شاعرات من العالم

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

في اليوم العالمي للمرأة، رأيت أن أقرأ لك قصائد متنوّعة الموضوعات والمضامين لشاعرات من الشرق والغرب، والشمال والجنوب شأن المرأة نفسها التي ترمز عادة إلى العالم والأرض والخصب والفصول. وهي كذلك بالفعل، فالمرأة كالهواء حاضرة في كل مكان وزمان، ويكبر حضورها في غيابها إن كانت مسافرة أو مريضة أو راحلة أو مجهولة العنوان أو بعيدة هناك في وطن أو في منفى أو في هجرة أو اغتراب. وسأعتمد في هذه المقاطع الشعرية على ترجمات حرفية في موقع شعري حيوي بالفعل هو «القصيدة. كوم»، حيث يتكثف العالم على شكل قطرات من الماء، وأحياناً من الدموع في شعر إنساني نسائي، دافئ، وعذب، وحنون.
تقول الشاعرة الروسية آنا أخماتوفا (1889-1966) في قصيدة لها اسمها «الوحدة»:«كثيرة هي الحجارة التي رُجِمت بها/حتى أنني لم أعد أخشاها أبداً/والحفرة قد غَدَت برجاً راسخاً شاهقاً بين أبراج شاهقة/أشكر البنّائين، وأدعو لهم أن تبتعد عنهم الهموم والأحزان/من هنا سوف أرى شروق الشمس في وقت مبكر». للأمانة الصحفية، لم يذكر تحت القصيدة اسم المترجم أو المترجمة.
حياة الشاعرة الإيرانية فروغ فروخزاد(1935-1967) هي الأخرى أشبه بحفرة وحجارة أنا اخماتوفا، ولكنها في 32 عاماً فقط عاشتها على صفيح بارد وساخن معاً، كما يقولون، كتبت اسمها بالضوء، ونامت بهدوء وسط كومة هائلة من الزهور. تقول فروخزاد:«سيغسل المطر والرّيح اسمي بنعومة/على وجه الصخر/ويبقى قبري مجهولاً في الطريق خالياً من أساطير الشهرة والعار».
ولقد أنهيت قراءة هذه القصيدة للشاعرة الكوبية دولسي ماريا لويناز (1902-1997)، وامتلأت عيناي بالدموع. تقول«إلهي، الملائكة التي أرسلتها، تخفق الأن بأجنحتها فوق رأسي، أتعلّق بها بخيط دم، أخاف أن ينقطع الخيط، ولأنها تغوص عميقاً في الظلمة ما زلت لا أراها، أعتقد أن عددها، وبعضها جميل يستحق الحياة، كما ترى، إلهي، لا أستطيع إطعامها بدمي الشحيح هذا، ولا أريد لها الموت، كأم تخاف أن تفقد الطفل في رحمها، ولعلّها لم تكن ترغب فيه أبداً من قبل، لعلّه يكون ثمرة عملها لاحقاً، لا أريد لها الموت، إلهي، أعطني نجماً لأرعى أطفال امرأة تذبل، ولأنني نَسيت كيف أخيط، أعطني، من أجلهم فقط ثياب الليلك..» ترجمة: عاشور الطويبي.
تقول الشاعرة اليمنية نجود القاضي «حفرت حفرة عميقة في الهواء، وخبّأت كل مشاعري السيئة، وعندما صفعني الحب. أدرت له خدّي الآخر».
هل الشعر بطاقة تعريف المرأة، ودواخلها، وصحراواتها وشواطئها الغامضة؟ ربما هو كذلك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrytac74

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"