عادي

توقعات بارتفاع أسعار النفط الخام إلى 100 دولار في النصف الثاني 2023

17:39 مساء
قراءة 3 دقائق

مع سيطرة إغلاق «كورونا» على العالم في عام 2020، قدم برنارد لوني، الرئيس التنفيذي لشركة «بريتيش بتروليوم»، اعترافًا مذهلاً: «اعتقد أن الطلب على النفط، قد لا يعود أبداً إلى ذروته قبل الوباء». لكن مؤخراً، قام لوني بتغيير وجهة نظره.

وبعد الإعلان عن خطط طموحة لخفض الانبعاثات، تقوم شركة «بريتيش بتروليوم»، أحد أكبر منتجي الخام في العالم، بضخ المزيد من الأموال في الوقود الأحفوري. ويتجه استهلاك النفط إلى رقم قياسي هذا العام، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، التي تقدم المشورة للاقتصادات الكبرى. والعرض الذي عانى من جراء الحرب في أوكرانيا، وتباطؤ نمو النفط الصخري في الولايات المتحدة والاستثمار الباهت في الإنتاج، لا يمكنه مواكبة ذلك.

كل هذا يعود إلى الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، حيث يقتنص الخام بعد عكس سياساته الصارمة لكورونا.

وعلى خلفية ضيق العرض، فإن زيادة الطلب جعلت الجميع من «غولدمان ساكس» إلى مجموعة «فيتول غروب»، يتوقعون ارتفاعاً إلى 100 دولار للبرميل في وقت لاحق من هذا العام.

  • السوق سيواجه نقصاً

وقال أمين ناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، في مقابلة في الرياض في 1 مارس/ آذار: «الطلب من الصين قوي للغاية».

ويقول المحللون: «إنه بحلول النصف الثاني من العام، سيواجه السوق نقصاً، وهو سيناريو سيلوح في الأفق على اجتماع قادة الصناعة، هذا الأسبوع، في هيوستن، بدعوة من ستاندرد آند بورز، في مؤتمر سنوي كبير للطاقة».

وتُظهر الأزمة الوشيكة أنه حتى مع احتضان العالم لمصادر أنظف للطاقة، يصعب التخلص من التعطش للنفط. وفي حين أن ضائقة العرض كانت نعمة لمنتجي الخام ومستثمريهم، إلا أنها تضرب المستهلكين وتعقد جهود البنوك المركزية لترويض التضخم.

وقال سعد رحيم، كبير الاقتصاديين في مجموعة «ترافيجورا» التجارية، على هامش مؤتمر أسبوع الطاقة الدولي في لندن، الأسبوع الماضي: «وجهة نظري، ربما يقلل الناس من الطلب ويبالغون في تقدير الإنتاج الأمريكي».

  • ارتفاع استهلاك النفط في الصين

وفي أعقاب انعكاسها المفاجئ لسياسة صفر كورونا، عاد نشاط الاقتصاد الصيني، ما عزز الطلب على النفط. وسجل التصنيع أكبر تحسن له منذ أكثر من عقد، الشهر الماضي، ونشاط الخدمات آخذ في الارتفاع وسوق الإسكان يستقر. وتعني إعادة الافتتاح أن استهلاك النفط الصيني على وشك أن يسجل رقماً قياسياً هذا العام. وسيصل الطلب اليومي إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 16 مليون برميل يومياً بعد الانكماش في عام 2022، وفقاً لمتوسط تقدير 11 مستشاراً يركز على الصين شملهم استطلاع «بلومبيرغ نيوز»، في وقت سابق من هذا العام.

والصين ليست الوحيدة، إذ تستهلك الهند ودول أخرى في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ، المزيد من النفط مع إعادة فتح الحدود، ما يساعد على دفع الطلب العالمي إلى مستوى قياسي بلغ 101.9 مليون برميل يومياً هذا العام، وربما يغرق السوق في عجز بحلول النصف الثاني، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. والحركة الجوية تتعافى، ما يعزز استخدام وقود الطائرات. كما انتعشت الرغبة في الحصول على النفط الخام في الولايات المتحدة وأوروبا.

وقال كريستوفر بيك، عضو اللجنة التنفيذية لشركة فيتول، في مؤتمر أسبوع الطاقة الدولي: «إن إحياء السفر الدولي مع عودة النشاط في الصين، سيكون أحد المحركات التي ستدفع الطلب إلى الأمام». وأضاف: «أعتقد أننا سنرى هذا التقدم خلال الأشهر القليلة المقبلة».

  • ارتفاع الأسعار إلى 100 دولار

في أواخر فبراير/ شباط، خفف بعض محللي «وول ستريت» من توقعاتهم بارتفاع الأسعار هذا العام. وخفض «مورجان ستانلي» توقعاته للنصف الثاني، وخفف من وجهة نظره بأن خام برنت سيرتفع إلى ما بعد 100 دولار للبرميل، بينما تقول شركة «بنك أوف أمريكا» إنها ترى مخاطر أقل لقفزة الأسعار، بسبب قوة تدفقات النفط من روسيا. وتم تداول برنت، بالقرب من 85 دولاراً للبرميل، الجمعة.

ومع ذلك، يرى المحللون ارتفاع أسعار النفط الخام في النصف الثاني من العام، حيث توقع الكثيرون عودة إلى مستويات من ثلاثة أرقام لخام برنت لأول مرة منذ أغسطس/ آب.

وقال جيف كوري، رئيس أبحاث السلع في بنك «غولدمان»، في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ في 1 مارس/ آذار: «إن إعادة فتح الصين ستضغط على الطاقة الإنتاجية الاحتياطية العالمية، ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار إلى 100 دولار للبرميل في الربع الرابع، مع انخفاض المخزونات واستقرار المعروض النقدي».

وقال كوري: «مع عودة الصين، سنخسر تلك الطاقة الفائضة. ثقتي أننا سنشهد ارتفاعاً آخر في الأسعار في الأشهر ال 12-18 المقبلة، بشكل كبير». (بلومبيرغ)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3sw4fmn2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"