هكذا تكون العلاقات

00:56 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

شكّلت القمم الثلاث التي عقدت في الرياض (القمة السعودية - الصينية، والقمة الخليجية - الصينية، والعربية - الصينية) وما صدر عنها من قرارات ومواقف، نموذجاً جديداً في العلاقات الدولية، لأنها تؤسس لعلاقات مبنية على المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتحترم إرادة الشعوب في خياراتها من دون تهويل أو ضغوط أو تخويف، وترسخ مبادئ التفاهم المشترك حول مختلف القضايا التي تهم الطرفين.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكد على ذلك بقوله «إن القمة العربية الصينية تؤسس لمرحلة جديدة بين دولنا»، وثمّن مبادرة التنمية العالمية التي طرحتها الصين، وأكد «إن ما وصلت إليه الصين يعتبر قصة نجاح ونتطلع للتعاون معها في مختلف المجالات ونقله لآفاق أرحب»، مؤكداً «الاتفاق مع الصين على مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه الإنسانية». من جهته أكد الرئيس الصيني أن دول الخليج والصين يمكنها تحقيق التكامل الاقتصادي والصناعي، مشدداً على ضرورة تحقيق مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى و«الدعم الثابت لأمن دول الخليج»، والترحيب «بمشاركة دول الخليج في مبادرة الأمن الجماعي».

ولم ينس الرئيس الصيني التطرق إلى قضية العرب الأولى وهي القضية الفلسطينية، إذ أكد دعم الصين لنيل فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، و«دعم حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

تشكل هذه القمم حدثاً مفصلياً تاريخياً في العلاقات مع دولة باتت رقماً صعباً في المعادلات الدولية على مختلف الصعد الاقتصادية والتنموية والاستثمارية والتقنية والأمنية والسياسية، وباتت تشكل ثقلاً وازناً في النظام الدولي الجديد الذي يتشكل.

هذه القمم فتحت آفاقاً واسعة من التعاون على الصعد الاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية من خلال إنشاء 17 آلية للتعاون في إطار منتدى التعاون الصيني - العربي، وفتح مراكز ثقافية عربية وصينية متبادلة، والتعاون في مجال التنمية والفضاء والصحة وأمن الغذاء العالمي.

هناك جوامع مشتركة كثيرة بين الصين والدول العربية، أهمها العمل من أجل السلام وحوار الحضارات والدعوة إلى الحوار، والسعي الى إقامة أفضل العلاقات على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهذه تشكل أساساً لتعاون صادق يأخذ مداه إلى آفاق أرحب، من دون هواجس أو مخاوف أو قلق، بل يمثل قاعدة راسخة ومثالية للعلاقات الدولية، ولنظام عالمي أكثر عدالة.

إن «سياسات الصين المتوازنة هي محل تقدير واحترام بالغين في العالم العربي»، كما أشار إلى ذلك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي اعتبر القمة «نقطة انطلاق جديدة للتعاون العربي - الصيني».

لا شك أن هذه القمم سوف تشكل علامة فارقة في تاريخ العلاقات العربية - الصينية، وسوف تؤسس لشكل جديد من التعاون الذي يقف على أرضية صلبة من المبادئ والقيم والسياسات المشتركة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4e4dz9ud

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"