جسور الخير

00:41 صباحا
قراءة دقيقتين

العمل الإنساني والخيري في الإمارات بات أسلوب حياة وثقافة مجتمع، ومظهراً من مظاهر الحياة تلمسه عن قرب عندما تشاهد منافذ الجمعيات الخيرية في كل مكان، وترى بأمّ عينيك الصغار يتسابقون إليه قبل الكبار، ويعتبرونه عادة ترافقهم أينما كانوا في التبرع والمساهمة والتصدّق في مختلف المجالات.

هذه الحقيقة لم تأتِ من فراغ؛ بل نتيجة عمل وغرس بدأه الوالد زايد، طيب الله ثراه، الذي أطلق أيادي الإمارات البيضاء لتصل إلى مختلف قارات العالم، وأشرك المجتمع إلى جانب الحكومة، من أجل تشكيل هذه القوة الناعمة التي تدل على متانة المجتمع ورقيّه وإنسانيته ووعيه بما يدور حوله، عندما تصدّت الإمارات بكل طاقاتها من أجل الوقوف مع الجميع في المحن، وضربت أروع الأمثلة في سرعة الاستجابة لتكون بذلك مركزاً للعمل الإنساني ومحطة رئيسية له، تنطلق بخيرها إلى العالم.. وهكذا اتحدت الجهود بين الحكومة والشعب والمقيمين، لتكون لهم بصمة في كل حدث يتطلب المساعدة.

في محنة الزلزال الأخير كانت للإمارات وقفتها الفورية، وشكّل التحرّك الإماراتي العاجل ووجود الدولة ضمن أوائل الدول على الأرض، ومشاركتها في عمليات الإنقاذ، تجسيداً واضحاً لحضورها الإنساني وتضامنها الدائم في مثل هذه الأحداث، وتعبيراً صادقاً عن تضامنها الكامل مع المجتمعات المتضررة حول العالم، عبر البرامج والمشاريع الإغاثية والإنسانية.

وهكذا انطلقت عملية «الفارس الشهم 2»، وما صاحبها من إعلان الحُزم المالية المقدمة لدعم المنكوبين، ثم حملة «جسور الخير» التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ووزارة تنمية المجتمع، بتلقي التبرعات النقدية والعينية من قبل المتبرعين، لنجدة المتضررين.

تطور المجتمعات لا يقاس بما تنعم به من بنى تحتية حديثة فقط، وإنما عبر الوعي والتفاعل الإنساني مع مَن حولها، والمساهمة في دعم المحتاجين والإحساس بمعاناتهم؛ لذلك تحرص دولة الإمارات منذ تأسيسها على أن يكون الدعم الإنساني والتنموي جزءاً أساسياً من علاقاتها الخارجية، وتتصدر منذ سنوات القوائم العالمية لأكبر المانحين في مجال المساعدات التنموية قياساً إلى دخلها القومي.

المبدأ التاسع من مبادئ الخمسين، أكد الثوابت الأخلاقية في العمل الإنساني للدولة، وعدم ارتباط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة، وهو أمر يترافق مع تعاليم الدين الحنيف، لذلك علينا جميعاً ألاّ نقف مكتوفي الأيدي ولا نكتفي بإبداء مشاعرنا في وسائل التواصل الاجتماعي؛ بل نطبقها على أرض الواقع من خلال المساهمة والتبرع عبر القنوات الرسمية، ودعم تلك الجهود الخيّرة وتعويد أبنائنا على البذل والعطاء والتفاعل.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/45xabp9h

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"