عادي
كتاب جديد يحددها اعتماداً على دراسة هارفارد الممتدة

5 نصائح تجعل العلاقات الاجتماعية مصدر السعادة

18:22 مساء
قراءة 5 دقائق
الباحثان الرئيسيان
الباحثان الرئيسيان

إعداد: مصطفى الزعبي
استخلص كتاب جديد خمس طرق يصل بها الفرد إلى السعادة معتمداً على علاقاته الاجتماعية.
هذه الطرق مستمدة  من دراسة جامعة هارفارد التي تتعقب أسباب السعادة منذ 85 عاماً، وهي الأطول في هذا المجال، وأولت أهمية خاصة لتأثير روابط الإنسان بمحيطه.
الكتاب يعكس وجهة نظر مؤلفيه، وأحدهما من المشرفين على الدراسة التي بدأت عام 1938، وتابعها 268 طالباً من جامعة هارفارد، ودُرست خلالها مجموعة من العوامل في حياة الأشخاص، مثل مستويات الذكاء، والعلاقات، والدخل الذي يحصلون عليه. وفي مراحل تالية شملت الدراسة أبناء المشاركين، والبالغ عددهم الآن 1300، ليصبحوا الجيل الثاني فيها، علاوة على 456 من سكان الأحياء الفقيرة في مدينة بوسطن، وأدرج فيما بعد الزوجات في سبعينات القرن الماضي.

كتاب ملخص لأطول دراسة للسعادة
كتاب ملخص لأطول دراسة للسعادة

 وكان الرئيس الأمريكي الأسبق، جون كينيدي، ورئيس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" الصحفي المخضرم، بن برادلي، من أشهر طلاب هارفارد الذين شاركوا في الدراسة منذ انطلاقها.
 وكان البروفيسور كلارك هيث، أول من تولّى الإشراف على الدراسة، وظل يقودها حتى 1954، تبعه د. تشارلز ماكارثر حتى عام 1972، ثم د. جورج فيلانت حتى عام 2002، وصولاً إلى المشرف الرابع على الدراسة الدكتور روبرت والدينجر، أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد، ومدير دراسة هارفارد لتنمية البالغين في مستشفى ماساتشوستس العام، وأحد مؤسسي مؤسسة لايفسبان للأبحاث، الذي ما زال مشرفاً عليها حتى طباعة الكتاب الذي يحمل اسم «THE GOOD LIFE»، ويأمل في توسيعها لتشمل الجيلين الثالث والرابع، ومارك شولتز أستاذ علم النفس ومدير علوم البيانات في كلية برين ماور.
وفي ما يلي عدد من النصائح والدروس التي ذكرها الباحثان:

مارك شولتز
مارك شولتز


1- العلاقات تجعلنا أكثر سعادة وصحة:
 ذكر الباحثون أنه بالعودة إلى الوراء والنظر إلى الـ 84 عاماً من الدراسة، وتلخيص النتائج إلى مبدأ واحد للعيش، فستكون العلاقات الجيدة هي ما تبقينا أكثر صحة وسعادة.
 وتظهر الدراسة أن غياب العلاقات الجيدة يقلل من صحتنا ورفاهيتنا، حيث إن الأشخاص الذين هم أكثر عزلة يجدون صحتهم تتدهور في وقت أقرب من الأشخاص الذين يشعرون بالارتباط بالآخرين. ويعيش الأشخاص الوحيدون أيضاً حياة أقصر، وتزيد الوحدة المزمنة من احتمالات وفاة الشخص في أي عام بنسبة 26٪.
 وللأسف، هذا الشعور بالانفصال عن الآخرين آخذ في الازدياد، حيث كشفت الدراسة أن واحداً من كل أربعة أمريكيين يشعرون بالوحدة، في وقت عينت بريطانيا العظمى وزيراً للوحدة لمعالجة ما أصبح تحدياًَ رئيسياً للصحة العامة في وقت ما من الماضي، لذا، إذا كنت ستختار هذا الخيار الذي يمكن أن يضمن صحتك وسعادتك على أفضل وجه، يخبرنا العلم أن اختيارك يجب أن يكون تنمية علاقات بشكل جيد.

