عادي
95 % نسبة ملاءمة الطقس للإطلاق

سلطان النيادي على موعد جديد مع محطة الفضاء اليوم

00:02 صباحا
قراءة 6 دقائق
1

دبي: محمود محسن

ينطلق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي وفريق رحلة «كرو 6» إلى محطة الفضاء الدولية صباح اليوم، في تمام الساعة 9:34 بتوقيت دولة الإمارات، بعد الإعلان عن تأجيل الرحلة الاثنين الماضي، نتيجة لوجود أمر طرأ على الأنظمة الأرضية، ما استدعى إلى تأجيلها وتفريغ الصاروخ «فالكون 9» من الوقود، وإخلاء روّاد الفضاء من المركبة الفضائية «دراغون» إلى مقر طاقم روّاد الفضاء بسلام.

وأعلنت شركة «سبيس إكس» لتقنيات استكشاف الفضاء وتصنيع الصواريخ والنقل الفضائي عبر حسابها على «توتير»، عن استمرارها لرصد حالة الطقس خلال الأيام الماضية ومدى ملاءمة الظروف الجوية للإطلاق، مؤكدة أن نسبة ملاءمة حالة الطقس الحالية لعملية الإطلاق بلغت 95%، ما يرجح الإطلاق في موعده المزمع يوم الخميس الموافق 2 مارس 2023 الساعة 9:34 صباحاً بتوقيت دولة الإمارات العربية المتحدة.

جاء ذلك استعداداً لإطلاق مهمة «طموح زايد 2» عقب تأجيلها الاثنين الماضي، لمشاكل في الأنظمة الأرضية ما استدعى تحديد موعد آخر بعد التأكد من الحالة الفنية لصاروخ «فالكون 9»، مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الجوية الملائمة للإطلاق، حيث تلعب دوراً مهماً في عملية الإطلاق وكنت أحد أسباب تأجيله لما بعد تاريخ 28 فبراير 2023.

وأكدت شركة «سبيس إكس» في بياناتها المستمرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن مؤشرات رصد الحالة التقنية للأنظمة الأرضية تبدو بحالة جيدة لإطلاق المهمة في التاريخ المعلن مسبقاً، مع استمرار عمليات المراقبة من قبل الفرق المختصة بالحالة الفنية، فيما تظل البيانات الصادرة من شركة «سبيس إكس» المتعلقة بملاءمة الطقس والحالة الفنية مستمرة عقب تأجيل موعد إطلاق صاروخ «فالكون 9».

وجاء في أحد البيانات الصادرة خلال الساعات الماضية من «سبيس إكس»، أن فرق المتابعة تعمل على أن لا يتجاوز موعد إطلاق المهمة من ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية يوم الأربعاء الموافق 1 مارس 2023. 

طموح وحلم 

من جهته أكد رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، اختصاصي مهمة «طموح زايد 2»، عبر مقطع مصور أن خوض الإمارات تجربة إطلاق رحلة طويلة الأمد لمحطة الفضاء الدولية لمدة 6 أشهر متواصلة، حلم يتطلع لتحقيقه ممثلاً لدولة الإمارات العربية المتحدة، برفع علمها على المحطة.

هذا وقد ودّع النيادي الجميع قبيل انطلاق الرحلة الماضية من خلال تغريدة عبر «تويتر» قال فيها: «على هذه الأرض، استودع الله كل من أُحب وأنطلق إلى الفضاء، أستودع الله وطناً اختار النجوم درباً وطموح زايد هدفاً، أستودعكم الله حتى لقاء قريب من الفضاء، أخوكم سلطان النيادي».

