عادي

«رحلة لا بد منها» لكريم معتوق

14:57 مساء
قراءة دقيقتين

أبوظبي : نجاة الفارس

بعد صدور 20 مجموعة شعرية للشاعر كريم معتوق وروايتين وكتاب في أدب السيرة الذاتية، يفاجئنا بأحدث إصداراته «رحلة لا بد منها» ديوان يقع في 100 صفحة، مختلفاً عن بقية دواوينه الشعرية، يحتوي على قصيدة واحدة مطولة، ويحمل فكرة جريئة، حيث يصف الشاعر رحلته في عالم آخر.
القصيدة تنبش ذاكرة القارئ، تستحضر الذكريات والمخزون الثقافي والعاطفي تجاه الأسماء التي استدعاها الشاعر من عظماء الراحلين، ومنهم قيس ليلى، الفرزدق، طه حسين، أحمد شوقي، أبو العلاء المعري، المتنبي، بيتهوفن، شكسبير، ليوناردو دافنشي وغيرهم العديد ممن ورد ذكرهم بتلقائية وانسيابية شعرية وتدفق، كما أن قافية النون الساكنة التي جاءت بعد حرف مد الواو، أضفت إحساساً بالسكون والطمأنينة خدم فكرة القصيدة ومضمونها، وأجواءها الشعرية، التي تحمل مفاجأة للقارئ، فقد نجح الشاعر في إقناع القارئ تماماً بأنه صاحب هذه الرحلة الشاعرية.
يقول كريم معتوق لـ «الخليج»:«انبثقت القصيدة نتيجة عدة ظروف أولها تأثري بقصص العائدين من تجربة موت قصير، مثل صديقة حدثتني عن تجربة عاشتها في هذا الموضوع ولم تجد من يستمع إليها، وأشعرتني بكل التفاصيل إلى درجة أنها تقول بعد مرور أكثر من 5 سنوات على الحادثة ما زالت تشم الرائحة التي كانت تشمها هناك، في تلك المروج الخضراء التي كانت ترى فيها أقاربها الأموات موجودين».
ويضيف، أما الحدث الثاني الذي أسهم في ميلاد القصيدة فهو رحيل أحد أصدقائي، والذي تواصلت معه قبل وفاته، وكنا على اتصال يومي، ودخلت معه إلى غرفة المرض الأخيرة، بواسطة اتصال مرئي، وكنت أتحدث مع أهله وهم بقربه، و أسمعه وهو يحتضر و يقول «أهلاً بالموت، أهلاً بلقاء الله» رددها ثم مات، شعرت أنه رجل صالح وتقي، تداخلت هذه الأشياء مع بعضها، ودخلت في حالة لا أستطيع أن أقول عنها إلا أنها كانت إلهاماً، وجاءتني رؤى كالأفكار، فكتبت هذه القصيدة على مدى 3 أشهر، عجزت فيها عن كتابة شيء آخر أو التفكير بأي موضوع، بقيت مسكوناً بهذه القصيدة إلى أن انتهيت منها.
ويتابع معتوق، حتى الصنعة التي قمت فيها أثناء كتابة القصيدة بأن أدخل الأسماء الأجنبية في البحر الشعري، مثل دافنشي وشكسبير وبتهوفن، كانت عملية سهلة جداً، تلك الأسماء وتلك الصور والمناظر، كانت أشبه بإلهام، القصيدة تحمل خلطة من الصعب الحديث عنها، خلطة بين الفكر والثقافة، كتبتها دون أي تفكير بالقارئ، ولتأتي كما تأتي على مستوى المثقف أو على مستوى القارئ البسيط، ووضعت لها هوامش كإضاءات تعين القارئ على الاستمتاع وتثري معرفته.
ويوضح أنه لم يعرف كيف سينهي القصيدة إلى أن جاءته القفلة، مسترشدة بحكمة الأم التي قالتها في بداية القصيدة ثم كررتها في النهاية:
«قد لا يلتقي الأحياء وقد يلتقون/ لكنما الأموات حتماً يلتقون».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhnp6z8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"