روبرت والدينجر
روبرت والدينجر

2- تجديد العلاقات وتطويرها:
 أشارت الدراسة إلى أننا نميل إلى الاعتقاد بأنه بمجرد إقامة صداقات وعلاقات حميمة، سوف يعتنون بأنفسهم. لكن العلاقات المهملة مثل العضلات عدم تنميتها تسبب لها ضمور.
 فعندما بلغ المشاركون في دراسة هارفارد السبعينات والثمانينات من العمر، تم سؤالهم عما إذا كان لديهم أي ندم على العلاقات أو تطويرها على مدار السنوات؟ فكانت إجاباتهم تطوير العلاقات أكثر.
 وتحدثوا عن أصدقاء فقدوا الاتصال بهم، وعن أقاربهم الذين كانوا يرغبون في قضاء المزيد من الوقت معهم. وذكرت امرأة تدعى ليديا 78 عاماً: «أتمنى لو قضيت وقتاً أطول بكثير مع أبنائي، ووقتاً أقل في العمل».
 مشيرة إلى أن العلاقات على عكس الوقوف على الميزان ومشاهدة الوزن لمدة ثوان، أو إلقاء نظرة سريعة في المرآة، فإن تقييم العلاقات الاجتماعية يتطلب الكثير من التأمل الذاتي المستدام، ومعرفة كيفية تحسين هذه العلاقات والروابط، وهو ليس بالأمر السهل.
 ويتطلب الأمر التراجع عن السلوك غير السوي في الحياة الحديثة، والصدق مع النفس بشأن المكان الذي نكرس فيه وقتنا، وما إذا كنا نميل إلى الروابط التي تساعدنا على الازدهار.
 وهذا يعني أن نسأل أنفسنا ما الذي نجده يمثل تحدياً في العلاقات، والبدء فبالالتزام بتحسين الأداء.
3- التنوع في العلاقات:
 تشير الدراسة إلى أن السعادة التي تجنى من العلاقات لا تقتصر على العلاقات المزدوجة، كأن تكون متزوجاً. وتكون السعادة أيضاً في العلاقات، والصداقات الوثيقة، مع الأقارب، والأطفال، والأشخاص الذين نعمل معهم، وحتى العلاقات غير الرسمية، مثل الشخص الذي نراه في الحافلة في طريقنا إلى العمل.
 والحقيقة هي أن العلاقات تخدم العديد من الوظائف وتساعدنا في بعض الطرق التي من غير المحتمل أن نحصل عليها من شخص واحد.
 وتؤكد الدراسة أن العلاقات مهمة لرفاهيتنا، حيث يعاني الكثير منا من جوانب العلاقات، وهذا ليس مفاجئاً، لأن العلاقات غالباً ما تكون فوضوية وصعبة، ولا يمكن التنبؤ بها، والاختلافات في الرأي أو التفضيل تكاد تكون حتمية في العلاقات، مثل مشاعر خيبة الأمل، أو الضعف.
4- الاهتمام أثمن العلاقات:
 تتساءل الدراسة كيف نقضي وقتنا واهتمامنا؟ وهذا سؤال له آثار عميقة في صحتنا وسعادتنا.
 وتشرح النظرية أن تفكر في صديق أو قريب تجلس معه وتتحدث ولكن لا تقضي معه الكثير من الوقت كما تريد. فكّر الآن في عدد المرات التي ترى فيها هذا الشخص. كل أسبوع؟ مرة في الشهر؟ مرة كل سنة؟ ويمكنك إجراء العمليات الحسابية وتحديد عدد الساعات في السنة الواحدة التي تعتقد أنك تقضيها مع هذا الشخص. ومهما كان هذا الرقم، قارنه مع مقدار الوقت الذي يقضيه الشخص العادي اليوم على الشاشات.
 في عام 2018، أمضى الأمريكيون إحدى عشرة ساعة مدهشة كل يوم في التفاعل مع وسائل الإعلام، من التلفزيون إلى الراديو إلى الهواتف الذكية، من سن 40 إلى سن 80، ما يصل إلى 18 عاماً من حياة اليقظة، لذا يمكن من خلال هذا المثال تحديد أولويات العلاقات واختيار أن تكون مع الأشخاص الذين تهتم بهم.
 ومن خلال تنمية الفضول والتواصل مع الآخرين، العائلة، والأحباء، وزملاء العمل، والأصدقاء، والمعارف، وحتى الغرباء بسؤال واحد مدروس في كل مرة، ولحظة واحدة من الاهتمام المخلص والصادق في كل مرة، فإنك تقوي أساس السعادة في الحياة.
وكشفت الدراسة أن كل وقت هو نقطة البداية لتحسين التواصل مع الآخرين، حيث كشف أندرو ديرننج عن واحدة من أصعب المشاكل في الحياة لديه، وهي اختلافه عن المشاركين في الدراسة.
 ويذكر أندرو أنه عندما كان طفلاً، لم يكن لديه أصدقاء دائمون، واستمرت صراعاته مع العلاقات الهادفة حتى بعد زواجه في الثلاثينات من عمره. وعندما طُلب منه وهو في منتصف الستينات من عمره أن يصف أقرب أصدقائه في الحياة، وماذا عنوا له، كتب أندرو، «لا أحد».
وعندما بلغ من العمر 67 عاماً، أُجبر بسبب مشاكل صحية على التقاعد من وظيفته التي كانت أحد المصادر القليلة للمتعة والتواصل في حياته، وفي الوقت ذاته قرر الانفصال عن زوجته، ما جعله أكثر وحدة من أي وقت مضى.
 وقرر الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بالقرب من منزله، وبعد ثلاثة أشهر، عرف أندرو كل من في النادي وكان يراهم كل يوم تقريباً.
 واكتشف أن عدداً منهم شاركوه في حب الأفلام القديمة، وبدأوا بالاجتماع لمشاهدة الأفلام.
 وتذكر الدراسة أنه عند الحديث معه في الثمانينات من عمره، عن عدد المرات التي غادر فيها منزله لرؤية الآخرين، أو طلب من الناس زيارته، أجاب يومياً، وهذا كان تغييراً كبيراً عن إجابته السابقة في حياته بـ «أبداً».
5-الأوان لم يفت:
 نحن نعيش في عالم يتوق إلى تواصل إنساني أكبر، حيث في بعض الأحيان قد نشعر بأننا سلكنا الطريق الخطأ في الحياة، وأننا وحدنا تجاوزنا النقطة التي يمكننا فيها فعل أي شيء لتغيير ذلك.
 وهو ما ذكره الدرس الخامس من الكتاب بأن الأوان لم يفت لنعيش بسعادة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5fv7x7cw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"