الإمارات.. إلى الهدف المنشود

00:20 صباحا
قراءة 3 دقائق

محمود حسونة

بعض الدول محظوظة بقياداتها التي تتخذ الحكمة نهجاً لتحقيق أحلام شعوبها، وبعضها محظوظة بشعوبها التي تقدّس العمل، وتلتزم بالقانون وتتخذ الانضباط نهجاً لتحقيق التقدم، وبعضها محظوظة بمؤسسيها الذين أرسوا لها قواعد الحق والعدل، بما يضمن السير على طريق النجاح ويجعل البيت متوحّداً والوطن موحّداً في مواجهة كل التحديات، ودولة الإمارات محظوظة بالثلاثة: الآباء المؤسسين الذين أنشأوا دولة ترفع قيم التسامح، وتحتضن على جغرافيتها جنسيات العالم المختلفة، وقيادتها التي سارت على درب الحكمة الذي أرساه المؤسسون، ووضعوا نصب أعينهم الرقم 1 هدفاً والمستحيل سراباً والمجد غاية، وشعبها الذي يثبت كل يوم أنه الأجدر بالدولة وقياداتها وإنجازاتها، وأنه الأداة المثلى لتحقيق الأحلام غير المحدودة التي تعانق السماء.

مؤشر الصعود والهبوط للعديد من الدول متأرجح، دول تصعد بعض الوقت، وعندما تحتد حولها الأزمات يتراجع المؤشر هبوطاً، ودول تقتنص بعض الفرص لتحقق صعوداً سريعاً، ثم يتحول هبوطاً أسرع، والإمارات من دول قليلة مستثناة من ذلك، فهي تصعد سلم المجد درجة درجة، تضيف إلى رصيد إنجازاتها كل يوم، ومن عام إلى عام تنتقل في المؤشرات العالمية من مركز إلى مركز أعلى، لا تقبل سوى أن يكون الغد أفضل من اليوم، وأمام الأزمات العالمية تكوّن لجاناً متخصصة للتعامل مع هذه الأزمات حتى تنجو من آثارها وتواصل الصعود إلى الهدف المنشود.

ولعل تعاملها مع أزمة كورونا وموقفها من الحرب في أوكرانيا شاهدان على ذلك. احتلت الإمارات المركز العاشر عالمياً والأول عربياً وإقليمياً في المؤشر العالمي للقوة الناعمة، الذي تعدّه مؤسسة «براند فاينانس» البريطانية، من خلال أكبر استطلاع شمل آراء أكثر من 100 ألف شخص من 120 دولة، لتقييم مختلف محاور القوة الناعمة والتأثير الإيجابي، ومن يتتبع مركز الإمارات خلال سنواته الأربع، يدرك أنها دولة الصعود إلى المركز الأول المنشود. فعند إطلاقه احتلت المرتبة 18 عالمياً، وفي نسخته الثانية صعدت إلى المرتبة 17، وفي الثالثة عام 2022 صعدت إلى المرتبة 15، وهذا العام قفزت إلى المرتبة العاشرة لتُعيد دولاً كبرى إلى الخلف.

قفزة الإمارات إلى المركز العاشر في المؤشر العام صاحبتها قفزات في مختلف المحاور والمؤشرات الفرعية، ومنها التأثير الإيجابي والسمعة الطيبة والحوكمة، والتأثير في الدوائر الدبلوماسية، وإمكانات النمو المستقبلي، وسهولة ممارسة الأعمال، وقوة الاقتصاد ومتانته، والتأثير الإعلامي، ومتابعة الجمهور العالمي، والقيادة في مجالات التكنولوجيا والإبداع، والاستثمار في استكشاف الفضاء، والكرم والعطاء.

قفزات الإمارات جامعة مانعة، فهي لا تتقدّم في مجال وتتخلف في آخر، ولا تتقدم في ما يفيد مواطنيها فقط، ولكن أيضاً في ما يفيد الإنسانية، ولا تتقدّم علمياً وتتراجع قيمياً، فهي الدولة التي تقفز إلى المستقبل وهي محملة بقيم الأولين، تنشد الاستقرار لها وللأشقاء والأصدقاء.. تصعد إلى الفضاء وفي الوقت ذاته تتحرك جدياً بحثاً عن حلول لأزمات الأرض، وتعتمد بشكل أساسي في تحقيق إنجازاتها غير المحدودة على سواعد وعقول أبنائها المدربين على الابتكار والمؤهلين علمياً وأكاديمياً لتقدّم الصفوف وإبهار الآخر. فالعالم اليوم يتابع من قاراته المختلفة رحلة ابن الإمارات سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية للبقاء فيها ستة أشهر، مشاركاً في استكشاف أسرار الكون، وممثلاً لدولة اختارت لنفسها طريق الريادة في مسيرة التقدّم.

مثلما تتقدم الإمارات علمياً وتنموياً تتقدّم إنسانياً وتقفز في مؤشر العطاء والكرم، وهي الدولة المشهود لعطائها الذي لا ينضب من المنظمات، تعطي من دون أن تفرق بين الناس. ولعل جسور الخير الممتدة من الإمارات إلى سوريا وتركيا بعد كارثة الزلزال، كشفت أنها وحدها أعطت قدر ما أعطى العالم.

الوصول إلى المركز العاشر في مؤشر القوى الناعمة لا يعني الاكتفاء، ومثلما قفزت الدولة من المركز الثامن عشر إلى العاشر عالمياً خلال أربع سنوات، فستواصل القفز خلال السنوات المقبلة حتى تحقق اللامستحيل وهو المركز الأول. ولعل قفزات السنوات الماضية تؤكد أن الرقم واحد قادم لأنه هدف وطموح قيادة وإرادة وعزيمة شعب، ولعل عبارات الفخر التي يعبر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عند كل إنجاز يحققه رجال وشباب ونساء وفتيات الإمارات حق لهذا الشعب، كما أن تباهي الإماراتي بقيادته في كل مكان، حق لها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8abbda

عن الكاتب

كاتب صحفي، بدأ مسيرته المهنية عام 1983 في صحيفة الأهرام المصرية، وساهم انطلاقة إصداراتها. استطاع أن يترك بصمته في الصحافة الإماراتية حيث عمل في جريدة الاتحاد، ومن ثم في جريدة الخليج عام 2002، وفي 2014 تم تعيينه مديراً لتحرير. ليقرر العودة إلى بيته الأول " الأهرام" عام 2019

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"