أطفال وزملاء

في إطار الدعم النفسي والمعنوي لرائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، بث مركز محمد بن راشد للفضاء، عبر حساباته بمنصات التواصل الاجتماعي مقطعين مصوّرين، يظهر من خلال الأول مجموعة من زملاء النيادي في المركز، بكلمات وعبارات تشجيعية، استُهلت بسعيد العمادي، رئيس قسم الدراسات والمبادرات قائلاً: «سلطان بوراشد، أنت من أكثر الناس الذين رأينا فيهم حب العمل والشغف والطموح، وأنا متأكد أن هذه الصفات ستكون المحرك الأساسي لك في محطة الفضاء الدولية»، فيما قالت آمنة النعيمي، مسؤول البرامج التعليمية والتوعوية للمهمة: «الله يحفظك يا سلطان وييسر لك أمورك، والله يوفقك في مهمتك، الشعب كله فخور بك»، أما نورة المهيري، باحثة في المجال العلمي والبرامج التعليمية والتوعوية للمهمة فتقول: «رائد الفضاء سلطان النيادي، تحمل معك آمالنا وتطلعاتنا لمستقبل مشرق، نتمنى لك رحلة آمنة ومهمة ناجحة.

فيما حملت كلمات الأطفال من الجنسيات المختلفة، رسائل بسيطة التكوين عظيمة المعاني جاء فيها: «الله يحفظك، تروح وترجع بالسلامة، الله يوفقك وتوصل بالسلامة يارب، نتمنى عودتك آمناً، نحبك سلطان النيادي».

3100 ساعة تدريبية

وخاض رائدا الفضاء سلطان النيادي وهزاع المنصوري ضمن الاستعدادات لرحلات الفضاء البشرية طويلة الأمد،3100 ساعة تدريبية، بعد اعتماد النيادي أساسياً والمنصوري احتياطياً، قبل 5 سنوات، موزعة على المهمة الأولى التي أداها «المنصوري» عام 2019، بواقع 1400 ساعة تدريبية، و1700 ساعة من التدريبات المتقدمة استعدادا للمهمة الثانية، التي سيؤديها «النيادي».

وشملت الفترة التحضيرية للمهمة الأولى العديد من التدريبات والاختبارات في بيئة تحاكي ظروف انعدام الجاذبية، بمركز يوري غاغارين في مدينة النجوم بموسكو، روسيا، أهمها: مهارات الإسعافات الأولية، والتعامل مع الضغوط، وإدارة الموارد المتاحة في البيئة المحيطة، كذلك تجربة ارتداء بدلة الفضاء التي يبلغ وزنها أكثر من 10 كغ، في غضون 25 إلى 30 ثانية، وتجربة رمي والتقاط لوح يزن 50 كغ لمحاكاة التعامل مع المعدات والأدوات على متن المحطة الدولية، أيضاً التواصل مع فرق البحث والإنقاذ من حيث الإشارات المرئية، كالمشعل الحراري والاتصال اللاسلكي.

بينما تنوعت تدريبات المرحلة الثانية، التي استمرت 20 شهراً، بين عدد من وكالات الفضاء العالمية، تكللت بحصولهما على شارة رواد الفضاء من مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة «ناسا»، وخضع الرائدان لمجموعة كبيرة من التدريبات، صممت خصيصاً لتتناسب مع متطلبات المهمة ومدتها، حيث مارسا التدريبات بمركز «يوري غاغارين، في موسكو، ومركز بي جونسون التابع ل«ناسا» في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، كذلك تدريبات في المركز الأوروبي للرواد في مدينة كولن الألمانية، فضلاً عن تدريبات لالتقاط الذراع الآلية «كندارم 2» بوكالة الفضاء الكندية.

برنامج شامل

التدريبات التي خضع لها كل من النيادي والمنصوري كانت بمثابة برنامج شامل، ضم العديد من التدريبات الأساسية وفي جميع أقسام ووحدات محطة الفضاء الدولية، للتعرف على كيفية استخدام الأجهزة والمعدات الموجودة داخلها، وتدريبات على الحالات الطارئة التي قد تحدث على متن المحطة، منها الحريق، وانخفاض مستوى الضغط، وتسرب غاز الأمونيا، كذلك النجاة في حال الهبوط الاضطراري للكبسولة في غابة شديدة البرودة.

