فارغاس يوسا والأكاديمية الفرنسية

جاءت أخبار الروائي البيروفي ماريو فارغاس يوسا (86 عاماً) في مقدمة اهتمامات الصحافة الإسبانية والفرنسية خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أن أعلن صاحب «حفلة التيس» انفصاله عن صديقته إيزابيل بريسلير (مواليد 1972) التي وصفتها الصحافة ب«صاحبة الجمال الهادئ الذي يحمل مسحة الشرق الأقصى، وهي الزوجة الأولى للمغني الإسباني الشهير خوليو إيغيليزياس وأم أولاده الذين لا يقلّون عنه شهرة، ثم زوجة ميغيل بوير أشهر وزراء الاقتصاد الإسبان، الذي حاول الانتحار مرّتين بسببها»، (الشرق الأوسط، شوقي الريّس = 4 يناير 2023)، غير أن الخبر الجديد هذه المرة جاء من باريس؛ حيث تستعد العاصمة الفرنسية للاحتفال بقبول فارغاس يوسا عضواً في الأكاديمية الفرنسية على الرغم من معارضة نخب ثقافية وأدبية وفكرية لجلوس الروائي البيروفي الذي يحمل الجنسية الإسبانية منذ العام 1993 على المقعد رقم 18 في الأكاديمية العريقة التي يعود تأسيسها إلى العام 1635 في عهد الملك لويس الثالث عشر.
يقترب فارغاس يوسا من التسعين، ويكتب مقالة من حوالي 1000 كلمة مرّتين في الشهر في الزميلة «الشرق الأوسط»، وما زال عنيداً في دفاعه عمّا يسمّيه الفكر الليبرالي، بعدما ارتدّ أو الأصح انقضّ تماماً على الفكر الاشتراكي الذي كان يتبنّاه ويؤمن به، وهو اليوم يعلن بالفم الملآن أنه على حق في محاربته لفلول الفكر الشيوعي وهو يرى يوميات الحرب الروسية - الأوكرانية. ويرى فارغاس يوسا أن بوتين مستبد ودموي، ويقول إن ثمة خطورة حقيقية، في أن يلجأ إلى ترسانته النووية، إذا شعر بأنه سيهزم.
جرّب فارغاس يوسا العمل السياسي، فترشح لرئاسة بلاده البيرو في العام 1990، لكنه خسر في الانتخابات، ولعلّ هذه من أهم السقطات أو النكسات في حياة كاتب كبير في حجم هذا النوبلي العالمي؛ إذ يبقى من الأفضل للكاتب ألّا يلعب في نرد السياسة، ثم يخسر، الأمر الذي لا يلتقي وكبرياء الأدب والفن.
على المستوى العربي، احتفت الأكاديمية الفرنسية بعضوية آسيا جبّار، وأمين معلوف، وهي مناسبة هنا لنتعرّف إلى ما قاله فارغاس يوسا عن معلوف: قال: «أمين معلوف من أهم الكتاب المعاصرين، وأروعهم روائياً وباحثاً. أعتقد أنه يمتلك بصيرة حادّة في رؤية جذور مشكلات العصر وحلولها، وأستصوب أفكاره كلياً».
عن الأدب العربي يقول يوسا: «أعترف بنقص كبير وفادح في معرفته».
[email protected]