عادي
هوية خاصة وحالة وجدانية لكل شارع

استوديوهات التصوير التقليدية.. حضور خجول

00:02 صباحا
قراءة 3 دقائق

قيس داحول: الشارقة: زكية كردي

في الماضي كان لاستوديو التصوير هوية خاصة، وحالة وجدانية في كل شارع، وفي كل مدينة هناك استوديو تصوير شهير تتصدر واجهته مئات الصور لعائلات المدينة، فلديه الأرشيف الأكبر للأفراح والمناسبات والصور الشخصية التي يتم التقاطها في مناسبات وفواصل زمنية معينة، فتبدو كأنها شواهد على الزمن تحمل ختم استوديو التصوير، الشاهد على طفولة وشباب وأفراح أهل المدينة؛ وعلى الرغم من انتشار الهواتف المتطورة بكاميراتها الحديثة والبرامج التي تتيح تعديل الصور بخطوات بسيطة، لا تزال استوديوهات التصوير حاضرة في جنبات الشوارع القديمة، لكن بصورة خجولة.

الصورة

«يقتصر عمل استوديوهات التصوير التقليدية اليوم على الطباعة بالدرجة الأولى»، حسب بيجو كاسي، موظف في استوديو الرائد للتصوير، ويقول: «منذ اعتياد الناس على كاميرا الموبايل تراجعت وظيفة استوديو التصوير بالتدريج، وصارت تقتصر على طباعة الصور التي يلتقطونها بأنفسهم ويرسلونها لنا للطباعة، وأصبحنا نعتمد على تصوير المستندات والأوراق الرسمية، فالناس لا يحضرون لالتقاط الصور في الاستوديو إلا عند الضرورة التي تتعلق بالصور الرسمية لجوازات السفر، وغيرها، حيث يكونون ملزمين بمواصفات محددة للصورة».

«ولأن العمل في مجال التصوير نابع للحاجة التي يحكمها المجتمع بعاداته وللتغيرات التي تطرأ على هذه العادات، مثل التطور التكنولوجي وتأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي، لجأ البعض إلى التخصص في مجالات التصوير الأكثر طلباً مثل تصوير الأفراح»، حسب محمود مصطفى، مصور أفراح، ويقول: «تغيرت متطلبات الناس في صور الأفراح بين الماضي والحاضر، بسبب تطور التقنيات والأفكار، إضافة إلى اطلاعهم الواسع على التقنيات والإضافات التي طرأت على هذا التخصص، بغض النظر عن الجانب التقني، فلدينا الجانب الإخراجي للصورة الذي يتعلق بالأفكار المبدعة للمصورين وخلق عوالم ولقطات مميزة ومؤثرة، سواء في استوديو التصوير، أو خارج الاستوديو».

ويضيف: «مواقع التواصل الاجتماعي والإقبال على نشر الصور ومقاطع الفيديو لعبت دوراً مهماً في تفضيلات الناس، وبعض الإضافات من مقاطع فيديو قصيرة وصور مناسبة لمواقع التواصل، فالكثيرون يركزون على هذه الأمور، إضافة إلى ألبوم الصور الأساسي، والتسجيل الكامل للفرح».

«المساحة الواسعة شرط في استوديو التصوير الحديث، فالأدوات التي يتطلبها عمل المصور المحترف ضرورية من شاشات عرض وخلفيات متنوعة، وكاميرات ومعدات إضاءة، والأهم المصور، أو المخرج الذي يقف خلف الكاميرا، ويدير العمل الذي يحتاج إلى فريق كامل أحياناً»، وحسب ساري، مبدع بصري، يقول: «استوديوهات التصوير الحديثة تختلف كلياً عن القديمة، من حيث التأثيث، وآلية العمل أيضاً، فعملها يعتمد على تصوير المنتجات، الأزياء، وغيرها، وهو مجال متطور جداً في التصوير».

1

يوافقه الرأي قيس داحول، صاحب استوديو داحول للتصوير الإبداعي، ويقول: «للأسف الحالة الجميلة التي كنا نراها في استوديوهات التصوير في الماضي لم تعد موجودة، خصوصاً التقاليد الدافئة والصور العائلية الجميلة بالتقاط الصور العائلية بالاستوديو، فقد كان الاستوديو يمثل حالة وجدانية حاضرة بقوة لدى أبناء الحي الواحد، نلمسها بمجرد الوقوف أمام الزجاج الخارجي لنستعرض صور الأشخاص والعائلات بحثاً عن الوجوه التي نعرفها، أما اليوم فالعمل أصبح مادياً ومحكوماً بمتطلبات وشروط السوق والاستهلاك، فمهنة استوديو التصوير الحديث تقتصر على الصور الاحترافية للمنتجات والمجلات والكتالوجات وغيرها، بينما فقد للأسف وظيفته كشاهد على دفء العلاقات الإنسانية بصورها البسيطة، وتلك التأثيرات المتواضعة والعفوية التي كان يبتكرها المصورين فتمنح تلك الصور جمالية خاصة ونادرة في عالم اليوم الذي يفتقد تلك الحالة العفوية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2zmanasd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"