دبي: محمد ياسين
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مواصلة تمكين وتأهيل ودعم الكوادر وحشد الطاقات من أجل ازدهار صناعة الخير والعمل الإنساني، وتوسيع دائرة ثماره وآثاره في مختلف أنحاء العالم. وقال سموه في افتتاحية تقرير المدينة العالمية للخدمات الإنسانية 2022: «نستقبل اليوم بتجديد التزامنا ببذل كل الجهد وتوفير كل الإمكانات في مجال العمل الإنساني، ونواصل تمكين وتأهيل ودعم الكوادر وحشد الطاقات من أجل ازدهار صناعة الخير والعمل الإنساني، وتوسيع دائرة ثماره وآثاره في مختلف أنحاء العالم، وحيثما وُجِد أخ لنا في الإنسانية بحاجة إلى الدعم والمساعدة».
قال محمد إبراهيم الشيباني رئيس اللجنة العليا للإشراف على المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، في كلمته بالتقرير: «بينما نطوي صفحة عام استثنائي آخر، ننظر إلى ما قمنا به من جهود في تسهيل وتنسيق العمل الجماعي مع جميع أعضاء المدينة العالمية للخدمات الإنسانية».
وأضاف: «منذ تأسيس المدينة في عام 2003 على يد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تطورت وتوسعت لتصبح أكبر مركز إنساني بالعالم، ولابد هنا من القول إن توسّعنا هو شهادة على ثقة المجتمع الدولي في دبي كمركز عالمي للمساعدات الإنسانية».
وتابع: «في العام المنصرم شكلت جائحة «كوفيد19»، تحدياً حاسماً ومفصلياً لحقبة يمر بها النظام العالمي، مما أدى إلى تفاقم الظروف الاجتماعية والاقتصادية وتفاقم الأزمات الإنسانية القائمة في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى ذلك فإن الحوادث المتعددة المتعلقة بالمناخ، وعدم الاستقرار في العديد من المناطق بجميع أنحاء العالم، والمعاناة من أكبر أزمة غذائية عالمية في التاريخ الحديث».
وأوضح: «أدت هذه الأوضاع جميعها إلى جعل 339 مليون إنسان بحاجة إلى مساعدات عاجلة في عام 2022، على الرغم من ذلك، فقد تميز العام نفسه بالنسبة للمدينة العالمية، بعام الدعم الاستثنائي والعطاء من شركائنا».
وتابع: «في شهر سبتمبر فقط، كانت المدينة نقطة انطلاق ل 42 مهمة إغاثة إلى شمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا، في أعقاب الأمطار الموسمية الغزيرة التي تسببت في فيضانات مدمرة في باكستان، ونظمت 36 رحلة جوية للإغاثة الإنسانية».
ولفت: «كل هذه العمليات الإغاثية تؤكد مكانة دبي وريادتها كمركز عالمي لتسهيل العمل الإنساني في جميع أنحاء العالم. ومع دخولنا عام 2023، الذكرى السنوية العشرين لنا في تقديم الخدمات الإنسانية للمحتاجين في جميع أنحاء العالم، أقر مجلس الإدارة استراتيجية (2022-2025)، مما يمهد الطريق لعصر جديد من العمل الإنساني ودفع نشاط المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى آفاق جديدة».
واختتم: «عشرون عاماً مضت، وستواصل المدينة ريادتها في تسهيل الاستجابة للازمات المتعددة والمعقدة، وتوسيع بصمتها العالمية، والتعاون مع المراكز الإنسانية الأخرى لتعزيز التأهب لحالات الطوارئ والاستجابة لها».
من جانبه، قال جوسيبي سابا المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، «واصلنا أثناء الوباء العالمي الذي ساد العالم خلال عام 2020 إلى ذروة نشاطنا واستجابتنا لمقاومته، فإن عام 2022 فرض علينا أن نقطع شوطاً إضافياً آخر بسبب مدى وحجم الكوارث الطبيعية وتغير المناخ».
وأضاف: «دفعتنا هذه الحالات إلى تعزيز استعدادنا لحالات الطوارئ من خلال اعتماد نهج أكثر تنسيقاً يشمل المراكز الإنسانية والجهات الفاعلة والقطاع الخاص والحكومات والمجتمعات المحلية».
وأظهر التقرير السنوي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، تطور المدينة وتوسعها على مدار 20 عاماً، حيث زادت مساحتها 3 مرات منذ عام 2003، حيث كانت المساحة الإجمالية 30 ألف متر مربع، ووصل إلى 140 ألف متر، كما زاد عدد أعضاء المدينة من 4 أعضاء إلى 77 عضواً ينتمون إلى المنظمات الإنسانية لتصبح أكبر مركز عالمي للخدمات الإنسانية.
وأوضح التقرير أن عدد الشحنات الإغاثية التي انطلقت من المدينة العام الماضي 1420 شحنة بقيمة 141 مليون دولار، وصلت إلى 136 دولة، مما يمثل زيادة على عام 2021 والذي وصلت عدد الشحنات 1203 شحنات.
كما بين التقرير أن عدد عمليات الاستجابة الإنسانية العام الماضي وصلت إلى 43 رحلة جوية بحمولة 746 ألف طن متري بقيمة 11 مليوناً و657 ألف درهم وصلت إلى 6 دول، من ضمنهم رحلتان إلى بولندا بلغت قيمتهما مليونين و850 ألف درهم استفاد منهما 300 ألف شخص ورحلة إلى الصومال بقيمة 698 ألف درهم استفاد منها 55 ألف شخص.
كما تم إرسال رحلتين إلى السودان بلغت قيمتهما مليوناً و77 ألف درهم استفاد منهما 796 ألف شخص ورحلة إلى ليبيا بقيمة 863 ألف درهم استفاد منها 173 ألف شخص فضلاً عن رحلة أفغانستان بلغت قيمتها 514 ألف درهم استفاد منها 340 ألف شخص و36 رحلة إلى باكستان بقيمة 4 ملايين و227 ألف درهم استفاد منها 113 ألف شخص تقريباً.
10 دول أكثر استفادة
كما أوضح التقرير التوزيع الجغرافي للمساعدات الإنسانية، حيث زاد عدد الدول المستفيدة عن 10 دول تلقت مساعدات خلال العام الماضي، من بينها مساعدات إلى باكستان بقيمة 16.8 مليون دولار واليمن مساعدات بقيمة 14.9 مليون دولار وأفغانستان بقيمة 13.9 مليون دولار.
كما تلقت جيبوتي مساعدات بقيمة 8.4 مليون دولار، واستلمت السودان مساعدات بقيمة 7.3 مليون دولار، فيما تلقت بولندا بسبب حرب أوكرانيا مساعدات بقيمة 5.8 مليون دولار، وتلقت كينيا مساعدات بقيمة 5.7 مليون دولار، وتنزانيا بقيمة 3.9 مليون دولار واستلمت الصومال مساعدات بقيمة 3.6 مليون دولار، وتركيا بقيمة 3.3 مليون دولار.
وبين التقرير قيمة المخزون المتوفر المدينة العالمية والذي قدر بنحو 145 مليون دولار أمريكي، حيث تنوعت المواد الإغاثية في مستودعات المدينة بين مواد غذائية ومواد حماية ومأوى واتصالات الطوارئ والتعليم والخدمات اللوجستية وغيرها.
