«سبع سنابل» تحمل الخير

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

من الآية الكريمة في الذكر الحكيم في قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سِنابِلٍ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم}، استلهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مسمى «سبع سنابل» تيمناً بالآية الكريمة، وأطلقه سموه على مشروع زراعة القمح في منطقة مليحة بالشارقة.
هذا المشروع الذي يجسد الرؤية الحكمية ذات العمق والاستشراف الأمين لما يتطلبه المستقبل من مشاريع استراتيجية في نهج سموه، يأتي استمراراً لما عودنا عليه من مبادرات لها قيمتها الجوهرية في واقعنا المعيش.
ومن هذه الزاوية يمكن النظر إلى دلالات إطلاق المرحلة الأولى لزراعة القمح في منطقة مليحة، التي سيكون لها الدور الأساسي والإسهام المباشر في رفع مستوى الأمن الغذائي في نطاق إمارة الشارقة ودولة الإمارات.
ولعل الرؤية الحكمية التي كانت المحفز والدافع لإطلاق هذا المشروع النافع هي نتاج قراءة متبصرة من سمو الحاكم، بعد تأمل ما واجه العالم ابتداء من أزمة تفشي جائحة كورونا التي أظهرت مدى الارتباك في انتظام سلاسل التوريد والإمداد، ولاسيما في مجال الغذاء.
وبعيداً عن كورونا التي فتحت ملف اختلال سلاسل الإمداد والتوريد في بعض الدول، وقبل أن تخف آثار الجائحة، تفاجأ العالم مرة أخرى بأن واردات القمح والحبوب أصبحت مرتهنة بمتغيرات جديدة فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية، ولاسيما أن روسيا وأوكرانيا من البلدان الأعلى تصديراً للقمح.
ويبعث إطلاق مشروع «سبع سنابل» السعادة والفخر، كما يفتح المجال للتفكير في حجم الفوائد الاقتصادية والبيئية التي سيوفرها لإمارة الشارقة والإمارات بشكل عام، ومنها الإسهام في تحقيق المزيد من عوامل الأمن الغذائي من خلال تخفيض نسبة استيراد القمح، وتوفير احتياطات استراتيجية من هذه المادة الغذائية الأساسية وتخزينها بشكل آمن لاستخدامها عند الحاجة، بعد أن قدمت العديد من الأزمات العالمية دروساً لمختلف الدول ونبّهت إلى أهمية وضرورة التحرك لوضع الحلول بعيدة المدى وذات الأثر المستقبلي.
كما يبشر مشروع «سبع سنابل» بتحسين دخل المزارعين في المنطقتين الوسطى والشرقية بإمارة الشارقة؛ نظراً للفرص التي تترتب على تطور المشروع، ولاسيما في منطقة مليحة، كما أن هذا المشروع المبارك يتميز بالعديد من الدلالات التي سيكون لها أثرها الإيجابي في المجتمع والاقتصاد المحلي، وفي مقدمتها توفير مصادر غذائية صحية نظراً لاعتماد المشروع أفضل أساليب الزراعة المستدامة والعضوية.
وأخيراً يمكن القول إن مشروع «سبع سنابل» يعد نموذجاً مثالياً يحتذى به في مجال الزراعة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة، ومثالاً رائعاً للأفكار المبتكرة التي تولدت في ظل الحكم الرشيد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/msc34rxn

عن الكاتب

عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"