عادي

الفن يحكي لغة الشباب في «البيت 38»

23:37 مساء
قراءة دقيقتين

دبي: زكية كردي

تجربة التجول في «البيت 38» في حي الفهيدي التاريخي بدبي، والمعرض الذي ضم مجموعة من الشباب المبدعين، تستدعي خلع التوقعات على باب ذاك البيت الذي يعد من أجمل المفاجآت في المهرجانبنسخته الحادية عشرة، إنها محاورة إبداعية بشروط تنافسية عالية، تديرها لغة الفن المعاصر التي أتقنها هؤلاء الحالمون وعبروا عن أفكارهم باحتراف وجرأة، نتأملها في السطور القادمة.

يتوسط بهو البيت 38 مجسم كبير الحجم للفنانة البحرينية فاطمة جواد، يتمحور حول انحناء العمود الفقري، وقالت عنه: هذا العمل حالة شخصية أردت أن أشاركها مع الناس، وأعرفهم بهذه الحالة، أردت أن أشاركهم ما تمثله هذه الحالة بقدرة الأشياء على أن تكون هشة وقوية في الوقت ذاته، وتوضح أن المجسم الذي نفذته بمواد خفيفة تبدو أقرب إلى الأسلاك والورق على شكل عمود فقري منحني بشدة، إذا وقع على الأرض لن يتأثر لخفة وزنه وهذا سر ضعفه وقوته في الوقت ذاته.

في غرفة مجاورة استطاع فريق مكون من 4 شباب مبدعين إماراتيين (سلطان صالح، يوسف القصاب، ناصر النعيمي، عبدالله الموسوي) من تخصصات مختلفة أن يضيئوا حالة شبابية مؤثرة جداً بطريقة ملهمة في عملهم المشترك «الحالمون المحبطون» يخبرنا عنه الفنان سلطان صالح، ويقول: هذا العمل يسلط الضوء على العبارات المحبطة والشائعة التي يسمعها الأشخاص الذين لديهم أحلام من المحيطين بهم، عن عدم قدرتهم على الوصول إلى أحلامهم، الصعوبات التي تترتب على ملاحقة الحلم، وهي تجارب مررنا بها نحن الأربعة وأحببنا أن نجسدها في هذا العمل، لنبرهن على أن الحالم أن يخرج نفسه من هذه القوقعة ليتمكن من ملاحقة حلمه وتحقيقه.

أما في غرفة الفنانة الإماراتية مريم حريز، فنجد أن الكثير من الصور الشخصية لها اصطفت بخط مستقيم متتابع على جدران الغرفة، صور من مراحل عمرية مختلفة ترك الخيط الأحمر آثاراً مختلفة ذات دلالات شعورية مثيرة للتساؤل على كل منها، وعن هذا العمل، تقول: فكرة العمل تسلط الضوء على الذكريات وطريقتنا بالتعامل معها، وحاولت من خلاله أن أصف محاولاتي لاستعادة ذكريات الطفولة، والخيط هو الشاهد على هذه المحاولات والمشاعر المختلفة التي كانت تتركها كل مرة.

ومن رمال الصحراء تأخذنا الفنانة الإماراتية الزينة أحمد لوتاه معها إلى حالة فكرية معقدة في توصيف مراحل حياة الإنسان، وتقول: المراحل الأكثر تعقيداً في حياة الإنسان أعتقد بأنها تعود إلى الطفولة، فالطفل يسأل كثيراً وهو شغوف بمعرفة كل ما يدور حوله، والمجسم يجسد هذا التعقيد في مراحل حياتنا بطريقة تجريدية من خلال تصوير التعقيد والتشابك الذي تضح به حياة الإنسان في مرحلة الطفولة والشباب، بينما تبدأ هذه التعقيدات بالتقلص عندما يكبر بالسن فتخفت لديه الأسئلة والتناقضات ويعود ليتأمل بهدوء المكان الذي أوصلته إليه هذه الخطوط الكثيرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mwes7jys

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"