عادي
تستعد لتخريج دفعة اليوبيل الفضي

خبراء بجامعة الشارقة يقدمون نصائح للخريجين للالتحاق بسوق العمل

21:03 مساء
قراءة 5 دقائق
د. عارف الجناحي - سيف المطوع

الشارقة: «الخليج»

تستعد جامعة الشارقة خلال الفترة الحالية للاحتفاء بتخريج دفعة جديدة من طلبتها من مختلف الكليات بالجامعة، وتعد حفلات التخريج واستلام الشهادات الجامعية بداية حقيقية لمرحلة جديدة في حياة الإنسان، تبدأ تلك المرحلة بالسؤال التالي، وماذا بعد؟ ونهدف في هذا التقرير إلى مشاركة آراء ونصائح يقدمها عدد من الخبراء والمتخصصين من جامعة الشارقة لمساعدة الخريجين على الالتحاق بسوق العمل والحصول على الوظيفة المناسبة.

أهمية التخطيط

في البداية تؤكد لنا شيخة النقبي مدير إدارة الموارد البشرية بجامعة الشارقة، أهمية التخطيط لهذه المرحلة في حياة الإنسان وخاصة عند التخرج، وذلك لأن التخطيط يوفر للخريج الكثير من الوقت والجهد، ويرشده إلى أقصر الطرق ويساعده على السير بخطوات ثابتة ومدروسة نحو تحقيق الهدف. وتضيف شيخة النقبي، أن من أهم الأمور التي يجب أن يحرص عليها الخريج استعداداً للحصول على الوظيفة المناسبة، هي كتابة وإعداد السيرة الذاتية بدقة وعناية، فهي جواز العبور لكل من يبحث عن عمل، أو يطمح في الحصول على وظائف في مؤسسات مرموقة، لذا فيجب أن تكون السيرة الذاتية وسيلة تسويق الفرد لنفسه عند المؤسسة التي يرغب في العمل فيها، لأنها تعد الانطباع الأول عن الشخص ووسيلة عرض المعلومات الخاصة به للمؤسسة.

ومن هنا يجب أن تحتوي السيرة الذاتية على البيانات الشخصية المهمة كالاسم كاملاً وبالشكل الصحيح، ومحل الإقامة والسن، رقم الهوية الشخصية، الحالة الاجتماعية، ومعلومات التواصل والمؤهلات العلمية الأكاديمية ومنها الدورات التدريبية والجوائز والمكافآت، ويجب أن تتميز بسلامة اللغة والمصداقية والتنظيم والتنسيق والشمولية.

العمل المرغوب

ويشير الدكتور عارف الجناحي أستاذ مساعد في قسم الفقه وأصوله، بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، إلى أهمية الالتحاق بالدراسات العليا في هذه المرحلة، حيث إن الحصول على درجة جامعية أعلى تؤكد للإدارة في مكان العمل المرغوب فيه أن الخريج قد حصّل مجموعة من العلوم والمهارات وتمكّن منها حتى استحق هذه الشهادة، لذا فهي تمنحه أولوية في الالتحاق بالعمل في الكليات، والجامعات، والوزارات، والدوائر، وجميع المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة؛ بل هناك وظائف لا يحصل عليها إلا من كانت لديه شهادة في الدراسات العليا.

وينبغي على الخريج ألاّ ينتظر الحصول على الوظيفة دون أن يُطوّر نفسه ومهاراته ومعارفه عن طريق الالتحاق بالدورات التدريبية المهمة في مجال تخصصه، فوجود هذه الدورات الجادة في السيرة الذاتية تسهل مهمة الحصول على الوظيفة المناسبة. لكن ينبغي أن يعرف الخريجون الدورات التدريبية التي يحتاج إليها أصحاب العمل في الوقت الحالي، كما يمكن من خلال هذه الدورات التعرف إلى فرص مشروعات ريادة الأعمال والأعمال الخاصة التي يمكنك القيام بها.

1
د.بديعة الهاشمي - دكتورة أمل آل علي - رنا قباني

أصعب المراحل

توضح الدكتورة بديعة الهاشمي الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية وآدابها كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة، أن مرحلة البحث عن العمل من أهم وأصعب المراحل في حياة الطالب ما بعد التخرج. فهي فترة يجد فيها الخريج نفسه ما بين هدوء نسبي - إذا ما قيست بفترة الانشغال والدراسة وخاصة في سنة التخرج- وبين حماس للحصول على وظيفة يسعى من خلالها إلى إثبات ذاته، والإفادة من قدراته ومؤهلاته العلمية والمعرفية.

