عادي

خبراء: الجامعات مسؤولة عن إعداد الخريجين للوظائف الخضراء

00:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
تادج أودونوفان

دبي: محمد إبراهيم

أكد خبراء وأكاديميون، أن الجامعات مسؤولة عن توفير المهارات المستقبلية المطلوبة، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وإزالة الكربون الصناعي، إذ إنها مكلفة إعداد الخريجين للوظائف الخضراء عبر 4 اتجاهات مختلفة، أبرزها الاستناد إلى التعليم القائم على الغرض، والتحفيز على الابتكار، وغرس أهدافه في المخرجات الجديدة.

وأجمعت آراؤهم على الدور الحيوي لمؤسسات التعليم العالي في بناء أجيال قادرة على تعزيز المناقشة والحوار في الاستدامة، لاسيما أن المرحلة التي تسبق مؤتمر«COP28» أصبحت قضية إزالة الكربون أولوية قصوى، إذ يمكن للجامعات إعداد خريجي المستقبل بالمهارات والمعرفة اللازمة للقيام بالوظائف الخضراء المطلوبة، لتسهيل الانتقال إلى «صافي الصفر» وتحقيق خطط الاستدامة.

استثمارات الطاقة

أفادت تقارير ودراسات دولية بأن استثمارات الطاقة النظيفة تخلق 10 ملايين وظيفة خضراء، وكذلك، يخلق الانتقال للاقتصاد الأخضر نحو 100مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030، بحسب تقدير منظمة العمل الدولية.

يشير تقرير حديث ل«المنتدى الاقتصادي العالمي» إلى نمو بنسبة 8% في الوظائف الخضراء في العالم في السنوات الخمس الماضية، ولكن معظم الموظفين يفتقرون إلى المهارات المطلوبة لشغلها. فيما ترى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أن القطاع الصناعي ثاني أكبر مسهم في غازات الاحتباس الحراري، حيث يمثل نحو 30 في المئة من الانبعاثات العالمية، و40 في المئة من استهلاك الطاقة العالمي.

بصمة الكربون

وفي مداخله مع «الخليج»، أفاد البروفيسور تادج أودونوفان، نائب رئيس «جامعة هيريوت وات» في دبي، بأن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، يحتاج إلى جهود كبيرة لتقليل بصمة الكربون، فيما يتطلب حجم تحديات صافي الصفر اليوم للوصول إلى Net Zero بحلول عام 2050، تعاوناً عبر القطاعات لمعالجة إزالة الكربون، وتعزيز الطلب على الحلول المنخفضة الكربون.

وأكد أن الجامعات تتحمل مسؤولية كبيرة في توفير المهارات المستقبلية للتنمية المستدامة بتحفيز الابتكار وغرس الأهداف في المهندسين الشباب. بصرف النظر عن التدريب على الاستدامة أثناء العمل والمهارات اللازمة لشغل الوظائف الخضراء. مشيراً إلى أهمية الدورات التدريبية والشهادات التي تقدمها الجامعات في هذا الاتجاه.

تحديات الصناعة

وأكد أن قادة الشركات يواجهون تحديات تتعلق بنقص المهارات في مجالات مثل تقنيات إنترنت الأشياء والروبوتات والذكاء الاصطناعي، وجميعها أصبحت ضرورية في الهندسة. مشيراً إلى أن المعرفة والمهارات المتخصصة في الاستدامة في مجالات مثل محاسبة الكربون، وإزالة الكربون، وتقييم خدمات النظام الإيكولوجي مطلوبة في بعض الأدوار والوظائف، وهناك حاجة إلى كفاءات رقمية متنوعة لمعالجة هذه القضايا بأدوات خاصة تختص بالمناخ.

وأفاد بأن الوظائف الخضراء تتطلب معرفة في مجالات محددة متعلقة بالاستدامة، مثل قضايا المناخ التي أصبحت مهمة لإدارة سلسلة التوريد والمشتريات، في وقت يمكن للجامعات معالجة هذه الفجوات، عبر توفير برامج تلبي مزيج التكنولوجيا والهندسة، كما هي الحال في الجامعة التي تقدم درجات علمية في علم الروبوتات والأنظمة المستقلة والتفاعلية على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا.

صقل المهارات

وأكد أهمية التدريب العملي وصقل المهارات، لاسيما أن للجامعات دوراً مؤثراً في تسهيل الشراكات التعاونية عبر المؤسسات المحلية والحكومية، وأصحاب العمل والشركات لدفع مبادرات العمل المناخي المبتكرة عبر القطاعات، إذ تسهم تلك الشراكات في تمكين الابتكار وريادة الأعمال الطلابية وتمنح المتعلمين مهارات عملية وتسهيل الاتصال بالمتخصصين في الصناعة، بتسهيل أوقات التدريب الداخلي والخارجي، والاطلاع على أحدث التقنيات المستخدمة في الصناعات المختلفة. واكد أنه مع إمكانات الصناعة 4.0 لتسهيل الصداقة البيئية وتقليل الانبعاثات، أصبح تعزيز ثقافة البحث أكثر أهمية، إذ حددت الأمم المتحدة الوصول إلى التعليم الجيد والبحث بوصفه أحد العوامل الرئيسية الميسرة للتنمية المستدامة بتحفيز الابتكار والتفكير النقدي.

أدلة مهمة

وأضاف: نظراً لأن البحث ينتج أدلة لا غنى عنها في تحديد التطورات في تغير المناخ والاحتباس الحراري، فمن الضروري أن تعزز الجامعات ثقافة البحث بتوفير الفرص للطلاب، للمشاركة في المؤتمرات وفرص البحث الأخرى. ومركز الأبحاث والابتكار في إزالة الكربون الصناعي (IDRIC) في المملكة المتحدة، يعد مثالاً متميزاً للعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة لبناء مستقبل أكثر استدامة. ويعمل المركز نقطة محورية وطنية وبوابة دولية لبحوث وابتكار إزالة الكربون الصناعي، واستكشاف إمكانية تطوير تجمعات صناعية خالية من الصفر في الشرق الأوسط.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yvb8hcpj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"