عادي

كلباء تحتضن فعاليات أيام الشارقة التراثية

17:06 مساء
قراءة 5 دقائق
افتتاح أيام الشارقة التراثية في مدينة كلباء
افتتاح أيام الشارقة التراثية في مدينة كلباء
افتتاح أيام الشارقة التراثية في مدينة كلباء
افتتاح أيام الشارقة التراثية في مدينة كلباء
افتتاح أيام الشارقة التراثية في مدينة كلباء
حليمة عبدالله راشد الصايغ في المقهى الثقافي
صورة من قلب الشارقة
محاضرة

افتتح الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب سموّ الحاكم بمدينة كلباء، ود.عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية ال20، فعالياتها في كلباء.

وشهدت أرض حي الحصن التراثي، مجموعة من الفعاليات التراثية المحلية التي بدأت برقصة العيالة العريقة؛ وذلك بمشاركة مجموعة من أبناء الإمارات. وتعبيراً عن ترحيب أهل كلباء بضيوف أيام الشارقة التراثية، قدمت مجموعة من طلبة المدارس عدداً من الفعاليات، تغنت بحب الإمارات للحرية والسلام، ودعمها لقيم التسامح والإنسانية، وتقديرها للتراث والثقافة والعلم والحضارة.

وقال صقر محمد، رئيس لجنة افتتاحات المناطق الوسطى والشرقية والحمرية لأيام الشارقة التراثية: «تغمرنا جميعاً سعادة بالغة بتشريف الجمهور للحضور في هذا المكان الذي استعاد دوره البارز على يدي صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وهذه فرصة للتعرف إلى تراث الدولة والشارقة، نتطلع إلى أن تكون عاملاً مهماً من عوامل التواصل والبناء الحضاري بين الأمم والشعوب».

وأضاف: «يقام على هامش أيام الشارقة التراثية عدد من الفعاليات التي تتضمن ورشة الحكواتي، ومعرض مكتبة الموروث».

التراث والأدب

في الشارقة، يواصل المقهى الثقافي ل «الأيام» في نسختها ال20 جلساته الفكرية التي تواكب شعار الفعالية «التراث والإبداع»، وحملت ثالثة جلساته عنوان «التراث في الأدب الإماراتي بين الإبداع والتقليد».

تحدث في الجلسة الباحث التراثي د.خالد ققه، والكاتبة والروائية فتحية النمر، والكاتبة والروائية أسماء الزرعوني، وأدارها الكاتب والباحث عبد الفتاح صبري.

تناولت الجلسة أثر التراث في الأدب ودوره في التعريف بخصوصية الشعوب ومنجزاتها، وأهمية إعادة طرحه في النصوص الأدبية، ليحافظ على مكانته في ذاكرة ووجدان الأجيال الجديدة.

وتحت عنوان «تصحيف التراث وإبداع حمد بن صراي» قراءة في كتاب «مقالات في الفنون التراثية»، تحدث ققه عن عمق الدراسات التراثية عند ابن صراي، ودلالة ما جاء فيها من طرح الجانب الإبداعي في «تصحيف التراث» لدى الباحث، الأمر الذي جسر الفجوة بين التراث والإعلام، وأظهر إبداعاً في تناول قضايا التراث ومواضيعه عبر وسائل اتصال عصرية.

وعن سبب اختياره ل«تصحيف التراث» عنواناً لهذه الورقة، قال ققه: العبارة وحدها تستدعي حضور الإبداع وتجليه، وتُعيد روايته من جديد، فتجمعه في كتاب بعد أن كان منشوراً وموزعاً عبر أزمنة متفرقة في صحف ومجلات.

بدورها، تحدثت فتحية النمر عن أهمية التراث بوصفه حاملاً لقيم جميلة، ووعاءً يكتنز الكثير من الصور والتفاصيل التي يمكن الاستفادة من إسقاطاتها في الأدب الحديث، ورأت أن هناك آلاف الصور التي يمكن استدعاؤها في صورة مكون ثقافي وحضاري.

وعن تجربتها الروائية والقصصية، قالت النمر: إنها بدأت كتاباتها بمواد آنية تواكب حركة الزمن، ولكن مع التطور بدأت تتجه إلى التراث وقدمت العديد من الأعمال القصصية التي تستقي مادتها منه.

أسماء الزرعوني تحدثت عن توظيفها للتراث الإماراتي في أعمالها الروائية، وكيف استقت من مسقط رأسها منطقة «الشويهين» بالشارقة والتي تطل على البحر، العديد من مضامينها الروائية. وقالت: إنها وظفت التراث الإماراتي بكل أنواعه المادي وغير المادي في مضامينها الروائية، ومن أمثال ذلك ما يجده القارئ في رواية «الجسد الراحل» وغيرها من الروايات التي كان المكان هو بطلها الأول، كما كانت المفردات المحلية الإماراتية والتراثية من مختلف البيئات البحرية والصحراوية حاضرة بقوة.

صناعة الخنجر الإماراتي.. إبداع متوارث

استضاف مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث، السبت، الكاتبة والباحثة الإماراتية حليمة عبد الله راشد الصايغ التي تنتمي إلى أسرة حرفية تخصصت في ممارسة صياغة الذهب وصناعة الخناجر المحلية في الدولة على مدى 150 عاماً.

