عادي

تجارة الكوكايين تتسرب ببطء إلى «لوهافر»

17:12 مساء
قراءة دقيقتين
شرطي يجري عملية بحث عن المخدرات(أ.ف.ب)

مطاردات بوليسية لعصابات تحاول تهريب حاويات كوكايين، واقتحام مستودعات للاستيلاء على شحنات مخدرات مخفية، أحداث قد تبدو من أفلام العصابات، لكنها حصلت على أرض الواقع في ميناء لوهافر الفرنسي خلال العام الماضي.

وقال شرطي في الميناء الفرنسي لوكالة فرانس برس «هناك أموال طائلة يمكن جنيها لدرجة أنهم لا يفكرون مرتين قبل خوض مجازفة كبيرة».

ويشكل لوهافر أحد أكبر 5 موانئ للحاويات في شمال أوروبا. وأصبحت محطاته الشاسعة للشحن حيث يصب نهر السين في البحر، نقطة الدخول الرئيسية للكوكايين إلى فرنسا.

وضُبطت 10 أطنان من المخدرات في أرصفة الميناء في عام 2021، بزيادة 164% عن العام السابق، مع تدفق موجة هائلة من الكوكايين إلى أوروبا من أمريكا الجنوبية.

وأدى الازدياد الكبير في حركة التجارة هذه إلى تصعيد هائل في أعمال العنف والفساد في الميناء، تركز معظمها على عمال التحميل في أرصفة المرفأ البالغ عددهم 2200، وهم الهدف الرئيسي لمافيا تهريب المخدرات.

وشكل عمال الموانئ، المنظمين تحت راية الاتحاد العمالي العام، وهي جهة شيوعية التوجه، منذ فترة طويلة، الحلقة الرئيسية في هذا العالم المؤلف من رافعات عملاقة وجبال من الحاويات الملونة.

وقال مصدر:«لا يمكن لأي كان الدخول ببساطة إلى ميناء لوهافر، لذا من أجل إخراج المخدرات، يحتاج المهربون إلى شركاء، معظمهم من العمال على أرصفة الميناء».

وسُجن كثيرون من عمال الموانئ خلال السنوات القليلة الماضية بسبب عملهم مع عصابات مخدرات، وظهرت أسماء آخرين في عمليات تنصت أجرتها الشرطة على المكالمات الهاتفية.

وأخبر أحدهم محاميه كيف تورط في هذه التجارة غير القانونية. وقال«في السابق، كنت أجني 200 أو 300 يورو (320 دولاراً) شهرياً من بيع عطور أو علب سجائر (مسروقة). في أحد الأيام، طلب مني بعض الرجال إخراج بعض الأكياس (من الميناء) مقابل ألف يورو للكيس».

في الواقع، وفقاً لـ«قائمة أسعار» افتُضح أمرها عام 2017، كان تجار المخدرات يعرضون على عمال الرصيف ما يصل إلى 75 ألف يورو للمساعدة في إخراج حاوية من الميناء، مع 10 آلاف يورو لاستعارة شارة أمنية و 50 ألف يورو لنقل حاوية.

وشددت المحامية فاليري جيار، التي دافعت عن كثير من عمال الأرصفة الضالعين في هذه العمليات، على أن«بعض عمال الموانئ يقومون بذلك من أجل المال، لكن معظمهم يتعرضون للتهديد أو الضغط».

وقال رؤساء الموانئ إن«السلامة والأمن من بين أولوياتنا الرئيسية». وجرت الاستعانة بمزيد من الحراس، كما شُدد نظام الشارات الأمنية، وأُنفق أكثر من مليون يورو على كاميرات مراقبة جديدة.

لكن ذلك كله لم يوقف تدفق المخدرات، إذ صودر أكثر من 8.5 طن من الكوكايين عام 2022، بحسب مصدر في الشرطة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycxppx39

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"