وتضمنت كذلك بدلة الفضاء التي يصل وزنها إلى 10 كيلوجرامات وعلى كيفية ارتدائها في بيئة منعدمة الجاذبية، وحصلا على تقييم حول استخدام بدلة السير في الفضاء EMU، وصيانة المحطة الدولية، وإنقاذ رواد الفضاء في حالات الطوارئ، كذلك حصص نظرية وعملية على طائرة T-38، فضلاً عن تدريبات داخل نموذج مركبة «دراجون»، في محاكاة الإطلاق والهبوط في مركبة «سبيس إكس»، بوساطة ذراع خاصة في مختبر الطرد المركزي، التابع لسلاح الجو الأمريكي، وغيرها الكثير.

20 تجربة 

ويخوض رائد الفضاء سلطان النيادي رحلة استكشافية علمية إلى محطة الفضاء الدولية، وسيجري من خلالها 20 تجربة علمية بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني للدراسات الفضائية في فرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، حيث تضم 10 مجالات واسعة من المجالات العلمية المختلفة.

يأتي في مقدمة الأبحاث مجال «نظام القلب والأوعية الدموية»، إذ ستوفر الدراسة العلمية لجهاز القلب والأوعية الدموية في المهمة منصة لاستكشاف الآليات المحتملة والمساعدة في تطوير التدخلات لإبطاء شيخوخة الأوعية الدموية، وتتطرق إحدى الدراسات العلمية، إلى آلام الظهر، خاصة أن 52٪ من رواد الفضاء يعانون آلاماً بالظهر خلال أول يومين إلى خمسة أيام من سفرهم إلى الفضاء، ولتمهيد الطريق في البحث والتطوير المتقدم على متن منصات الفضاء المستقبلية، ومعالجة فجوات تطوير منتجات الأجهزة، والتصنيع المتقدم، ونشر التكنولوجيا، تقدم الاختبارات والتجارب التقنية، المساعدة في المعرفة المكتسبة من العروض التقنية في تطوير التقنيات المستقبلية لاستكشاف الفضاء، حيث تتيح البيئات الخارجية والداخلية لمحطة الفضاء الدولية التحقق من صحة التقنيات الخاصة بالمركبات الفضائية واختبار المواد المتسارعة.

ويدخل ضمن التجارب العلمية التي ستقدمها المهمة، البحث في علم ما فوق الجينات بهدف المساهمة في الفهم الأساسي للظواهر اللاجينية مع تطبيقات في تطوير التدابير الاحترازية للظروف الطبية الحيوية، إلى جانب توليد استراتيجيات متكاملة للطب الشخصي على أساس الاستجابات الفسيولوجية الفريدة، وكون جهاز المناعة المسؤول بمقاومة الجسم للعدوى، تجرى بحوث علمية توفر الدراسات حول كيفية تأثير مهمات الفضاء على الجهاز المناعي وحول «علم السوائل» يسعى البحث حول هذا الموضوع في الفضاء يمكن أن يساعد في فهم السوائل ضمن بيئة منعدمة الجاذبية ويمكن أن يكون له تطبيقات صناعية، مصحوبة بنظرة علمية حول الظواهر الديناميكية منعدمة الجاذبية، وتتضمن المهمة دراسة علم النبات بغرض تمكين تطبيق المعلومات الجديدة المكتسبة من الأبحاث المقامة على متن محطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى علم المواد ودراسة خصائص المواد الصلبة وكيف يتم تحديد تلك الخصائص من خلال تكوين المادة وبنيتها.

وتأتي دراسة النوم من خلال تحليل النوم بشكل كبير على فهم الوظائف السلوكية العصبية للدماغ والجسم وتأثيرها على رواد الفضاء، إلى جانب دراسة الإشعاعات كون الإشعاع الفضائي مصدراً أساسياً لتعرض صحة رواد الفضاء للضرر خلال قيامهم بالمهمات الفضائية طويلة الأمد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdetcpyt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"