إنسانية التبرّع بالأعضاء

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

حققت دولة الإمارات إنجازاً كبيراً في تعزيز ثقافة التبرّع بالأعضاء، ونشر تلك الثقافة في المجتمع، عبر البرنامج الوطني للتبرّع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة»، الذي أسهم في نشر الوعي المجتمعي، وهذا أسهم في زيادة عدد المتبرّعين بالأعضاء، وضاعف عدد الأشخاص المسجلين في البرنامج.
وصل عدد المتبرّعين، حتى الآن، بناء على آخر الإحصاءات إلى ما يزيد على 10 آلاف متبرع، من جنسيات مختلفة، وأنقذ البرنامج حياة نحو 500  شخص، ومنحهم فرصة جديدة، وحياة مختلفة، وأملاً كبيراً.
تجربة إنسانية لا مثيل لها، تغير حياة مريض يعتمد على الأجهزة، إلى متعافٍ قادرٍ على خدمة نفسه، وهذا ما يحدث مع كل مريض يُزرع فيه عضو من متبرّع، لتتحسن حياته، وحياة أسرته، وهذا يعكس أهمية التبرّع بالأعضاء، في إنقاذ أرواح المصابين بالفشل العضوي.
التبرّع بالأعضاء بعد الوفاة، يجسد موقفاً إنسانياً وبطولياً، يتسلح به الشخص بمجرد التسجيل في البرنامج، ليكون جزءاً من إنقاذ روح مريض أنهكه المرض، ويكون له تأثير إنساني كبير في حياة الآخرين بعد وفاته، وهذا يعكس قيمة التراحم.
الواقع أن فكرة التبرّع بالأعضاء ما زالت حديثة في الدولة، ولكن تلك الأرقام التي تزيد عاماً بعد عام، تعكس الإقبال الجيد للتعرف إلى البرنامج والانضمام إليه، خاصة أن ثمة قصصاً إنسانية سردت، وعطاء مستمراً بعد الوفاة، ورحمة تجسّدت بأجمل صورها، عبر دعم مريض لا صلة للمتبرع به، حتى ينقذ روحه، ويعود إلى أسرته ويفارق أسرّة المستشفيات، ويحيا حياة طبيعية، ليبقى الأمل، رغم أن المتبرّع غادر الحياة، لكن ما تبرّع به ينبض في روح أخرى.
التبرّع يُحدث تحولاً كاملاً في حياة المرضى، كمّاً وكيفاً، والتبرّع بالأعضاء هدية رائعة وقيّمة، ومبادرة وطنية مهمة، تديرها الجهات الصحية بالدولة، وفق قوانين وتشريعات تضبط العملية، وتروّج للمبادرة عبر برامج توعوية، ومبادرات لا تتوقف على مدار العام، من أجل تعزيز الوعي بالتبرّع، وتشجيع المجتمع على التلاحم والعطاء.
كثيرة هي التجارب لمتبرّعين بأعضائهم وهم على قيد الحياة، لقريب لهم، ودائماً قصصهم تكون نابعة من إيمانهم بالعطاء والتضحية، ومعاناة ذويهم، وكلماتهم بعد التبرّع تكون مشجّعة، وتحمل بين طياتها الكثير من السعادة، بقدرتهم على دعم أقرب الناس لهم، وتخليصهم من معاناتهم، وترددهم الدائم على المستشفيات، بالمقابل شعور المتبرّع بالعطاء والفخر كبير، وهذا يجعلهم دائماً متفائلين ويشجعون غيرهم على التبرع.
التبرّع بالأعضاء بعد الوفاة مبادرة إنسانية بالدرجة الأولى، والكثير من الأسر تمكنت من تحويل لحظات الحزن على فقد قريبهم، إلى لحظات أمل بزراعة عضو في جسد مريض على فراش الموت، ليصبح العضو هدية إنسانية باقية على قيد الحياة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/8kda2eze

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"