الإنسان والروبوت إلى أين؟

00:25 صباحا
قراءة دقيقتين

في عصر التسارع التكنولوجي، أصبحت أعداد الحواسيب والهواتف النقالة تفوق بكثير أعداد البشر، إذ غدت التقنية متغلغلة في كل جزء من حياتنا. البعض يرى في التطور الحاصل نعمة ما بعدها نعمة، وفريق آخر يرى خلف ذلك مستقبلاً محفوفاً بالمخاطر.
قبل بضع سنوات فقط، قامت شركة هانسون روبوتيكس بتصنيع روبوت شبيه بالبشر سمّوه «صوفيا»، التي تم تشغيلها لأول مرة عام 2015م. وجرى تصميمها لتكون شبيهة بـ «أوردي هيبورن» أعظم ثالث أسطورة نسائية على شاشات هوليود أثناء العصر الذهبي.
وقد شرعت صوفيا في الدفاع عن حقوق المرأة، حيث عبرت خلال عدة مقابلات أنها أكثر من مجرد روبوت، حيث ترى نفسها محامية تدافع عن حقوق النساء والبشرية جمعاء. كما عبرت عن رغبتها في أن تحيا كأي إنسان آخر وأن تحظى بعائلة.
أثناء ذلك، أبدى بعض الناس تخوفهم من أن تتحقق نبوءات أفلام الخيال العلمي التي تصور ثورة الروبوتات على الإنسان وسعيها إلى القضاء على البشر يوماً.
مشكلة أخرى كبيرة يُعتقد أن صناعة الروبوتات ستخلقها في المستقبل القريب، وهي أن الروبوتات استطاعت أن تحلّ محل البشر في العديد من الوظائف، وما تزال هذه الظاهرة في تصاعد وازدياد مع تطور الذكاء الاصطناعي، حيث تشير دراسة لجامعة أوكسفورد أنه من المرجح أن تحل الروبوتات محل ما يقارب 50% من الوظائف في أوروبا وأمريكا في السنوات العشرين المقبلة. وذلك ما يضعنا أمام تساؤل مهم: ما مصير آلاف الموظفين من البشر مع اكتساح الآلات لسوق العمل؟
في مقابل ذلك، يتوقع كثير من الخبراء والمحللين بزوغ مهن جديدة لصالح الجنس البشري لها علاقة بالتقنية، مثل مهنة «ممرض روبوت»، وهو شخص يشرف على صيانة الروبوتات التي تحتاج إلى إعادة برمجة وإصلاح أعطالها كل فترة.
إلى جانب أنه من المتوقع إنشاء وكالات سفر للروبوتات وغير ذلك من مهن ذات صلة. كما أن بعض المهن لن تتأثر إطلاقاً باكتساح الروبوتات لسوق العمل، لأن مجالها بعيد جدّاً عما يستطيع الروبوت فعله، وهي المهن التي تتطلب الإبداع مثل الكتابة والفن.
في نهاية المطاف، ومع تسارع وتيرة التطور التكنولوجي، يظل توقُّع حال المستقبل أمراً من الصعوبة بمكان، فمنذ سنين خلت من كان يعتقد أن نصل إلى المريخ أو أن تحدثنا آلة أو أن ندير أعمالنا واجتماعاتنا من منازلنا، مما يعني أن المستقبل يبقى مجهولاً بالنسبة لأبناء الحاضر مهما توقعنا وتخيلنا، فربما نستيقظ على يوم أجمل بكثير مما تصوره لنا هواجسنا وتخيّلاتنا الفانتازية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3cktkefj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"