عادي

مبابي أسطورة قادمة

00:07 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

بغداد: زيدان الربيعي

رغم أن جميع الأنظار، توجهت نحو أسطورة الكرتين العالمية والأرجنتينية ليونيل ميسي بعد أن قاد منتخب بلاده للظفر بلقب مونديال قطر، فضلاً عن حصوله على جائزة أفضل لاعب في البطولة،إلا أن الإنصاف يتطلب أن نشير إلى النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي، الذي تألق في المباراة النهائية لمونديال قطر بشكل لافت للنظر، حيث تمكن من إعادة التوازن للمباراة مرتين، الأولى عندما تقدمت الأرجنتين في الشوط الأول بهدفين دون مقابل، إلا أن مبابي تمكن من تسجيل هدفين في آخر عشر دقائق من المباراة، الأول من ركلة جزاء، والثاني كان بطريقة رائعة جداً، وعندما تمكن ميسي من تسجيل الهدف الثالث للأرجنتين في بداية الشوط الإضافي الثاني، عاد مبابي ليعيد المباراة إلى التوازن عندما تقدم لتنفيذ ركلة جزاء ثانية، وبرغم صعوبة الموقف وحراجته وحجم المسؤولية الكبيرة،إلا أن مبابي كان أهلاً للمهمة وتمكن من تسجيل هدف التعادل في مرمى أفضل حارس في المونديال، حيث سجل «الهاتريك» في نهائي المونديال، وهو أمر لا يحدث باستمرار في بطولات كأس العالم.

وعند التوجه إلى حسم المباراة عبر ركلات الترجيح، فوجئت كما تفاجأ غيري عندما تقدّم مبابي لتنفيذ أول ركلة جزاء لمنتخب فرنسا، وتوقعت أن الحارس الأرجنتيني سينجح في ردها، لأنه صارت له خبرة في معرفة الزاوية التي سيختارها مبابي عند التسديد، وبالفعل كاد الأخير أن يردها، لكنها كانت كرته قوية جداً لتهز الشباك، لينجح مبابي في تسجيل ثلاثة أهداف من ثلاث ركلات جزاء في مباراة واحدة وفي مرمى حارس مرمى واحد!، وهذا الأمر يؤكد مدى التركيز الذهني العالي الذي يتميز به مبابي، برغم جسامة المسؤولية وثقلها.

وبعيداً عن الأهداف الثلاثة، فأن مبابي كان اللاعب الوحيد في المنتخب الفرنسي الذي يتحرك بقوة كبيرة ورشاقة مميزة،لاسيما في شوط المباراة الأول،الذي غاب فيه المنتخب الفرنسي عن المباراة تماماً وسمح للمنتخب الأرجنتيني بتسيدها وتسجيل هدفين وإضاعة أهداف أخرى.

قدّم مبابي درساً جديداً في كرة القدم، وهو درس الثقة بالنفس،والقدرة على مواجهة الصعاب وتحمل المسؤولية الكبيرة في الأوقات الحرجة، وهذا الدرس يتمثل بقدرته الكبيرة والفائقة رغم صغر سنه على أن يكون فاعلاً وشعلة من النشاط وسط زملائه الذين أغلبهم كانوا في وضع غير جيد، وتسببوا في ضياع المنتخب الفرنسي عن المباراة في شوطها الأول، وحتى في بداية الشوط الثاني، قبل أن يقوم المدرب ديدييه ديشان بمعالجة بعض نقاط الخلل في منتخب بلاده، حيث باتت الكرات تصل إلى مبابي الذي شكل خطورة كبيرة على دفاع المنتخب الأرجنتيني وحارس مرماه.

لقد كان مبابي قريباً من تحقيق إنجاز آخر له ولبلاده عبر الاحتفاظ بلقب المونديال،إلا أن النهاية استجابت لرغبات الكثير من عشاق الكرة في أرض المعمورة بأن يكون لقب المونديال من نصيب الأسطورة ليونيل ميسي.

وعلى الرغم أن مبابي حصل على الحذاء الذهبي المخصص لهداف المونديال، بعد أن تمكن من تسجيل ثمانية أهداف، وقد خطف هذا اللقب من ميسي الذي سجل سبعة أهداف، إلا أن الحزن كان يسيطر على مبابي، لأن طموحه كان يتمثل بالاحتفاظ بلقب المونديال للمرة الثانية على التوالي بعد أن أسهم في الفوز فيها في نسخة روسيا 2018، ولكن مع كل هذا الحزن، فأن مبابي يمثل ظاهرة جديدة في عالم كرة القدم الفرنسية والعالمية،وسيكون خير من يعوض غياب كرستيانو رونالدو وكريم بن زيمة وليونيل ميسي بعدما بدأ عمرهم الكروي في الملاعب يسير نحو الوداع، لأنه يمتلك كل المواصفات التي ستجعله اللاعب رقم «1» في العالم خلال السنوات المقبلة.

كان مبابي رائعاً جداً في مونديال قطر، وتفوق على نفسه في مواجهة الأرجنتين، إلا أن ميسي كان قد تفوق عليه في خطف لقبي المونديال واللاعب الأفضل، ليحظى الأخير باهتمام عالمي غير مسبوق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2dhpejsc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"