عادي
مطالبات بإعادة النظر في الحصص المكتبية

القراءة بالعربية تسقط من أجندة المدارس الأجنبية

01:49 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: آية الديب

أكد عدد من أولياء أمور طلاب مدارس في أبوظبي، أن أبناءهم بحاجة إلى تخصيص أوقات أطول للقراءة داخل المدرسة، ولاسيما القراءة الحرة التي يختار أبناؤهم خلالها المحتوى الذي يرغبون في قراءته، ورضوا شكواهم من عدم اهتمام مدارس المناهج الأجنبية بتعزيز الشغف القرائي باللغة العربية للطلاب، ولاسيما الطلاب العرب.

وفي المقابل أوضح تربويون أن المدارس تستند في دعم الطلاب قرائياً خلال الروضتين الأولى والثانية إلى أولياء الأمور، وفي الصفين الأول والثاني من خلال تخصيص حصة أسبوعياً، للقراءة في المكتبة، أما في الصفوف التي تلي ذلك فيكون دور المدرسة تشجيع وتعزيز شغف الطلاب بالقراءة من خلال المسابقات المختلفة.

وأشار معلمون إلى أنهم يصطحبون الطلاب للمكتبة خلال حصص المواد الخاصة بهم، لتوسيع معارف الطلبة وفق كل مادة على حدة، وأن مدارس المناهج الأجنبية تسعى لتعزيز القراءة باللغتين العربية والأجنبية بالتبادل.

تفصيلاً، قالت مها فؤاد، ولية أمر: طلاب مدارس المناهج الأجنبية لديهم تدنٍ ملحوظ في مستوى اللغة العربية، وحين يزور أبنائي مكتبة مدرستهم يقرأون كتباً مكتوبة باللغة الإنجليزية.

وأكدت أن اصطحاب الطلاب، ولاسيما العرب، إلى المكتبة لقراءة بعض المحتويات الشيقة والتي من الأفضل أن تكون من اختيارهم، وإن كانت في صورة قصص مكتوبة، باللغة العربية، سيعزز من حبهم للغة العربية التي يؤسفنا انصرافهم عنها نتيجة لعدم اهتمام المدارس بها.

تجاهل قرائي

وقال عمر حامد، ولي أمر: يدرس أبنائي في إحدى المدارس التي تقدم منهاجا أجنبياً، وتسعى المدرسة إلى تعزيز اهتمام الطلاب بالقراءة بشكل عامن إلا أنها تقتصر على تعزيز شغف الطلاب بالقراءة باللغة الأجنبية، وتتجاهل دعم الطلاب القرائي باللغة العربية.

وأضاف: بالتزامن مع شهر القراءة تلقيت رسالة بريد إلكتروني من معلمة اللغة العربية من المدرسة تشجعني فيها على القراءة مع طفلتي باللغة العربية، من دون أن تقوم هذه المعلمة، أو المدرسة بأي دور في هذا الشأن.

استعارة فقط

إلى ذلك، قالت ياسمين سمير، ولية أمر: تدرس ابنتي في الصف الرابع في إحدى المدارس التي تقدم منهاجاً وزارياً، وعلى الرغم من حب ابنتي للقراءة إلا أن دعم المدرسة، ولاسيما أمينة المكتبة بهذا الشأن، يقتصر على إتاحة فرصة استعارة مختلف المحتويات من المكتبة وإعادتها في الوقت المحدد.

وأكدت أن الأبناء بحاجة إلى قصص قراءة حرة ممتعة بصحبة معلميهم، حتى تنمو لديهم المهارات القرائية المختلفة والإلقاء، والبحث العلمي، وبطبيعة الحال في الوقت الذي تهتم فيه مدرسة ابنتي، ولاسيما معلمة اللغة العربية، بقراءة المحتويات العربية نجد لا مبالاة من المدرسة ومعلمة اللغة الإنجليزية على تنمية مهارات الطلبة القرائية باللغة الإنجليزية.

حصة أسبوعياً

وتفصيلاً، قال محمد نظيف، مدير مدرسة خاصة بأبوظبي: على هامش اهتمام المدارس الوزارية بالقراءة وجد أنه من أفضل الممارسات المستحدثة هو تخصيص حصة أسبوعياً للصفين الأول والثاني، بعنوان «القراءة للمتعة»، ويتم تثبيت هذه الحصص في جدول الحصص أسبوعياً.

وأضاف: في حصص «القراءة للمتعة» يشترك قسم اللغة العربية مع أمينة المكتبة في توفير المصادر ومتابعة الإنجاز القرائي للأطفال، أما في مرحلتي الروضة، الأولى والثانية، فيتم تعزيز شغف القراءة لدى الأطفال من خلال إشراك أولياء الأمور بهذا الدور، حيث يتم توزيع قصص أسبوعياً على الأطفال لكي يقرأها أولياء أمورهم معهم في العطلة الأسبوعية.

وتابع: في المراحل الأكبر عمراً (من الصف الثالث وحتى الثاني عشر) يتم تشجيع القراءة من خلال معلمي المواد، وإشراك الطلاب في مسابقات القراءة التي تتوفر بغزارة في الدولةن مثل مسابقة القارئ المبدع ومسابقة تحدي القراءة العربي، وغيرها من المسابقات والأنشطة التي تشجع على القراءة، ويشرف على تنفيذها والحث عليها عدد من مؤسسات المجتمع المحلي، ما يجعل القراءة عادة لدى أغلبية الطلاب، وكذلك استراتيجية أساسية لأغلبية المعلمين.

