الخير الأصيل

ما أن وقع الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في 6 فبراير الماضي، إلا وسارعت دولة الإمارات مباشرة لمد يد العون والمساعدة للمتضررين، فكان أول إعلان مساعدة من دولة الإمارات في اليوم التالي مباشرة.
الجهود الإماراتية تجاه سوريا وتركيا، بدأت باتصالات تعازٍ ومواساة ودعم على مستوى القيادة، ثم مساعدات عاجلة لإغاثة المحتاجين والمتضررين من تلك الكارثة، ثم تبلورت إلى عملية إغاثية شاملة تحت اسم «الفارس الشهم 2»، تم خلالها إطلاق جسر جوي إنساني، وصلت منه 3 طائرات خلال أقل من 24 ساعة من وقوع الزلزال، وقاربت على ال 200 طائرة حتى الآن.
يد العون والخير الإماراتية انطلقت على الصعد كافة، من طائرات وتبرعات وبرامج مساعدة، ورغم مضي نحو 40 يوماً على الزلزال، إلا أن يد الخير الإماراتية ما زالت ممتدة نحو المتضررين، لتيقنها بأن عمل الخير أصيل في فلسفة حكمها ودستورها الذي خطه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالتوجيه والإرشاد.
الزلزال المدمر الذي خلّف وراءه ما لا يقل عن 50 ألف قتيل، وأكثر من 200 ألف مبنى منهار أو آيل للسقوط، وعشرات المدن المدمرة، وملايين الأشخاص الذين فقدوا منازلهم، كان لزاماً على جميع دول العالم أن تسارع إلى تقديم المساعدات، لأن مثل هذه الكوارث، لا أحد يتنبأ بها أو يقدر على تجاوز أضرارها، لكننا لمسنا أن الكثير من دول العالم، وتحديداً الغربية منها، لم تكن مساعداتها بالحجم الذي يتناسب والكارثة، إلا أن دولة الإمارات تدرك أن يد العون والخير أصيلة فيها دوماً.
بالأمس أكد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، «أن الخير هو الرسالة التي حملتها الإمارات للعالم من أيام زايد الخير»، ليعلن انطلاق حملة جسور الخير بالتعاون بين مبادرات محمد بن راشد العالمية والهلال الأحمر الإماراتي، لمد يد العون للأشقاء والأصدقاء في سوريا وتركيا، لتعكس جانباً من روح التضامن الإنساني التي تسود مجتمعنا.
وهو ما أكده سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، حين دعا إلى مؤازرة الحملة، بالقول: «فلنكن جميعاً عوناً وسنداً لهم، لتخطي هذه الكارثة الإنسانية».
هذا النهج الخير متأصل في بلاد زايد الخير، فبرغم هذه المدة على حدوث الزلزال، إلا أن الإحساس بالمسؤولية تجاه ما أصاب الناس، ما زال متوقداً في نفوس «أبناء زايد» تجاه ملايين البشر الذين ما زالوا يتجرعون مرارة الكارثة.
[email protected]