته
عبدالله بن بيه خلال إلقاء كلمته
عبدالله بن بيه خلال إلقاء كلمته
  • عبدالله بن بيه: دولة الإمارات حققت الاستئناف الحضاري الواعي
  • حمدان المزروعي: دولتنا رسخت القيم النبيلة في عصر الصراعات
أبوظبي: عبد الرحمن سعيد
نظم مركز الدراسات الفلسفية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، فعاليات المؤتمر الدولي الفلسفي الأول، في أبوظبي بعنوان «الأخلاق والفلسفة»، بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة الذي يصادف السابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني؛ وذلك ضمن سلسلة ندوات الجامعة العلمية لبناء القدرات الفكرية والفلسفية، وبمشاركة 150 شخصاً لمناقشة وطرح 40 بحثاً، في العلاقة بين الأخلاق والفلسفة.
ويهدف المؤتمر إلى إماطة اللثام عن بعض الإشكالات التي تثيرها المسألة الأخلاقية في الواقع الفلسفي الراهن، وتعزيز مجال البحث في قضايا الفلسفة والأخلاق، بما يبرز الجوانب العميقة في بنيتها ووظائفها ومميزاتها، وولوج مباحث القيم من وجهة نظر فلسفية واختبار مقولة «إن لكل فلسفة أصولها أخلاقية» ودراسة الفروق بين الغربيين والمسلمين في معالجة المسائل الواقعة بين الفلسفة والأخلاق، إلى جانب الاستشراف النقدي في تجديد التواصل بين الفلسفة والدين والأخلاق، وإثراء البحوث البيئية في مجالات العلوم الاجتماعية، ومراجعة مصائر مباحث القيم في الزمن الحاضر، وتعريف المجتمع العلمي الفلسفي بمشاريع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في مجالي الفلسفة والأخلاق.
وأكد الشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس المجلس العلمي الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أن دولة الإمارات حققت بفضل الله، ولا تزال تحقق الاستئناف الحضاري الواعي والازدهار التنموي المثمر، بفضل إرساء التعايش بين الأفكار والانتفاع بثمرات العقول ومحصولها، مشيراً إلى أن منهج جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية يقوم على المواءمة الحضارية والوساطات والجسور الممدودة بين الحقول المعرفية والممرات الواصلة بين الفضاءات الثقافية، وهو منهج التحالف بين القيم والتكامل بين الكليات.
وأضاف: «نجتمع اليوم بالتزامن مع اليوم العالمي للفلسفة للحديث عن موضوع مهم هو «الفلسفة والأخلاق»، وقد نال سؤال الأخلاق مكانة كبيرة في تاريخ الفلسفة منذ بواكيرها الأولى، لأن موضوعه هو الإنسان، كيف يعيش حياة فاضلة، وكيف يتعايش مع الآخرين في سلم، إنه مجال لا ينفك يشغل الفلاسفة في كل عصر وإن كان محل سؤاله يختلف من عصر إلى آخر، فإن كانت أخلاقيات الحرب والسلم والتعايش قد نالت نصيب الأسد من الدراسات بعد الحربين العالميتين، فسؤال الأخلاق في هذا العصر يتناول مواضيع كالأخلاقيات الطبية وأخلاقيات الذكاء الصناعي وإشكال الهجرة وغيرها من الإشكالات الراهنة».
وحول تعريف الأخلاق من ناحية فلسفية، أشار بن بيه إلى أنها تمثل السجايا الكامنة في النفس، وهي أيضاً المظهر الخارجي لتلك السجايا، والأخلاق تجاورها ثلاث كلمات؛ هي: القيم والفضيلة والمبادئ، وأضاف: إن الأخلاق توفر الأمنَ النفسيّ للفرد، والأمنَ في العلاقات الاجتماعية، والأمنَ في المعاملات، والأمنَ في احترام النظام والتعليمات من خلال الصدق، والاستقامة، وحسن المعاملة، واحترام القيم؛ ذلك كله هو حسن الخلق، وأرجع الأخلاق بشكل عام إلى مصدرين أساسيين؛ هما: المصدر الديني، والمصدر المنطقي العقلاني.
وعن حلول للمستقبل قال بن بيه: إن انتهاج مبدأ المواءمة وأسلوب التجسير بين الفلسفة والدين سيكون من ميادينه إعادة الاعتبار للفضيلة كقيمة فلسفية مؤسّسة، وإعادة الاعتبار للمبادئ الكبرى كمبدأ السببية والغائية وهي مبادئ يؤدي إهمالها إلى تقويض الفلسفة نفسها أو كما يقول ابن رشد إن إلغاء السببية هو إلغاء للعقل ذاته.
وأضاف: «إن لقاء الفلسفة مع علم الكلام كان في بواكير العصر الإسلامي، وإننا مدعوون إلى تحقيق التوازن بين جملة من التجاذبات بين الكليات، وتجسير العلاقة بين عالمَيْ الأفكار والأشخاص، فبدلاً من واقع قيم تهاجم وقيم تقاوم، يكون التعاون والتعاضد والتآزر والتعارف هو عنوان المرحلة، وقال في ختام كلمته: إننا نطمح إلى أن تصبح جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في مصاف الجامعات العريقة التي تُكَوّن فقهاء فلاسفة وفلاسفة فقهاء، على غرار كلية اللاهوت بجامعة كامبريدغ التي تخرج لاهوتيين فلاسفة، وبهذا نحقّق طموح دولتنا الساعي دوماً إلى الإبداع ولازدهار والاستقرار».
وأكد الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس أمناء الجامعة، أن دولة الإمارات رسخت القيم النبيلةِ التي نحتاج إليها في هذا العصر الذي تتجاذبه الحروب والصراعات، ونعتقد أن في الفكر الفلسفيّ من الأفكار النبيلة ما يساعدُ على تفعيل المعاني والقيم الإنسانية، كالتّسامح والتّعايش والسّلام والسكينة، فننتج خطاباً فلسفياً قوياً ومؤثراً يؤمن بالمواطنة واحترام المبادئ.
وقال: إن أبوظبي عاصمة الثّقافة ومنارة المعرفة ومركز الحضارة، تحتفي بالفلسفة في يومها العالميّ، وهذا الاحتفاء نابع من ديننا الإسلاميّ الحنيف، الذي أعلى من شأن الفكر ورفع منزلة العلم وأمر بإعمال العقل وجعله آلة المعرفة وأساس العلم.
وتابع إننا نُولي أهمية كبيرة للفكر الأخلاقي في جامعتنا التي نتشرُف بأنها تحمل اسم سيدي صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ونعد هذا الفكر رافعةً قويّةً للتنمية والتحصين، وإننا نجدُ في الفلاسفة المسلمين نماذجَ كبيرة، جمعوا بين المعرفة بدينهم والانفتاح على مكتسبات العقل الإنساني، تحقيقاً للتكامل بين الحكمة والشريعة والمصالحة بين النص والعقل، والمزج بين العلم والدين.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/26yaftks

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"