«عن بُعد»

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

«عن بُعد»، هذا المصطلح الذي عرفناه لأول مرة خلال جائحة فيروس كورونا التي فرضت على العالم أنماط حياة وعمل لم يسبق له أن عايشها من قبل، ظهر بقوة على الساحة العالمية بعد أن وضعت الجائحة أوزارها، خصوصاً في الدول التي وجدت فيه ملاذاً آمناً لاستمرار عجلة الحياة في الدوران، حيث مكنتها استعداداتها الاستباقية وجاهزية بنيتها التحتية التكنولوجية من الوصول بخدماتها الحكومية ومدارسها الرقمية إلى مواطنيها في أجواء آمنة.

الإمارات التي لمع اسمها في فضاء الدول الأكثر قدرة على التعايش والتعافي من الجائحة، كان للعمل عن بُعد والتعليم عن بُعد، بالغ الدور في تحقيق نجاحات غير مسبوقة خلال الجائحة، ما دفع مختلف الجهات الحكومية إلى استثمار هذه التجربة الناجحة، والبناء عليها، والنظر إلى «عن بُعد» كأداة لتطوير العمل، تماشياً مع توجهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأهمية تسريع تبنّي التكنولوجيا في تطوير منظومة العمل الحكومي، والارتقاء بالبنية التحتية الرقمية بما يدعم جهود التحول الرقمي الشامل، والارتقاء بمستوى الأداء الحكومي وصناعة مستقبل أفضل.

الإمارات التي تعرف جيداً كيفية استغلال أنصاف الفرص وتحويلها إلى نجاحات، وضعت «عن بُعد» تحت مجهر التطوير ممعنة التفكير في ممكنات العمل عن بُعد وتحدياته على مستوى الجهات الحكومية والخاصة، وفرصه الواعدة لرفع الإنتاجية وتعزيز الكفاءة وضمان استمرارية العمل، مستنهضة الهمم وواضعة الاستراتيجيات لتعزيز جاهزية البنية التحتية للعمل عن بُعد، والحلول الرقمية في تقديم الخدمات، ودعم جهود تعزيز التوازن بين العمل والحياة والمرونة في تنفيذ المهام واختصار الوقت والجهد.

من المؤكد أن تطوير الحلول التكنولوجية المتقدمة وتوظيفها في مختلف مجالات العمل الحكومي، يسهم في تسريع عمليات التطوير وزيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، ويعزز جهود استحداث قطاعات جديدة، ترتقي بتنافسية الدولة في المؤشرات العالمية وتسهم في تحقيق الأهداف المستقبلية، وعليه لا مفر من تطوير المنصات والنماذج التي تسهم في ضمان استمرارية العمل والتعليم في مختلف الظروف، من خلال استشراف مستقبلهما خصوصاً في ظل التوقعات التي تؤكد تضاعف قيمة سوق تكنولوجيا التعليم عالمياً إلى 350 مليار دولار بحلول عام 2030.

الإمارات تؤكد مجدداً أنها برؤى وتوجيهات القيادة، أصبحت مقراً عالمياً لتطوير وتبنّي أفضل حلول التكنولوجيا المتقدمة واستشراف وتصميم النماذج المستقبلية في مختلف مجالات العمل لخدمة البشرية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/cpepaam8

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"