«الشارقة للمتاحف» تروي تاريخ «صياغة الخناجر في الإمارات»

* المعرض يهدف إلى استعراض الموروث الشعبي وإحيائه وتأكيد أهمية الحفاظ على الحرف اليدوية

تنظم هيئة الشارقة للمتاحف معرض «صياغة الخناجر في دولة الإمارات، حرفة تجسد الأصالة والإبداع»، في متحف الشارقة للتراث خلال الفترة من 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وحتى 24 مايو/أيار المقبل، كأول معرض تخصصي لعائلة امتهنت حرفة صياغة الخناجر والسيوف لسنوات طويلة سبقت قيام اتحاد دولة الإمارات؛ وذلك بهدف تعريف المجتمع بحرفة يدوية كانت مصدرَ دخلٍ أساسياً لبعض فئات المجتمع الإماراتي.

يهدف المعرض إلى استعراض الموروث الشعبي وإحيائه وتأكيد أهمية الحفاظ على الحرف اليدوية وحمايتها من الاندثار، ورفع مستوى وعي الجمهور بالصناعات الحرفية ومنها صياغة الخناجر لتستمر وتتطور وتحافظ على مكانتها، وذلك من خلال إلقاء الضوء على أشهر الصاغة من عائلة الصائغ محمد حسن الناعبي، التي توارثت حرفة صياغة الخناجر في الدولة جيلاً بعد جيل، وساهمت في حفظها من الاندثار، بالإضافة إلى استعراض أدوات الصايغ عبد الله راشد التي استخدمها قرابة 40 عاماً لصناعة الخناجر وصدّرها للعالمين العربي والغربي من ورشته المنزلية في منطقة الراشدية بدبي، علاوة على إبراز التطور الذي صاحب أشكال الخناجر، وأنواعها، إلى جانب إحياء ارتداء الخنجر كعنصر من عناصر التراث الإماراتي.

ويتسق تنظيم هيئة الشارقة للمتاحف للمعرض الذي يعدّ الحدث الأول من نوعه للصاغة من عائلة الناعبي مع أهدافها بتعزيز وعي المجتمع بالتراث الإماراتي؛ حيث يأتي المعرض امتداداً لباقة من ورش العمل والبرامج التراثية والأنشطة والمعارض التي تم تنظيمها خلال السنوات الماضية؛ لتسليط الضوء على التراث الإماراتي، ومنها معرض «البرقع شاهد على تاريخ الإمارات» عام 2017، ومعرض «توافق» عام 2018، ومعرض «القهوة في الخليج العربي» في عام 2019، ومعرض «النخلة شموخ وكرم» عام 2021.

باقة فريدة

يتيح المعرض لمحبي الخناجر والراغبين في اكتساب مهارة صياغتها الاطّلاع على العديد من أنواعها المستخدمة في الدولة؛ حيث سيجري عرض أكبر خنجر مزين بذهب عيار 24، ثبت على مقبضه صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد حاز هذا الخنجر الذي صممته حليمة عبدالله راشد، لقبَ أكبر خنجر من الإمارات للإنجازات الوطنية القياسية في فئة خدمة المجتمع وحب الدولة التي تم منحها من قبل مؤسسة بحر الثقافة في العاصمة أبوظبي عام 2018.

ويستعرض الحدث خنجراً شمالياً مطليّاً بالذهب، ثبتت على مقبضه صورة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بالإضافة إلى خنجر كبير مطلي بالذهب والفضة ومرصع بالفيروز عليه صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهو من تصميم حليمة عبدالله راشد محمد، التي تسعى حثيثاً للحفاظ على إرث أجدادها صاغة الخناجر، وقد فاز هذا الخنجر بجائزة من الإمارات للإنجازات الوطنية القياسية في فئة خدمة المجتمع وحب الدولة التي نظمتها مؤسسة بحر الثقافة، فضلاً عن خنجر شمالي مزين بالفضة، ويحمل أيضاً صورة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومرصع بأحجار الياقوت والزمرد، إلى جانب خنجر شمالي، مزين بالفضة وبعلم وشعار الدولة.

فعاليات

يصاحب افتتاح المعرض باقة من ورش العمل التي تستعرض مراحل صنع الخنجر، منها ورشة صنع الصمغ الطبيعي لصناعة القطاعة واجهة الخنجر، وورش تجهيز القطاعة وقص الجلود والرسم عليها وزخرفتها، وباقة متنوعة من الورش توضح مراحل صنع وتركيب أجزاء الخنجر وسحل وتزيين القرون، وزخرفة أجزاء الخنجر من معدن الفضة.

كما يوفر الحدث ركن التصوير بارتداء الخنجر، ورسم حي بريشة فنان لتفاصيل خنجر مزين بصورة الشيخ سلطان القاسمي يرسمها أمام الجمهور الحاضر، كما يتيح المعرض من خلال دكان بيع الخناجر فرصة الاطلاع على أجزاء الخنجر والأدوات المستخدمة في صنعه قديماً.

ويقدم المعرض عدداً من البرامج التعليمية المصاحبة، منها فن التعتيق للأفراد من عمر 18 عاماً، وما فوق يوم 14 ديسمبر/كانون الأول المقبل، والبرنامج التعليمي «صناعة الخناجر» مستهدفاً الأطفال من عمر 13-17 عاماً، والذي يعقد يوم الحادي عشر من فبراير/شباط 2023.

وتعد حرفة صياغة الخناجر من الحرف اليدوية العريقة التي عمل بها الحرفيون من الصاغة في جميع الحضارات القديمة، بينما تخصص الصاغة من عائلة الناعبي في الإمارات في تزيين بدن الخنجر بالمعادن الثمينة والعاج والزراف وبأسلاك الفضة والذهب التي تخللت الثقوب الناعمة التي ترسم على الجلود، كما تخصص بعض الصاغة في صياغة السيوف والخناجر دون الحلي، وأطلق عليهم صاغة الخناجر، وهي مهنة شاقة تحتاج إلى مهارة وخبرة متوارثة.