الطيران الخاص وتعزيز الأعمال

21:38 مساء
قراءة 3 دقائق

ديميتري كورشونوف *
لم يعد الطيران الخاص نوعاً من الترف، بل بات من ضمن ضروريات الحياة المهنية واليومية، بفضل ما يوفره من مرونة وخصوصية وتجارب شيقة لا مثيل لها. جدير بالذكر أن الطيران الخاص زادت شعبيته بين الأثرياء والمديرين التنفيذيين أثناء وبعد الجائحة، وتزايد إقبال الشركات الآن على استخدام الطيران الخاص كوسيلة السفر المفضلة لديها نظراً لما يوفره من خصوصية. وهنا لابد من الإشارة إلى نقطة مهمة تتمثل في أن الاستثمار في الطيران الخاص يعد أمراً منطقياً من الناحية الاقتصادية ولا يمكن إدراجه ضمن النفقات غير الضرورية.

ومع تسارع وتيرة الأعمال بالتزامن مع نمو القطاع الخاص غير النفطي في دولة الإمارات، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد المحلي بنسبة 5.4% في العام 2022. وتشير التوقعات الصادرة عن البنك الدولي إلى توسع اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 5.2% في العام 2022 بعد التعافي من الجائحة. وسط كل هذه التطورات الملحوظة والنمو الملموس، تحرص الشركات على تصميم استراتيجيات تساعدها على التوسع مع الاستثمارات المتزايدة في السياحة والضيافة والبنية التحتية.

لا شك بأن الاستثمار في الطيران الخاص هو خطوة ذكية لمواكبة قفزات النمو الاقتصادي وهو يساعد رواد الأعمال في السفر بأمان ومتابعة أعمالهم خلال الرحلة. كما يعتبر اختيار السفر على متن الطيران الخاص مناسباً لرواد الأعمال الذين تمكنوا من مواجهة تحديات العامين الماضيين ويتطلعون لمواجهة التحديات الحالية. في الواقع، يساعد الاستثمار في الملكية الجزئية أو الطيران الخاص الشركات على ضمان الأرباح في ما بعد الجائحة.

وتزداد شعبية الطيران الخاص بين أوساط الرؤساء التنفيذيين وأصحاب الأعمال الذين يسافرون بشكل متكرر لحضور الاجتماعات والمناسبات وغيرها من التزامات العمل. ووفقاً لمنظور الملكية الجزئية، يتمتع المسافرون بساعات طيران سنوية مضمونة بأسعار ثابتة للساعة؛ الأمر الذي يعزز الطمأنينة ويبعد القلق بشأن توفر الطائرات أو أسعارها، ما يوفر تجارب مريحة. يخضع الطيران الخاص لطلب السوق الحالي. ووفقاً لهذا المنظور من المتوقع زيادة الأسعار خلال موسم الذروة وقد يكون الحجز المسبق ضروريًا لضمان الرحلة.

وسواء اختارت الشركات السفر عبر الطيران الخاص أو امتلاك طائرة أو جزء منها، فإنه حتماً سيكون بإمكانها الحصول على وسيلة مميزة، تمامًا مثل الهاتف المحمول أو الكمبيوتر المحمول. وتتيح الطائرات الخاصة أمام الشركات ميزة إجراء الأعمال «في الوقت الفعلي» من خلال السفر مباشرة إلى الوجهة المقصودة في الموعد المحدد عبر مطارات صغيرة بعيدة لا تصل شركات الطيران التجارية إليها وزيارة مواقع أعمال متعددة في اليوم نفسه.

ويمكن أن تصل طائرات رجال الأعمال إلى 10 أضعاف المطارات المحلية التي تصلها الخطوط الجوية التجارية. من خلال تقليل وقت السفر والاستفادة منها في الإنتاجية والقدرة على الطيران ذهابًا وإيابًا في يوم واحد، تصبح الطائرة الخاصة في الواقع عنصراً لمضاعفة القوة، ما يمنح الشركات وسيلة فعالة للقيام بالمزيد بأقل وقت في وقت أقصر بكثير. علاوة على ذلك، هناك فوائد غير ملموسة للجداول الزمنية المرنة وتحسين الإنتاجية في الطريق والخصوصية وأمن الموظفين.

هناك عدة أسباب رئيسية تدفع الشركات في دول مجلس التعاون الخليجي إلى التفكير في اختيار طائرة رجال الأعمال من بينها: إتاحة الفرص الاستراتيجية للتحرك بسرعة؛ وهو أمر أساسي في البيئة الاقتصادية الحالية، ما يوفر فرصة لكسب الأعمال أو بناء علاقات أو الاستجابة للكوارث. في حين أن الأسعار تشكل عاملاً مهماً في الاختيار، إلا أن السرعة والكفاءة تفوق الطيران على متن طائرة رجال الأعمال.

وسوف يستفيد رواد الأعمال في القطاعات الاستراتيجية أكثر من الطيران الخاص؛ فكلما تمكنوا من إنجاز المزيد من الأعمال في يوم واحد بما في ذلك رؤية شركاء الأعمال المحتملين، زادت الأعمال التي يمكن للشركة القيام بها وأسرع نموها؛ الأمر الذي يضيف قيمة حقيقية للمساهمين. وفي ظل عودة الاجتماعات المادية، سيتم إجراء الصفقات التجارية الكبرى شخصيًا من قبل فرق الإدارة العليا. يمكن للطائرات النفاثة الخاصة إيصال الفريق المناسب من الأفراد إلى حيث يحتاجون للقيام بما يحتاجون إليه.

مما لا شك فيه أن الرؤساء التنفيذيين ورواد الأعمال يدركون القيمة الاقتصادية للاستثمار في الطيران الخاص.

إن الطيران الخاص يوفر تجارب قيمة ونوعية من بينها السرعة والراحة والأمان والمرونة؛ كما أنه يدعم مسارات النمو الاقتصادي وخطط الأعمال الاستراتيجية.

* المدير التنفيذي لشركة «دلتا ورلد شارتر»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr477x4n

عن الكاتب

المدير التنفيذي لشركة «دلتا ورلد شارتر»

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"