وتحدثت الصايغ حول تفاصيل معايشتها لوالدها عن قرب في معمله مع أصوات المطارق وقطع السبائك المختلفة أثناء انهماكه في صناعة السيوف والخناجر، لتوثق هذه التجربة وتفاصيل الحرفة في كتاب استغرق إنجازه أكثر من 7 سنين، بعنوان «صياغة السيوف والخناجر التقليدية في الإمارات».

وأضافت: كان والدي يلقب بعميد الصاغة، وامتهن هذه الحرفة منذ سبعينات القرن الماضي، مركزاً جل اهتمامه ووقته على إنتاج السيوف والخناجر والعصي المطعمة بالفضة والخزامة، وكل ما يتعلق بالمصاغ الرجالي وعلى رأسها الخنجر، كأحد المكونات الرئيسية للصناعات التقليدية في الإمارات، وهو ما أضحى بمرور الوقت مضاهياً بجودته وجماليته وإبداعه لمثيلاته في العديد من دول الخليج المجاورة والدول العربية.

وأوضحت أن الخنجر رمز تراثي خالد وأصيل، ودائماً يرتبط بالقوة والرجولة والشرف والدفاع عن النفس والأرض، معتبرة أن من الواجب الوطني والمسؤولية المجتمعية نقل وتعزيز هذه المعاني والقيم إلى شباب الجيل الحالي، بما يحفظهم من الأفكار الخارجية من خلال زيادة وعيهم بماضي بلادهم وربطهم بمثل هذه الرموز وطرق صناعتها وصياغتها وبيان الجهد الكبير الذي كان يبذله الآباء والأجداد في هذه الحرفة التي تتطلب رشاقة ودقة في النقوش والرسوم والأشكال على السيوف والخناجر؛ بل والعمل على تنمية هذه الحرفة مستقبلاً بأسلوب مؤسسي ممنهج.

ودعت الصايغ المؤسسات التراثية والمهنية إلى مواصلة عقد الورش والدورات التدريبية التي تنمي المهارات الفنية الأساسية في إبداع مثل هذه المنتجات التقليدية، ما يساعد على استمرار هذه الحرفة المتوارثة، موضحة بأنها تحيك بعض الغرز بالأسلاك الفضية والذهبية لتزيين الخنجر، وتقدم بعض الدورات للفتيات في هذا الجانب.

ولفتت الصايغ إلى أن اهتمامها البحثي في مشروعها العلمي والبحثي بدأ عام 2003، وأخذ ذلك الكثير من وقتها وجهدها في جمع المصادر بالتنسيق والتواصل مع العديد من المراكز البحثية والهيئات التراثية وكبار المواطنين والجدات، غير أنها وجدت نفسها بمرور الوقت أمام ذخيرة واسعة من المعلومات والمواد، فاقت تصوراتها وتجاوزت أمنياتها، فقررت مواصلة هذه المسيرة، والظفر بمعلومات نادرة لا يمكن الوصول إليها بسهولة، في ظل شح المراجع المتخصصة في هذا الجانب؛ حيث إن معظمها يتركز على السيف العربي القديم وصانعيه وليس الخنجر.

وشرعت الصايغ في مشروع الكتاب في بدايات عام 2008، ورأى النور بعد 7 سنوات من التحديات والصعوبات التي نجحت في تخطيها والتغلب عليها، وبدعم مقدر من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة - إدارة التراث المعنوي.

وفي هذا تقول: يتزين غلاف الكتاب بصورة آخر خنجر صاغته يد والدي، رحمه الله؛ وذلك في 1995، وحرصت على استرجاعه من أحد التجار واقتنائه، وضمن الكتاب العديد من صور الخناجر والسيوف، ومن يتأملها يكتشف المستوى المتقدم لدى الصاغة لدينا قديماً في فنون النقش والزخرفة، كما يبين أن هذه الحرفة كانت مصدراً أساسياً للتجارة وكسب المال، ورافداً مهماً في خصوصية الزي الإماراتي لكلا الجنسين.

وأشارت إلى أن الكتاب لم يغفل الحديث عن إبراز دور النساء في ممارسة حرفة تطريز وتجارة (القطاعة)؛ وهي جزء أساسي يغطي الجانب السفلي من الواجهة الأمامية للخنجر. واستطردت في ذكر أسماء عديدة من النساء من داخل أسرتها أو خارجها برعن لعقود طويلة في حرفة القطاعة في ورشهن المنزلية.

وعرضت الصايغ أمام الحضور الأجزاء الرئيسية للخنجر الإماراتي مثل المقبض المصنوع من العاج أو قرن وحيد القرن، والطوق، والقطاعة، والنصلة، كما تطرقت إلى كتابها الثاني «خنير وكتارة من الإمارات».

ودعت الصايغ الحضور وباقي الجمهور إلى زيارة معرضها الشخصي حول «صياغة الخناجر في دولة الإمارات حرفة تجسد الأصالة والإبداع» المقام في متحف الشارقة للتراث بتنظيم من هيئة الشارقة للمتاحف ويستمر حتى 24 مايو/ أيار المقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5rrhhcab

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"