الإمارات وشراكات المستقبل

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

تواصل دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ترسيخ مكانتها الإقليمية والعالمية بإقامة الشراكات الاستراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة، إيماناً منها بأن بناء جسور التعاون يحقق الطموحات المشتركة ويخلق فرص المستقبل، ويعزز مسارات التنمية والاستقرار والسلام، بما يعود بالخير والنفع على الجميع.

بعد أن شهد صاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله، والرئيس رجب طيب أردوغان، توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وتركيا، تمّ أمس، خلال لقاء سموه، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في أبوظبي، الإعلان عن الارتقاء بالعلاقات بين الإمارات وإيطاليا إلى مستوى شراكة استراتيجية، بما يشمل توسيع آفاق التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية المتقدمة، والدفاع والتغير المناخي، وكلها ميادين أصبحت فيها للإمارات مكانة تحظى بتقدير العالم وإعجابه، لما توفره من ظروف النجاح والتميز، وما تتحلى به سياستها ومواقفها من رؤية وصدق وأمانة.

الإمارات التي تؤكد الشهادات الدولية ريادتها وكسبها الرهانات الصعبة، دخلت للمرة الأولى قائمة الدول العشر الأولى في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2023، وهي شهادة على صواب الرؤية ونجاعة الخيارات والسياسات. كما تؤكد ما تحظى به من سمعة عالية لدى الاقتصادات الرائدة في جميع أنحاء العالم، فهذه الشراكات المتوالية والتنويه الدولي وزيارات الوفود الرسمية رفيعة المستوى، ولقاءاتها مع القيادة الرشيدة، تقدّم الدليل على مكانة الإمارات ودورها المؤثر في صناعة القرار العالمي، باعتبارها قوة خير وعطاء تدافع عن إعلاء قيم التعايش، وتؤمن بأن المستقبل يكون أفضل، وفيه ما لا يحصى من الفرص، بشرط أن تكون منهجية العمل مسلّحة بالمثابرة والطموح والكفاءة.

العلاقات الراسخة مع تركيا وإيطاليا، نموذج حي للعلاقات التي تقيمها الإمارات مع الدول الفاعلة في المسرح الدولي، وهي علاقات متكافئة أساسها الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل، ويحكمها التطابق في وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة، والإيمان المشترك بضرورة إرساء الأمن والاستقرار الدوليين.

والعالم اليوم بحاجة إلى مثل هذه النماذج الحريصة على المنفعة والازدهار ورفاه الشعوب. وهذه الرؤية واضحة في سياسة الإمارات، وتؤكدها مواقفها وحضورها الفاعل في المحافل الدولية. وأثبتت التجربة أن هذه السياسة الحكيمة تمتلك فرص النجاح والاستمرارية، وباتت تستقطب في كل يوم مزيداً من الدول والمنظمات؛ لأنها ببساطة سياسة تستند إلى قيم ومبادئ تضع الذات الإنسانية وكرامتها هدفاً لكل فعل أو مشروع تنموي، خصوصاً في هذا الظرف الذي باتت فيه الحسابات الضيقة تطغى على حساب الروابط المشتركة بين الأمم والشعوب.

الإمارات تتقدّم وتصنع الفارق وتكسب الرهانات التي تؤمن بها القيادة الرشيدة، وطمح إليها الآباء المؤسسون، وها هي اليوم محط أنظار العالم وحديثه. ففي كل ميدان لها راية ونجاح، وما الإقبال الدولي على إقامة أحسن العلاقات معها، إلا دليل على تفوّقها وقدرتها على الإلهام والإقناع؛ لأنها بلد يعيش المستقبل، ويعمل من أجل الإنسانية بلا حساب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/35mbjjjz

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"