عادي

كريم معتوق: مهمة مؤسساتنا تصدير المثقف الإماراتي

23:22 مساء
قراءة 3 دقائق
1

الشارقة: علاء الدين محمود

يسعى «الخليج الثقافي» في هذه المساحة الجديدة للاستماع إلى أصوات وآراء المثقفين الإماراتيين حول عدد من القضايا المتعلقة بمجمل أوضاع الثقافة، وذلك انطلاقاً من قناعة أن المشهد الثقافي المحلي لن يكتمل ازدهاره إلا بالحوار الجاد والخلاق بين مختلف المشاركين في المنتج الأدبي والفني، المبدع والناقد والمؤسسة الثقافية، لكي يصل إلى القارئ في النهاية بصورة تليق بالحراك الثقافي الحيوي الذي تشهده الإمارات في العقود الأخيرة.
 يتوقف الشاعر كريم معتوق، عند عدد من القضايا في الساحة الشعرية، ويتناول مسألة المهرجانات الشعرية والمشاركات خارج الدولة، ويوجه رسائل إلى الجمهور وزملائه الشعراء.
يرى معتوق، أن الحراك الشعري في الإمارات، مثل سواه من الإبداعات الأخرى، يعتمد على النوابغ والمميزين، تماماً مثل كرة القدم، فكثرة الشعراء تحدث زخماً في ذلك الحراك، بالإضافة إلى وجود المسابقات والجوائز والمهرجانات التي تعنى بالشعر، وأيضاً الأمسيات، فالإمارات تتميز بهذا النوع من الحراك الإبداعي، ولكن من يرفع سقف المستوى الشعري هم بعض الشعراء الذين يأتون من الخارج للمشاركة في المهرجانات، بالإضافة إلى قلة متميزة من أبناء الدولة، لذلك من الضروري أن تلتفت المؤسسات المعنية إلى مسألة الإبداع الشعري ومنحه عناية خاصة حتى يرتفع مستوى الشعراء ويصلون إلى التميز داخلياً وعربياً.
ودعا معتوق، إلى صناعة برامج توعوية وتثقيفية تجاه الشعراء الشباب من أجل خلق التميز وإعداد أجيال منهم قادرة على رفع لواء الشعر، وتمثيل البلاد في كل المحافل الخارجية الخاصة به، وطالب بضرورة أن تسهم المؤسسات الثقافية والمتخصصة في ما أسماه «تصدير المثقف»، إلى الوطن العربي، فالذي ظل يحدث باستمرار هو أن تلك المؤسسات ظلت تعنى وتهتم بعملية «استيراد المثقف»، عبر دعوة الشعراء والأدباء للمشاركة في المهرجانات داخل الدولة، وفي ذات الوقت تغفل رعاية المثقف من أجل المشاركات خارج الإمارات، فلا يجب على المبدع والشاعر أن يعتمد على جهده الشخصي في الترويج لنفسه فقط من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بل لابد من أن يبذل جهد من قبل المؤسسات يعينه في أن يعانق إبداعه وشعره عيون وقلوب القراء في كل الوطن العربي.
تدريب
ولفت معتوق، إلى أهمية الأمسيات الشعرية، وأوضح أنها تشكل تدريباً للشاعر للقراءة والإلقاء أمام جمهور وميكرفون، ونجاح الأمسيات والأصبوحات يسهم في دفع الحراك والفعل الثقافي قدماً، ولكن لا بد من إعلان مدفوع الأجر عبر الصحف ومؤسسات الإعلام، من أجل حشد الجمهور لحضور الفعاليات الشعرية، وإلا فإن أعداد الحضور ستتراجع.
وتوقف معتوق، عند قضية في غاية الأهمية، فذكر بأن جميع دور النشر تقوم بمهمة طباعة الكتب والدواوين، ولا تقوم بعملية التوزيع كما ينبغي، فالمطلوب من الإدارات الثقافية أن تقوم بإيصال الإنتاج الشعري الإماراتي إلى العالم العربي وبقية دول العالم، حتى تحظى بجماهيرية أكبر، وأشار معتوق، إلى أن كلفة طباعة الكتب رخيصة في الإمارات، لكن المشكلة تكمن في غياب دور التوزيع، فالذي يحدث هو تكديس المؤلفات في مخازن دور النشر، أو عند المؤلف في حال هو من قام بكلفة الطباعة.
وشدد معتوق، على ضرورة أن تخرج الدراسات النقدية في المجال الشعري، من البعد الأكاديمي الذي ارتهنت إليه في السنوات الماضية، فهناك عوامل تستطيع أن تسهم في جعل النقد جاذباً على نحو ما فعل برنامج «أمير الشعراء»، التلفزيوني، الذي أحدث نقلة كبيرة في هذا الحقل المهم، فعلى الناقد التوجه نحو البرامج الإعلامية والصحفية والجماهيرية وليس البروز من خلال الكتب فقط، رغم أهميتها، ومن المهم أن تشتمل الأمسيات الشعرية على جلسة نقدية توضح المضامين الفنية والجمالية وكيفية القراءة النقدية، وتعزز من الذائقة الجمالية لدى الجمهور، وهذه مسألة مهمة في ترسيخ ثقافة الشعر والنقد معاً، وبهذه الطريقة فإن النقد لن يصبح حبيس الجامعات فقط.
نداء
ووجه معتوق، نداءً إلى زملائه ورفاقه من الشعراء، بأن يعملوا على تحرير طاقاتهم الإبداعية، فهم يقفون على ثغر مهم من ثغور الثقافة، حيث يظل الشعراء في رباط مستمر يدافعون عن هذا النمط الإبداعي ويحملون همه ورايته، فيجب ألا يتقاعسوا عن هذه المهمة الجليلة التي تحفظ كذلك اللغة العربية الفصحى، حيث أن المفردات والألفاظ الجزلة تستخدم داخل النصوص الأدبية، وعلى الشعراء أن يلعبوا دوراً أكبر لتجويد الشعر ويلتفتوا إلى أهميته في حياة العرب وتراثهم وثقافتهم.
ويقر معتوق، بأنه قد ابتعد عن الأمسيات الشعرية والأنشطة الجماهيرية والظهور في وسائل التواصل الاجتماعي، واتجه، بدلاً عن ذلك، نحو الكتب والمؤلفات الشعرية، لأنه يريد التفرغ للكتابة والقراءة، إلا أنه لا يخفي اشتياقه إلى جمهور الشعر في كل حين، ويقول: «أنا بحاجة ماسة للقاء الجمهور خاصة بعد أزمة كورونا وتداعياتها، وما أحدثته من ربكة كبيرة قادت إلى عزلة المبدعين»، ويضيف معتوق قائلاً: «الإلقاء الشعري لحظة ساحرة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"