أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة جعلت أوكرانيا تهديداً وجودياً لروسيا، واتهم أمريكا وحلف الأطلسي بالمشاركة في الحرب، وقال إن سياسة التوسع المتهور لحلف الناتو أفقدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قيمتها.
قال وزير الخارجية الروسي لافروف في مؤتمر صحفي الخميس، إن الولايات المتحدة جعلت من أوكرانيا تهديداً «وجودياً» لروسيا.
وأكد أن روسيا لم تنسحب أبداً من أي اتصالات مع الولايات المتحدة لكن الروس لم يسمعوا أي «أفكار ذات قيمة كبيرة» من نظرائهم الأمريكيين. وأضاف أن أمريكا انسحبت من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى ومن معاهدة السماء المفتوحة ولم تعلق الدول الأوروبية على هذه الخطوات.
وقال لافروف إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مشاركان في حرب أوكرانيا بسبب الدعم الذي يقدمانه لكييف، الى جانب التدريب العسكري على الأراضي الأمريكية والدول الأطلسية.
وبعد رفض وارسو منحه التأشيرة لحضور اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قال لافروف مخاطباً الأوروبيين من موسكو إن بولندا حفرت قبراً ل«الأمن والتعاون»، وأضاف أن حلف الناتو عاد إلى أولويات الحرب الباردة، وأنه يريد «إبقاء الروس خارج أوروبا».
وقال لافروف: «نتذكر كيف تم إنشاء حلف الناتو، عندما توصل الأمين العام الأول للحلف، (غاستينغس) إسماي، إلى صيغة «إبقاء الروس خارج أوروبا، والأمريكيين داخل أوروبا، والألمان تحت السيطرة». ما يحدث الآن يشهد تماماً على أن الناتو يعود إلى الأولويات المفاهيمية التي تم تطويرها قبل 70 عاماً».
واجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس الخميس في مدينة لودز البولندية، ورفضت السلطات البولندية السماح للوفد الروسية برئاسة لافروف بالمشاركة فيه.
وقال لافروف إن بولندا بصفتها الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا كانت «تحفر قبراً» للمنظمة طوال العام الماضي، مضيفاً أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أصبحت «هامشية»، وأن «فضاء الأمن في أوروبا يتشتت نهائياً».
وأكد لافروف أن حلف الناتو يسعى لفرض هيمنته على جميع أنحاء العالم، وأن سياسة التوسع المتهور لحلف الناتو أفقدت منظمة الأمن والتن في أوروبا قيمتها. وأضاف أن فكرة منظمة الأمن في أوروبا كقاعدة أمنية فقدت الثقة من حيث القرارات المتخذة منذ عام 1990. وأشار الى ان الغرب ألحق بمجلس أوروبا عاهة دون أي فرصة للتعافي.
(وكالات)
