عادي

سلام الموتى في الثقافة الصينية

21:12 مساء
قراءة دقيقتين
موسوعة ثقافة وعادات الصين

القاهرة: الخليج

يتسع مفهوم الثقافة ليشمل جوانب حياة الإنسان كافة، وتعرّف الثقافة بأنها نمط الحياة الذي تعتمده مجموعة من الأشخاص أو مجتمع ما، فتشمل الثقافة، الدين، والعادات والتقاليد، والفنون والطعام، والمأكل والمشرب، وغيرها من جوانب الحياة؛ لذلك فالثقافة هي المرآة التي تعكس كل كبيرة وصغيرة في مجتمع ما، وتشكل الإرث الإنساني من جيل إلى جيل، وهي التي تحدد مقدار التقدم أو التأخر الفكري للمجتمع.

والثقافة الصينية واحدة من أعرق ثقافات العالم، وتتميز عن باقي الثقافات بأنها ثقافة متشبعة بالفكر الفلسفي، وكانت ولا تزال مستمرة على مدار أكثر من 5 آلاف سنة، مما رسب لدى العقلية الصينية مفاهيم ثقافية تعود لآلاف السنين، وتضرب الثقافة الصينية بجذورها في فكر الشعب الصيني، بدءاً من المحادثات اليومية البسيطة إلى كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والعلمية وغيرها، فقد يستشهد أحدهم في محادثة بسيطة بقول مأثور يعود تاريخه إلى مئات السنين قبل الميلاد، ومن ثم فإن فهم حديث الآخر يستدعي فهم ثقافته أولاً.

وما إن يذكر اسم الصين حتى يتبادر إلى مخيلتنا الكثير من التصورات والمفاهيم (بعضها حقيقي وأغلبها أسطوري)؛ حيث الصين في الأذهان العربية هي بلد التاريخ والأساطير والفنون، بلد الأبراج الفلكية والأعياد والتقاليد والأمثال والحكمة.

وهذا الكتاب الموسوعي الصادر عن بيت الحكمة، عنوانه «موسوعة ثقافة وعادات الصين» تحرير هو تسونغ فينغ وترجمة مهاد موسى يصحب القارئ في رحلة استكشافية ممتعة، يقترب فيها من خصال الثقافة الصينية؛ حيث يحكي أصل العادات والتقاليد الصينية، ويتناول ستة محاور رئيسية، منها الأعياد الصينية، والأساطير، والعادات والتقاليد، والأبراج الفلكية الصينية ال12، وكنوز الأدب الأربعة، كما يحكي عادات الزواج والآداب الستة، ويتناول نقداً للعادات القديمة المكروهة، ويسرد طقوس دفن الموتى وغيرها من حكايات التراث الصيني، الذي كان قبل هذا الكتاب غريباً وبعيداً عن القارئ العربي.

يحتوي الكتاب على موضوعات ثرية في مختلف جوانب الثقافة الصينية، وقد ورد فيه العديد من الأساطير التي لا تزال تؤثر في فكر وعادات واحتفالات وطبيعة مأكل وملبس الشعب الصيني، ويجد القارئ تضارب بعض الأقوال في سرد عدد من الأساطير؛ وذلك لاختلاف تأويل الأساطير من منطقة إلى أخرى، ومن قومية إلى أخرى، لكن كل ما ورد في الكتاب من روايات هي الروايات الأكثر شيوعاً وانتشاراً بين الصينيين.

تحت عنوان «إبعاد المخيفات عن الميت» نقرأ أنه حين يموت أحد، ويدفن في قبر جديد، يمارس أبناؤه في كل ليلة من الأيام الثلاثة الأولى بعد وفاته «إبعاد المخيفات» عنه، والمخيفات هي ما يخيف الإنسان من حيوانات ضارية أو أشياء مخيفة، فيسير الأبناء إلى القبور يضربون بعصا وهم يبكون وينتحبون قائلين: «وا أبتاه وا أماه لا تخف، لا تخافي، أولادك هنا ليبعدوا عنك ما يخيف» ويفعل الأبناء ذلك ليزيلوا الخوف عن المتوفى، ليرقد في سلام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/rrs457nx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"