بيئة القراءة

وقالت يسرى سليمان، مسؤولة الأنشطة في مدرسة خاصة: بالتزامن مع شهر القراءة سعينا لتعزيز جلسات القراءة والاستماع للطلاب وعملنا على تنفيذ أنشطة قرائية فردية وجماعية، ولاسيما القراءة في جلسات القراءة ببيئة تخالف بيئة الصف، فقمنا بتنفيذ جلسات قراءة في حديقة المدرسة وساحاتها، وغيرها، وخارجياً شاركت مدرستي في تحدي القراءة العربي، ومسابقة القارئ المبدع بالتعاون مع مكتبات أبوظبي، فضلاً عن تنفيذ مجلة داخلية للمدرسة حول القراءة وأهميتها للطلاب.

وأضافت: يخصص لزيارة الطلاب لمكتبة المدرسة حصة واحدة أسبوعياً، وبالتوازي مع ذلك يسعى معلمو المواد الدراسية المختلفة إلى اصطحاب الطلاب للمكتبة خلال حصص المواد الخاصة بهم، لتشجيع الطلاب على الاعتماد على المدرسة كمصدر للمعلومات.

قراءة بالتبادل

وقال محيي الدين قسايمة – معلم لغة انجليزية في مدرسة تقدم للطلاب منهاجاً أجنبياً بأبوظبي: نسعى لدعم الطلاب قرائياً باللغتين، العربية والإنجليزية، وبالتزامن مع شهر القراءة نسعى إلى تكليف الطلاب بإنجاز المزيد من التكليفات والأبحاث التي من خلالها يلجأون إلى القراءة بمختلف أنواعها.

وأضاف: الوقت المخصص للطلبة لزيارة مكتبة المدرسة يتم تقسيمه بالتبادل بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية، حيث يزور الطالب المدرسة للقراءة باللغة الإنجليزية أسبوع، وفي الأسبوع الذي يليه تكون زيارته لقراءة محتويات باللغة العربية.

عسر القراءة

أكدت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، أن القراءة تحسن الأداء الأكاديمي للطلاب، ولديها فوائد عدة، حيث تقوي الدماغ وتبني مشاعر التعاطف، وتقوّي مخزون المفردات وتقلل الضغوط، وتحد من الإجهاد، كما تغذي الخيال وتعزز الإبداع.

ودعت الدائرة أولياء أمور الطلاب إلى تحفيز أطفالهم على القراءة والمطالعة وتعزيز حبهم لهذه الهواية، مؤكدة أن اختيار الموضوعات التي يستمتع بها الأطفال والكتب التي تتضمن صوراً مميّزة، يساعد الأطفال على فهم القصة ورسالتها، وتقدّم لهم السياق الملائم لتعلّم كلمات جديدة.

وحددت الدائرة 6 عوامل تدعم أولياء الأمور في أن يجنبوا أبناءهم عسر القراءة، وهي أن الأطفال ينمون وتتطور مهاراتهم بمعدلات مختلفة، وإذا واجه أحد الأطفال صعوبة في القراءة، فإن ذلك ليس بالضرورة مؤشراً على كونه من أصحاب الاحتياجات الخاصة، وأن الأطفال قد يواجهون من وقت لآخر صعوبة في القراءة.

وأتاحت الدائرة عبر منصة أولياء الأمور دليلاً يساعد أولياء الأمور على تنشئة جيل قارئ، أكدت الدائرة في محتواه أن صعوبات القراءة تحدث لدى الأطفال الذين يتأخرون في النطق والكلام مقارنة بأقرانهم، أو الذين يجدون صعوبة في نطق حروف، أو كلمات، أو أصوات معينة، كما يشكل ضعف إحدى الحواس بعض الصعوبات في القراءة، لافتة إلى أن بعض الأطفال الذين يعانون من قلة التركيز والانتباه يجدون صعوبة في القراءة.

وحددت جوانب يجب مراقبتها عندما يقرأ الأطفال، وهي صعوبة التعرف إلى الأنماط الإيقاعية، وإيجاد الكلمات المفقودة في جملة معينة، وصعوبة تعلم الحروف الأبجدية، وتمييز الأحرف والأرقام، والحفاظ على التركيز، ومعدل نسيان الكلمات التي قرأت من قبل، وصعوبة تلقي التعليمات الشفوية، مؤكدة أنه في حال شعور ولي الأمر بأن طفله يعاني صعوبات القراءة يجب عليه التحدث مع المعلم حول هذا الأمر.

وأوضحت أنه في حال تبين أن الطفل يعاني مما يؤثر في قدرته على القراءة فتجدر مساعدته وفق 8 وسائل، هي: تغيير حجم أو نوع الخط المستخدم في النصوص المقروءة، أو تغيير لون الصفحات، والقراءة مع الطفل بالسرعة التي تتماشى مع إمكاناته، واستخدام مسطرة أو دليل للقراءة لمساعدته على تتبع الكلمة التي وصل إليها في النص، والاستعانة ببرامج قراءة مسموعة، وقراءة عدد أكبر من المرات ولفترات أقصر، إضافة إلى توفير بيئة قرائية مريحة واختيار الكتب الغنية بالصور والرسوم التي تدعم الفهم والبحث عن كتب مناسبة تلائم اهتمام الطفل.

قراءة حرة

قالت نظيرة عمارة، معلمة أحياء، نسعى إلى تشجيع الطلاب على القراءة من خلال البحث العلمي، ويقوم كل معلم بذلك وفق المادة التي يقدمها لطلابه، وبصفتي معلمة أحياء، أكلف طلابي بالبحث في موضوعات ترتبط بمادتي، ومن ثم يلجأ الطلاب للمكتبة لتنفيذ ما كلفتهم به، وفي أحيان أخرى أصطحبهم للمكتبة لاطلاعهم على بعض الكتب والمحتويات هناك التي تعزز من معرفتهم بمعلومات ترتبط بما أدرّسه لهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckpk8z5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"