عادي

«معادن الصين» تهدد مصانع الذخيرة والأسلحة الأمريكية

16:45 مساء
قراءة دقيقتين

عاد قلق الولايات المتحدة الأمريكية من «اختراق» الصين للأمن القومي للظهور من جديد، لكن هذه المرة من بوابة سلاسل التوريد الصينية لخامات ومعادن مستخدمة في صناعات دفاعية مهمة.

زاد قلق الجيش الأمريكي من فقدان تفوقه التكنولوجي والتسليحي، إن لم تجد الولايات المتحدة مصادر أخرى لهذه المعادن بعيداً عن الصين وحلفائها، وفقاً لتقرير مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.

وأكدت المجلة أن الولايات المتحدة وقوى كبرى أخرى تعتمد على المعادن الضرورية لبناء أنظمة الأسلحة وصيانتها بشكل «مثير للانزعاج» على دول أخرى، على رأسها الصين، لذا يشعر الجيش الأمريكي بتهديد للخطط الاستراتيجية التي تعتمد على الصناعات الدفاعية، خاصة بعد زيادة التوترات مع الصين، وبعدما أظهرت حرب أوكرانيا مخاطر الاعتماد الشديد على دولة أخرى، وخاصة غير حليفة في إشارة إلى اعتماد أوروبا على الغاز الروسي.

وتسببت الحرب في أزمة طاقة باضطرار أوروبا لإنفاق مليارات اليوروهات لجلب غاز ونفط بعيداً عن الإمدادات الروسية، ورغم ذلك لم يتم تعويض هذه الإمدادات؛ ما يعني أن هذه الأزمة قد تتكرر مع المعادن المتحكمة في توريدها الصين.

وأورد التقرير أن المعادن التي تتحكم فيها الصين، وتحديداً تلك التي تنتج في روسيا والصين وأوكرانيا، وتنتجها الولايات المتحدة بقلة، هي الليثيوم والكوبالت والنيكل والجرافيت ومعادن أخرى ضرورية لبناء بطاريات السيارات الكهربائية، وتوربينات الرياح، والألواح الشمسية، وتقنيات الطاقة النظيفة الأخرى، وهي مواد تصدرها الصين بشكل أساسي لأمريكا وأوروبا.

وكذلك معادن الغاليوم والزرنيخ والنيون، التي تدخل في صناعة أشباه الموصلات المتقدمة (الرقائق الإلكترونية)، وهي مكونات أساسية لأنظمة توجيه الصواريخ والحرب الإلكترونية وقدرات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لـ سكاي نيوز عربية.

وأوضح تقرير «فورين بوليسي» أن ما حدث في أوكرانيا سرَّع عمليات التسليح وإنتاج الذخائر؛ ما استنفد مخازن السلاح في الولايات المتحدة ودول بأوروبا؛ وبالتالي احتاجت لمعادن بشكل وفير للتصنيع، كما أدت الحرب كذلك لخفض إمدادات العالم من النيون من نوع أشباه الموصلات إلى النصف.

وبالتالي وجود هذه المعادن في يد الصين يهدد الأمن القومي الأمريكي، فواشنطن وحلفاؤها لا تنتج ما يكفي من هذه المعادن للحفاظ على التفوق التكنولوجي للجيش في العقود القادمة- بحسب التقرير.

وأشارت المجلة أيضاً إلى أن الجيش الأمريكي يجري الآن أبحاثاً حول دعم قاعدته الصناعية للذخيرة الحالية، وطلب من الكونغرس 500 مليون دولار سنوياً لتحديث مصانع الذخيرة.

وتحتفظ هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بقائمة المعادن المهمة للأمن القومي والاقتصاد، والبنية التحتية، واحتياجات الطاقة، ورغم أن بعض هذه المعادن يمكن الحصول عليها من حلفاء، إلا أن المعادن والمنتجات الوسيطة الأخرى يتم الحصول عليها بشكل أساسي من الصين.

ومؤخراً أمر الكونغرس بزيادة مخزون هذه المعادن، ووجه بإعطاء مليار دولار إضافية لدعم جهود التخزين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p942ucj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"