التماس العذر من المواطنين

00:57 صباحا
قراءة 3 دقائق

د. عبدالله الدرمكي
في لفتة إنسانية أبوية حانية، وكما عهدنا من سموه الحرص الدائم على إسعاد المواطنين ودعم كل ما يسهم في الارتقاء بجودة حياتهم، جاء توجيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتعويض ملاك البنايات المعاد ترميمها على شاطئ كلباء عن تعطّل مشاريعهم وانقطاع مداخيلهم خلال فترة الترميم وإعادة البناء، حيث أمر سموه بمنح 150 ألف درهم لكل صاحب بناية، في تقدير لما فات مُلّاكها من إيرادات متوقعة.

وفي كلمة مؤثرة خاطب سموه المواطنين الذين تأثروا بالتغيرات العمرانية خلال فترة السنتين التي تطلبتها أعمال ترميم المباني، والتمس منهم العذر والسماح، وأكد سموه أن مبلغ التعويض استحقاق وليس مكرمة، رغم أن فترة الترميم حققت هدفها للإمارة وللمجتمع وللملاك، وللمشهد السياحي العام، حيث عكس مظهر المباني الجديدة النهضة العمرانية في كلباء وإمارة الشارقة عامة، وأثبت المشروع في صورته النهائية أنه يصب في مصلحة أبناء كلباء وحركة التجارة والسياحة فيها.

وما جعل هذه اللفتة الكريمة ذات أثر كبير أنها اقترنت بتسليم شهادات الملكية ومفاتيح بنايات مشروع سهيلة كلباء لملاكها من المواطنين، وبلغ عددها 41 بناية تضم شققاً سكنية ومحال تجارية، وتضاعفت مشاعر السعادة والفخر لدى الجميع، لأن تسليم المباني الجاهزة تزامن كذلك مع إطلاق المرحلة الثانية للبنايات التجارية، في دلالة على الخير الذي سيعم أهالي كلباء.

قرار التعويض الحكيم يؤكد من جديد ما لدى صاحب السمو حاكم الشارقة من حرص على الموازنة بين إنصاف ملاك المباني القديمة ومكافأتهم على صبرهم خلال مرحلة الترميم والبناء، وبين إحداث نهضة عمرانية وتجارية في كلباء وفي إمارة الشارقة عامة.

وسيكون للمباني التجارية التي تسلمها ملّاكها أثر ونفع أكبر، بعد أن حلّت محل البيوت والمباني القديمة في شاطئ كلباء، وفي الوقت نفسه جاءت المباني الجديدة محافظة بطرازها المعماري على نكهة التراث، وتبشر بالمساهمة الفعالة في تنشيط الحركة السياحية والتجارية في المدينة، وتوفير فرص عمل جديدة، وزيادة في الدخل وتعزيز مكانة كلباء كوجهة للسياحة.

وتنتظر الشارقة بكل مناطقها مشاريع تنموية عديدة تسهم في تحسين جودة الحياة وازدهار الأنشطة الاقتصادية، فإضافة إلى تسليم المباني الجاهزة، تشهد مدينة كلباء تنفيذ عدد من المشاريع التنموية، مثل مشروع بحيرة الحفية، والحدائق المعلّقة، والذي يحمل أبعاداً سياحية وثقافية تعزز مكانة كلباء كوجهة سياحية مهمة، ومشروع المرحلة الثانية من سوق كلباء التراثي، وغيرها من المشاريع التي تحمل رؤية وتصميم صاحب السمو حاكم الشارقة، على أن تظل الأولوية لجودة حياة المواطنين ونمو اقتصاد مجتمع الإمارة.

وإذا تأملنا التطور التدريجي المدروس في إطلاق مشاريع الإسكان والمباني والواجهات البحرية والتجارية، فإننا سنقف أمام استراتيجية في الشارقة لها أبعادها المستقبلية التي ستسهم في توفير مصادر الرزق وزيادة حركة التجارة والنهوض السياحي.

وعلينا أن نكون عند مستوى الطموح من خلال الاهتمام ببناء مشاريع مستدامة تدعم تعزيز اقتصاد الإمارة، وتحافظ على البيئة والتراث، وتعزز الهوية الوطنية، وهذا ما يمكن أن تلهمنا به واجهات وتصاميم المباني التي تسلّم أصحابها مفاتيحها وشهادات ملكيتها في كلباء، والتي تعكس روح التراث ونكهة المعمار الذي يتناسب مع روح المدينة وعراقتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2vwbfnar

عن الكاتب

عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"