أبعاد زيارة الأسد إلى موسكو

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

من الواضح أن الزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو قبل يومين، واجتماعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحمل هذه المرة الكثير من الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية التي لها علاقة بالوضع السوري الداخلي، والوضعين الإقليمي والدولي، وهي بالتالي تدشن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، خصوصاً أنها تمت بدعوة رسمية من الرئيس الروسي، وبمشاركة وفد سوري ضم خمسة وزراء، بينهم وزيرا الدفاع والداخلية.

اللقاء بين الرئيسين هو الأول منذ اندلاع الحرب الأوكرانية قبل أكثر من سنة، ويأتي قبيل الاجتماع الرباعي الذي تحتضنه موسكو بين نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران وسوريا، لمناقشة سبل تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة. كذلك تأتي الزيارة بالتزامن مع تغيرات سياسية، إقليمية وعربية في التعاطي مع دمشق.

في البعد الاقتصادي للزيارة تم التركيز على نقاط محددة، وتحديداً على المشاريع الاستثمارية التي يصل عددها إلى 40 مشروعاً، تتناول الطاقة والكهرباء والنفط والنقل والإسكان والصناعة، على أن يتم توقيعها لاحقاً.

وفي البعد الأمني والعسكري، طرح الوفد السوري إمكانية الحصول على أسلحة جديدة ومن بينها صواريخ «إس 400»، لمواجهة الغارات الإسرائيلية المتواصلة على المطارات والمرافق السورية الأخرى، ولم تتسرب أية معلومات عن مدى تجاوب الجانب الروسي مع هذا الطلب، لكن في إطار تطوير التعاون العسكري، فإن وجهة النظر السورية، وفقاً للرئيس السوري، ترى أن القواعد العسكرية الروسية الموجودة على الأراضي السورية (قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية، وقواعد أخرى ثانوية في الشرق السوري)، لا ترتبط فقط بمحاربة الإرهاب «فوجود روسيا في سوريا له أهمية مرتبطة بتوازن القوى في العالم كدولة موجودة على البحر المتوسط».

وفي حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية، كشف الأسد عن احتمال توسيع الوجود العسكري الروسي في بلاده بالقول: «نعتقد أن توسيع الوجود الروسي في سوريا شيء جيد، وقد يكون ضرورياً في المستقبل». وهذا يعني انتقال التعاون العسكري بين البلدين إلى مرحلة تعاون استراتيجي في أطار الصراع القائم بين روسيا والولايات المتحدة، خصوصاً أن سوريا ترى في الوجود العسكري الأمريكي على أراضيها، إضافة إلى ما تتعرض له من ضغوط وحصار من جانب واشنطن والدول الغربية، ما يستدعي وجود توازن قوى على الأراضي السورية.

أما بالنسبة لتطبيع العلاقات مع تركيا، فإن روسيا تلعب بلا شك دوراً مهماً في تجسير العلاقات بين دمشق وأنقرة، ولا تجد سوريا ضيراً في مواصلة المحاولة، في إطار ضمان وحدة سوريا وسيادتها على أراضيها، وذلك يتطلب وفقاً لوجهة النظر السورية، وضع جدول زمني لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، ووقف تقديم الدعم للجماعات المسلحة الموالية لتركيا في منطقة إدلب. أما مسألة اللقاء بين الأسد والرئيس التركي أردوغان، فيربطها الرئيس السوري «بالوصول إلى مرحلة تكون فيها تركيا جاهزة بشكل واضح، ومن دون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه فبل الحرب في سوريا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2t7j26uj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"