عمّان: «الخليج»
عاد ملف مواجهة الإرهاب إلى الواجهة مجدداً في الأردن بقتل «تكفيري» واعتقال 9 آخرين بعد مداهمة وكر مشتبهين ب«استشهاد العميد عبدالرزاق الدلابيح» نائب مدير شرطة معان الجنوبية، فيما شيّع الآلاف جثامين 3 ضباط قتلوا خلال المداهمة، في حين أكد نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي تضامن ووقوف دول مجلس التعاون مع المملكة في مواجهة كل ما يُهدد أمنها واستقرارها.
وأكدت مديرية الأمن العام مداهمة قوة خاصة، أمس الاثنين خلية إرهابية في منطقة الحسينية في محافظة معان وذلك «بعدما قادت التحقيقات بحادثة استشهاد الدلابيح بحصر الاشتباه بمجموعة من الأشقاء من حملة الفكر التكفيري».
وقالت «إن القوة حاصرت مكان وجود المشتبه فيهم وقام أحدهم وفور بدء المداهمة بإطلاق أعيرة نارية كثيفة من سلاح أوتوماتيكي باتجاه القوة، مما أسفر عن استشهاد 3 من ضباط وأفراد القوة وإصابة 5 آخرين ومقتل الإرهابي مطلق النار».
وأضافت «إن المداهمة أفضت إلى إلقاء القبض على 9 أشخاص آخرين مشتبه في تورطهم في القضية بينهم 4 أشقاء للإرهابي المقتول و3 أبناء لأحدهم، ومعهم شخصان آخران كانا برفقتهم وضُبط بحوزتهم مجموعة من الأسلحة النارية الأوتوماتيكية وكمية كبيرة من الذخيرة».
وأوضحت أن التحقيقات في «قضية استشهاد العميد الدلابيح أكدت من خلال المعلومات والأدلة التي تم جمعها من مسرح الجريمة حصر الاشتباه بتلك المجموعة التي يحمل معظم أفرادها الفكر التكفيري المتطرف».
استغلال وجوده بمنطقة سكنية
وذكرت مصادر أن الإرهابي المقتول من مواليد عام 2002 وأحد أشقائه قتل في سوريا قبل 5 سنوات بعد انضمامه لتنظيم إرهابي وشقيقه الثاني مسجون منذ عامين في الأردن على خلفية قضايا إرهابية.
وكشف بيان لاحق للأمن، أن الإرهابي حاول استغلال ظروف وجوده في منطقة سكنية وتنقله بين منازل متلاصقة بداخلها أطفال ونساء، إضافة إلى محاولة مجاورين إعاقة عمل القوة وتعطيلها حتى استطاعت القوة تحييده وعزله وقتله بالرغم من إطلاقه النار باتجاهها بكثافة واستعداده بكميات كبيرة من الذخيرة.
أبواق مسمومة
وأكدت أن «كافة المعلومات التي تم التوصل لها بيّنت وجود اتفاق جنائي إرهابي قاموا بتدبيره مساء الخميس الماضي، حيث قامت مجموعة منهم بإشعال الإطارات في الشارع وإغلاقه فيما أُسند للإرهابي المقتول وشقيقه الأكبر مهمة إطلاق النار باتجاه رجال الأمن فور وصولهم للتعامل مع أعمال الشغب وهو ما تم تنفيذه على أرض الواقع وتطابق مع كافة المعطيات والأوصاف والمواقع في مسرح الجريمة».
وأشارت إلى تطابق السلاح الذي استخدمه الإرهابي خلال المداهمة مع العينات الملتقطة من مسرح جريمة «استشهاد الدلابيح بعد مضاهاتها فنياً لدى المختبر الجنائي من خلال الفحوص التي أثبتت أنه ذات السلاح المستخدم».
وعبّرت المديرية عن أسفها على «خروج أبواق مسمومة على وسائل التواصل الاجتماعي للتشكيك ونسج الروايات المغلوطة ودماء شهداء الواجب لم تجف بعد».
إلغاء احتفالات عيد«الميلاد»
إلى ذلك، أعلن مجلس رؤساء الكنائس في المملكة إلغاء «احتفالات عيد الميلاد المجيد ورأس السنة بعد حادثة استشهاد 3 ضباط» مقابل الاقتصار على الشعائر الدينية في الكنائس.
ونعت القيادة العامة للقوات المسلحة «استشهاد النقيب غيث قاسم الرحاحلة والملازم ثان معتز موسى النجادا والعريف إبراهيم عاطف الشقارين» مع تشديدها على مواصلة «الضرب بيد من حديد» في مواجهة الإرهاب والتخريب ومحاولات افتعال الفوضى.
ولي العهد يتقدم المشيعين
وتقدم ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني آلاف المشاركين في تشييع جثمان الرحاحلة في مسقط رأسه في «صويلح» شمالي عمّان وانضمت حشود غفيرة لتشييع جثمان النجادا في محافظة مأدبا الجنوبية والشقارين في محافظة الطفيلة الجنوبية.
لا تهاون في إنفاذ القانون
وقال مجلس الوزراء في بيان «لا تهاون في إنفاذ القانون وفرض سيادته على كل من يحاول الإخلال بالأمن والاعتداء على رجال الأمن والممتلكات العامة والخاصة واستثمار أي ظرف لإحداث الفوضى وترهيب المواطنين».
وأكد مجلسا النواب والأعيان «ضرورة رص الصفوف لتفويت الفرصة على المخربين والتكفيريين والقتلة والمجرمين العبث بأمن الوطن وزرع الفتنة وأهمية الوقوف مع الجيش والأجهزة الأمنية في مواجهة هؤلاء».
في الأثناء، أكد نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، أمس، موقف دول المجلس الثابت في إدانة كافة أشكال وصور العنف والتطرف والإرهاب مهما كانت دوافعه ومسبباته.
وشدد على دعم دول المجلس لما تتخذه الأردن من إجراءات وتدابير أمنية لصون أمنها وسلامة المواطنين والمقيمين كافة.
وأشاد الحجرف بيقظة السلطات الأمنية الأردنية، داعياً إلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه المالية والفكرية والتنظيمية.