ويغلب على ظن أغلب الخريجين الحديثين أن الحصول على الوظيفة هي عملية تالية وتابعة بشكل مباشر وسريع، تأتي فور الحصول على شهادة التخرج، لذا نجد بعضهم يصاب بالإحباط إذا مرت بضعة شهور دون أن يحصل على وظيفة، أو دون أن يخوض تجربة المقابلة الوظيفية على الأقل، نصيحتي لهم: لا تستعجلوا ولا تحبطوا ولا تتقاعسوا أيضاً، فالمسألة بحاجة إلى هدوء وروية وتنظيم وصبر في الآن نفسه.

وأضافت الدكتورة بديعة الهاشمي أمراً آخر وهو أن التقدم للحصول على الوظيفة لا يعني التوقف عن التعلم وتطوير الذات، فأنصحهم بالاستمرار في التعلم والقراءة في مجال تخصصهم، فضلاً عن القراءة الحرة، فالمعرفة لا تقف عند حدود الدروس والكتب التي قرأها الطالب أيام الدراسة الجامعية فحسب، إنما التعلم مستمر مدى الحياة للجميع.

التكنولوجية الحديثة

وأكدت الدكتورة أمل آل على الأستاذ المساعد بكلية الحوسبة والمعلوماتية ومدير مكتب رابطة الخريجين بالجامعة، أن التطور المتسارع في التكنولوجيا والتقنيات أدى إلى تسارع مشابه في بيئة الأعمال، حيث أصبحت هذه البيئة اليوم تعتمد على مهارات أكثر دقة وأكثر تنوعاً. وأصبح سوق العمل في الوقت الحالي يتطلب مهارات وأدوات تتناسب مع تلك التغييرات.

وتم تحديد عدد من هذه المهارات المتطلبة لسوق العمل ومنها الابتكار والإبداع واستخدام التكنولوجيا المتقدمة والذكاء العاطفي والتفكير التحليلي والنقدي.

لهذا السبب يتوجب على الطلبة والخريجين اليوم السعي لاكتساب المهارات التي تناسب تخصصاتهم، فبيئة العمل في دولة الإمارات بيئة شديدة التنافسية وجاذبة للمبدعين والمتميزين من شتى أنحاء العالم وهذه فرصة ذهبية للطلبة لاكتساب مهارات متنوعة إذا أحسنوا الاستفادة من قنوات التدريب الميداني المتاحة.

نصائح وتوجيهات للخريجين للالتحاق بسوق العمل

وتقدم رنا قباني مدير مكتب التوجيه الوظيفي وتدريب الطلبة عدداً من النصائح للخريجين ومنها أهمية التواصل مع الإدارات المختصة بالجامعة التي تساعد على توفير الفرص التدريبية وتنظيم فعاليات التوظيف ودعوة أصحاب الأعمال إلى المشاركة فيها لربط الطلبة بسوق العمل، والتعرف إلى المهارات المتجددة التي يحتاجون إليها.

ويتم تنظيم مجموعة من المبادرات للتوعية المهنية في كافة التخصصات من خلال عقد ورش عمل حول إعداد السيرة الذاتية، وخطاب التغطية، ومهارات المقابلة الوظيفية وغيرها من الورش التي تصقل مهارات التواصل والتسويق لديهم. وبشكل موجز، فإن تأهيل الطالب لسوق العمل لا يعتمد فقط على المؤهل العلمي الذي حصل عليه؛ بل يعتمد على مهارات يكتسبها لتختصر عليه رحلة البحث عن وظيفة المستقبل وتجعله أكثر جاهزية للانخراط في سوق العمل. ومنها مهارات التواصل الفعال، إدارة الوقت، التفكير التحليلي والابتكار، التفكير النقدي والتحليل، استخدام التكنولوجيا والتحكم، المرونة وتحمل الضغوط.

التخطيط للمستقبل

اقترح سيف المطوع المحاضر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، خطة من ثلاث نقاط مهمة للنجاح في الحصول على وظيفة مناسبة، الأولى وهي التخطيط للمستقبل، وهو ما يمكن اعتباره رسماً لمسار وظيفي معين يعتمد على المكان والطريقة التي ترى بها نفسك في العمل، أيهما أفضل العمل الحكومي أم العمل الخاص وهكذا.

الثانية وهي الاستثمار في النفس وهو ما يتعلق بالحصول على العادات الصحيحة وأهداف نمط الحياة التي تجعلك شخصاً أفضل بمرور الوقت، ومنها الالتحاق بورش العمل والدورات التدريبية أو الشهادات المهنية مثل برامج الموارد البشرية أو ورش عمل الترميز في المجال المهني الذي تريد أن تعمل فيه، والنقطة الثالثة هي تعلم كيفية إجراء مقابلة العمل، وهذه تحتاج إلى كثير من التدريب والتمرين عليها لنتعلم أن نضع أنفسنا مكان القائمين بإجراء المقابلات الوظيفية، وماذا يبحثون عنه، ولتكون أكثر معرفة بطريقة التسويق لنفسك كأفضل المرشحين، وهذا كله يجعلنا أكثر ثقة عند إجراء المقابلة الفعلية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ckcrdsx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"