عادي

الباليه يتحدى الصور النمطية في أحد أحياء ليما الفقيرة

18:17 مساء
قراءة دقيقتين
في أحد أزقّة حيّ فقير بمرتفعات ليما تنفّذ مجموعة من الشابات بثياب الباليه السوداء عدداً من حركات الرقص الكلاسيكي متحديات الصور النمطية التي تحيط بهذا الفن.
وتقول الراقصة السابقة في فرقة البيرو وتشيلي الوطنية للباليه ماريا ديل كارمن سيلفا التي أطلقت مشروعاً لتحسين حياة الشابات الفقيرات من خلال الباليه: إن معايير جمالية معينة كان ينبغي توافُرها لدى الراقصات؛ إذ كان المطلوب أن يكنّ «نحيفات، لهنّ أطراف طويلة ورأس صغير، ويتمتعن بقدر كبير من الليونة».
وتعترف هذه المرأة البالغة 58 عاماً والتي بدأت ممارسة الباليه في سن الثانية عشرة بأنها بحثت في البداية عن نوع معين من الراقصات، لكنها وجدت فتيات «بسيقان قصيرة وأرجل مسطحة وبدون مشط قدم».
ومع أنها كانت تدرك أن أيّاً منهنّ لن تصبح يوماً راقصة محترفة قرّرت أن تدربهنّ موضحة أنها قررت التركيز على إسعادهنّ بدلاً من مجرّد العمل على أدائهن.
وتروي أن «آباء بعضهنّ موجودون في السجون، في حين تعرّضت أخريات للاغتصاب أو إساءة المعاملة من ذويهنّ، وشكا قسم ثالث منهنّ أن آباءهن يضربون أمهاتهنّ».
تعيش هؤلاء الفتيات في حي تشوريّوس الذي لا تؤمَّن المياه له إلا بواسطة صهاريج، في حين يتطلب الوصول إليه صعود درج طويل جداً.
وتضيف ماريا ديل كارمن سيلفا: «نظراً لأني آتية من واقع آخر لم أدرك أيضاً أنهنّ كنّ يغادرن (فصولي) لكونهنّ لا يستطعن دفع ثمن ملابسهنّ، أو لأنهنّ لم يكنّ يملكن الماء وأحياناً ما يكفي من الطعام (...) ثم فكّرت أن عليّ أن أنسى أمر الراقصة المثالية التي كنت أبحث عنها، والنموذج الأولي المثالي، وأن أنظر إلى الإنسان» فيهنّ.
  • إعادة تدوير
باتت ماريا اليوم تنظّم تمارين على الباليه في حيّ تشوريّوس، إضافة إلى الدروس التي توفّرها في مدرسة رقص صغيرة في أحد أحياء ليما الميسورة. وفي بعض الأحيان، تأتي ببعض الفتيات الفقيرات إلى مدرستها الصغيرة التي تشكّل نقطة تجميع للورق المقوى أو الورق المُعَدّ لإعادة التدوير، ويُخصص ريع إعادة بيع هذه المواد إلى تمويل شراء ملابس لفتيات تشوريّوس أو تنظيم عروض لهنّ.
وتوضح ماريا أنها تحاول من خلال مبادرتها «إضفاء شيء من الجمال على مكان يبدو كل شيء فيه قبيحاً، وتوفير شعاع من الضوء حيث يكون كل شيء أسود». وتقول: «في وسط الأوساخ، يرغبن في أن يكنّ نظيفات، وأن يكون شعرهنّ ممشّطاً بصورة جيدة، وما عدن يمشين مطأطئات الرؤوس».
تشير الراقصة المتدربة ماريا سييلو كارديناس (20 عاماً) إلى أنها لم تكن تظن أنها جميلة. وتضيف «كنت خجولة جداً، ولم أكن أتكلم على الإطلاق، أما الآن فيمكنني التعبير عن نفسي». وترى أنها تكون «شخصاً مختلفاً خلال الباليه». وتتابع «أشعر كأنني أميرة، وخصوصاً عندما نقدم عروضاً، ونرتدي أزياءنا، ونضع تيجاننا».
وفي كانون الثاني/يناير المقبل ستغادر هي وفتاة أخرى تبلغ 19 عاماً حيّ تشوريوّس لمواصلة تدريبهما في برشلونة بعد حصولهما على منحة دراسية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mws7m8ae

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"