أبوظبي: الخليج
في إنجاز جديد لمدينة برجيل الطبية في أبوظبي، خضعت رضيعة تبلغ من العمر تسعة شهور، لعملية ناجحة لزراعة نخاع العظم؛ حيث كانت زراعة النخاع هي السبيل الوحيد لإنقاذ حياتها من سرطان الدم الليمفاوي الحاد (اللوكيميا الحادة)، وتبرعت لها بنخاع العظم شقيقتها ذات الثمانية أعوام، بعد أن تمّ التحقق من التطابق.
بدأت معاناة الرضيعة عفيفة، وهي الطفل الرابع لأسرتها، عندما كانت تبلغ من العمر 3 أشهر فقط، حيث أصيبت بالحمى لعدة أيام وكانت شاحبة، تم نقلها إلى أحد المستشفيات في عجمان، وقد أظهرت نتائج التحاليل أن هناك أمراً غير طبيعي وقد يتعلق بوجود سرطان، ما دفع والديها لإحضارها إلى مدينة برجيل الطبية بأبوظبي؛ لإجراء فحوصاتٍ إضافية والتي أظهرت إصابتها بسرطان الدم الليمفاوي الحاد (اللوكيميا الحادة)، وهو نوع من سرطان الدم ونخاع العظم الذي يتطور بشكل سريع إذا لم يتم علاجه بشكل عاجل.
قال الدكتور زين العابدين، استشاري أمراض الدم والأورام وزراعة نخاع العظم في مدينة برجيل الطبية: «ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد هو أحد السرطانات الشائعة لدى الأطفال، ولكنه يحتاج إلى علاج قوي، بمجرد تشخيصنا للمرض، قمنا بتقييم نخاع عظم الطفلة، وقد أظهر الاختبار الجيني المتقدم وجود طفرة جينية خطِرة، وكان العلاج الوحيد لحالتها المرضية وفقاً للبروتوكول الدولي هو زرع نخاع العظم، وبالطبع يجب أن يكون المتبرع من أحد أفراد عائلتها لتطابق أنسجته مع المريضة».
في عمليات زراعة نخاع العظم من متبرعين، يتم استبدال نخاع عظم المريض بخلايا دم جذعية سليمة، يتم الحصول عليها من متبرع (المانح المثالي)، الذي يمتاز بالتطابق الكامل وفقاً لمستضدات HLA لضمان التوافق المناعي، وعدم رفض جسم المريض له، وبناء على ذلك وبعد فحوصات عديدة وجد أن شقيقة الطفلة البالغة من العمر 8 أعوام هي الأنسب لإجراء هذه العملية.
وقالت نازيا المتبرعة لشقيقتها: «كنت حزينة للغاية عندما أخبرني الأطباء أن شقيقتي الصغيرة مريضة جداً، شعرت بالسعادة عندما أخبرني والداي أنني أستطيع مساعدتها في العلاج، لم أكن خائفة، وأشعر الآن أنها شقيقتي التوأم».
بناءً على بروتوكول CCLG في المملكة المتحدة، واصل الفريق الطبي العلاج الكيميائي لتحقيق الاستقرار في حالة الرضيعة وتهيئتها للإجراء، تم إجراء عملية زراعة نخاع العظم المتقدمة للغاية في مدينة برجيل الطبية الشهر الماضي، وبعد ذلك خضعت الرضيعة لعناية طبية صارمة لمراقبة استجابة جسمها للخلايا الجديدة، في الأيام التي أعقبت العملية، عانت من بعض المضاعفات كالتهاب مجرى الدم، والتي نجح الفريق الطبي في معالجتها والتغلب عليها، ومع الملاحظة تمّ التحقق من نجاح عملية الزرع بنسبة 100%.
قال البروفيسور حميد الشامسي، استشاري ومدير خدمات الأورام في مستشفيات برجيل: «إن الفريق بأكمله في مدينة برجيل الطبية سعيدٌ لأن الطفلة قد تغلبت على كل الصعاب، وهي الآن عائدة إلى المنزل أخيراً.
وأكدت الدكتورة مانسي ساشديف، استشارية أمراض الدم والأورام وزراعة نخاع العظم للأطفال بمدينة برجيل الطبية، أن وقت زراعة نخاع العظم للأطفال يعتمد على المرحلة العمرية عند التشخيص؛ حيث يمكن إجراء العملية لمرضى الأطفال منذ عمر شهر واحد وما فوق.
من جهته، قال والد الطفلة: «بعد نقل طفلنا إلى المستشفى لأول مرة خلال الأشهر القليلة الماضية، تغيّرت حياة الأسرة بأكملها في غضون ساعات؛ حيث بدأت المعاناة والألم، وبفضل الله كان العلاج ناجحاً، وكان الفريق الطبي بأكمله في مدينة برجيل الطبية داعماً، حيث شعرنا بأننا في المنزل، نحمد الله على وجودنا في دولة الإمارات، التي جعلت العلاج النادر والمتطور متوفراً ومتاحاً للجميع في مستشفياتها المتطورة».