كأس العالم العربية

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

التاريخ لا يعيد نفسه، بل يُعِدّها للغد الذي سيصبح حاضراً فيما بعد، ثم أمس طوته الأيام؛ فإمّا أن يتوثق في ذاكرة الأمم والشعوب، أو يكون نسياً منسياً؛ تماماً كما هو الأمر بالنسبة لبطولات كأس العالم التي أشرقت شمسها في الكرة الأرضية عام 1930 في الأوروغواي، لتواصل مسيرتها ضيفة على محبي الساحرة الكروية كل أربع سنوات، باستثناء بطولتي 1942 و1946 اللتين أُلغيتا بسبب الحرب العالمية الثانية، وما عدا ذلك، فقد شرع القلم بتدوينها بماء المجد وحبر الخلود، لتكون أيقونة الرياضة العالمية حتى يومنا الحاضر في نسختها الثانية والعشرين في الشقيقة العالمية العربية الخليجية «قطر»، كأوّل بطولة تقام في دولة عربية وإسلامية.
البطولة رقم (22)، في العام 2022، شهدت في مساء ال 20 من شهر نوفمبر الجاري افتتاحاً استثنائياً للمونديال العالمي العربي الخليجي القطري الذي وحّد العالم في «دوحة» العرب، بحضور 67 ألف مشجع أشعلوا المدرجات بالأغاني والأهازيج، فيما الملايين من الناس تحلقوا حول الشاشات الفضائية، منبهرين بفعاليات الافتتاح الذي فتح قلب قطر للعالم بِأَسْرِهِ وأُسَرِهِ، حين ألقى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، خطاب افتتاح المونديال من استاد البيت، مُرحِّباً بالجميع على اختلاف أجناسهم وجنسياتهم وعقائدهم وتوجهاتهم.
ولأن التاريخ لا يعيد نفسه، بل يُعِدّها للغد الذي سيصبح حاضراً فيما بعد؛ فإننا نستعيد تاريخ إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» منح قطر شرف استضافة بطولة كأس العالم 2022، لتفوقها في الاقتراع الرابع على استراليا واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية، إذ كان ذاك الإعلان التاريخي في 2 ديسمبر 2010، كما لو أن دولة قطر احتفت بالذكرى ال 39 لليوم الوطني الإماراتي بطريقة كروية عالمية، وكما لو أن دولة الإمارات هنّأت شقيقتها الخليجية العربية الإسلامية مبكراً، لتجدد تهنئتها مجدداً، قيادة وحكومة وشعباً ومقيمين، على لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي ترأّس وفداً رفيع المستوى، تلبية لدعوة أخيه أمير دولة قطر، وفي إطار العلاقات الأخويّة بين الدولتين، والروابط الوثيقة بين الشعبين الشقيقين؛ مُشيداً سموه بحفل الافتتاح، ومُغَرِّداً على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «شهدت حفل افتتاح كأس العالم.. لحظات تاريخية تعيشها منطقتنا مع الحدث الأهم عالمياً.. الدوحة ستكون عاصمة الرياضة العالمية لمدة شهر من اليوم».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdfhaswe

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"