القيادة مسؤولية وتشريف وليست مجرد وظيفة. عندما تكلفك الشركة بإدارة موظفين يعملون لصالحها، فأنت مطالب بقيادتهم على نحو سليم. وهذا يتطلب منك القدرة على التحفيز المستمر، ومهارة اكتشاف المواهب، وإطلاق الطاقات.
على هذا الطريق المحفوف بالمخاطر، يرتكب العديد من القادة أخطاء فادحة تؤدي إلى تقويض طاقات فريق عملهم. سنسلط الضوء في هذا المقال على بعض التصرفات الخاطئة في الإدارة.
إذا كنت قيادياً يتسم بمخيلة خصبة وروح متوثبة للإنجاز، فقد يدفعك هذا إلى توقع الكثير من موظفيك. لكن ما لا ندركه أحياناً كقادة، هو أن الذين يعملون لصالحنا يطمحون إلى إرضائنا، وخلال سعيهم إلى هذا الهدف يصابون بإرهاق شديد، لكنهم يقررون عدم إخبارنا بما يكابدونه خوفاً على وضعهم الوظيفي أو خشية تدمير الصورة التي رسمناها حولهم، ما يدمر إنتاجيتهم. فلا تبالغ في توقعاتك، وامنح موظفيك مساحة من الراحة لتجديد طاقة الإبداع لديهم.
في مقابل التوقعات الكبيرة، هناك قادة غير واضحين بشأن توقعاتهم، وهذا كفيل بإحباط موظفيهم. فالتوقعات الغامضة تسبب الإرباك، وتجعل الموظف في حالة من التخبط والتشتت ونقصان الدافعية للعمل. أما الوضوح في الأهداف والتوقعات، يحفز الإنتاجية ويزيد حماسة الموظفين.
من الأشياء التي تقوض طاقات الموظفين أيضاً هي عدم الثقة في قيادتك. فالناس يتبعون القادة الواثقين. ولتبني هذه الثقة، عليك أن تعزز مهاراتك القيادية، وتستمر في التعلم، وتكسب احترام موظفيك بالأقوال والأفعال.
وأيضاً من الأخطاء المدمرة لطاقات الموظفين، هو التفكير الشائع بأن أفضل القادة لا يظهرون جوانب ضعفهم، ولا يعبرون عن مشاعرهم. إن محاولة إظهار نفسك بمظهر القوي دوماً، وعدم إبراز جانبك الإنساني يمكن أن يقوض طاقات موظفيك. تذكر دوماً أن من تقودهم بشر وليسوا روبوتات. فاستمع إلى مشكلاتهم باهتمام، ولا تخشَ مشاركتهم بعض المشاعر الإنسانية التي ستزيد محبتهم لك بكل تأكيد.
علاوة على ذلك، إذا كانت المرة الوحيدة التي تمدح فيها موظفيك هي وقت المراجعة السنوية، فأنت بحاجة إلى مراجعة أسلوب قيادتك. أغلب القادة يهملون التشجيع بشكل متعمد ظناً أن ذلك يزيد دافعية العامل لإثبات نفسه، لكن هذا خاطئ كلياً. إن التشجيع والمديح لهما أثر السحر في الإنسان. امدح موظفك فالإشادة عصا سحرية بوسعها تحويل موظفيك إلى أبطال عمل خارقين.
إن حرصك على التعلم والتطور المستمر، وكسب ثقة موظفيك ومعاملتهم بإنسانية، إلى جانب تشجيعهم ومدحهم بانتظام، مع وضع أهداف واضحة وتوقعات واقعية، سيضمن لك دون شك قيادة ناجحة وفعالة.
[email protected]
