2023

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

هذه المقالة بالنسبة لي استثنائية، فأنا أكتبها مع غروب آخر يوم في عام 2022، وأنت تقرأها الآن مع بزوغ أولى ساعات عام 2023، بيني وبينك ساعات قليلة، تتجاوز حدود الزمن لنلتقي مع أحلامنا وأفكارنا التي تشاركتها هنا معك في عام. في وطننا، مشينا معاً في درب الجائحة حتى انقضت، وتسامرت أحاديثنا في مدينة إكسبو حتى أغلقت أبوابها، واستنشقنا هواء التحدي في مسبار صعد للسماء، وارتأينا أن نكون على القائمة الأهم في ملف يُدار عالمياً، اقتصادياً، إنسانياً اسمه «تغير المناخ».
حين أشرق نور السماء يوماً، وقال الله كلمته في الأرض بأن الحياة عادت، تأكد أننا لم نعد كما كنا قبل هذا العام، نحن اليوم ننظر للحياة بعيون مرهقة من الابتعاد والنسيان، نعيش قصة اليوم بيومه، وندرك أن ما نريده لن يصير في ليلة وضحاها، فكل إنجاز وكل فرح هو انبعاث من تعب السنين، مثابرة، تعب واستمرار في تقبل كل صعب وتذليله، اليوم ونحن نطوي صفحة عام آخر، يقيننا أن الحياة تستحق منا أن نقف ونتنفسها بعمق، أن نسمح لكل نسمه بأن تتسرب إلينا ونتقبلها، ألّا نهيم في وديان طويلة وننسى أن الحياة تقبع بين يدينا، وأن السماء التي تتزين بغيوم قطنية بيضاء هي سماء الخالق الذي لا يغلق بابه.
أنت مثلي، وأنا مثلك، نطمح للسماء والسماء فيها الجنان، نطمح للنجاح والنجاح درب جميل خلف ستار الإرهاق، لنبكي وقت الفرح، ونستجدي الفرح وقت الحزن، لنمشي بخطوات ثقيلة أحياناً نستمتع بالرحلة، ولنسارع الخطى نفرح بالإنجاز، كل الشطآن أمامنا وكل السعادة التي نكتبها مراراً هي بسيطة، بين يدينا. استقر، اجمع شتات ما فيك، أعد سؤال نفسك: ماذا حقيقة تريد في هذه الحياة؟، لأول مرة سأقول لك: لا تكتب أهدافاً وظيفية، بل اكتب أهدافك الشخصية، العائلية التي تنتمي لفلك الحب والانتماء والامتنان.
كن مستعداً لكل صدمة، ولتكنْ نفسك واعية مدركة ومستقرة، كن مؤهلاً لكل ما ستعطي بثقافة ومدارك لم تختبرها مسبقاً، كن جريئاً في إخراج من لا يستحق والتقليل من دائرة الجموع المتهالكة المحبطة، كن أنانياً في سرد قصتك والاهتمام بها، وإتقان الفنون الذاتية الموردة لكل همة وطاقة وفرح، سأغير درباً في هذا العام، وجرب أن تغير درباً ونفساً وقلباً، استلقِ تحت الغيم، اقرأ مع النجوم، بادر مع الأشباه، غادر الأضداد، اسمع للأخيار، وأغلق أذنيك للواشين، أنصت لكلام الله، واهجر القيل والقال ومجالس الفراغ، صغْ ترنيمة السفر باهتمام، وتعلم في الدنيا كيف تختار المكان والأصحاب، جرب الغربة أحياناً، واستأنس بقريب لم تكن معه عمراً، واجه الصدمات وافتح ذراعيك لمن يطرق بابك ويهديك حباً ويجبر خاطرك، في هذا اليوم كنْ بالله ولله، نفسك وخياراتك وأولوياتك، لا تكرر ما كان، واكتب هدفاً كبيراً لك، لشخصك، وهدفاً لما حولك من محيط.
جرب أن تتنفس وبأعلى صوتك تقول: «الحياة تستحق».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/38fdvs58

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"