سلطان العلم والثقافة

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

شهدنا كما شهد الكثيرون مراسم تسليم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ومؤسس جامعة الشارقة، الزمالة الفخرية العالمية من «جامعة باريس بانثيون أساس» وهي وكما هو معروف إحدى أعرق الجامعات الفرنسية، وذلك تكريماً وتقديراً لإسهامات سموه الواسعة والراسخة في المجالات العلمية والثقافية والأدبية، ودعم مسيرة التعليم الأكاديمي والبحث العلمي.
ويُعد ما قدمه صاحب السمو حاكم الشارقة من إنجازات وخدمات للعلم والمعرفة الإنسانية أكبر بكثير من أن تحصى، وأثرها أقوى من أن يوصف سواء أكان ذلك على مستوى إمارة الشارقة أم على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، وحتى على المستويين الإقليمي والعالمي.
إن ما شهدته إمارة الشارقة خلال ال (51) عاماً الماضية، تحت قيادة صاحب السمو حاكم الشارقة من نهضة حضارية وعصرية واسعة وشاملة كان سموه قد أرسى دعائمها ومكوناتها العامة كقائد حكيم وأديب عالم بقضايا عصره، فضلاً عن كون سموه مؤرخاً، هو بمثابة مترجم واضح وعملي على نحو ما لدور الثقافة والعلم في بناء الإنسان والارتقاء بالأمم والأوطان، إلى أن أصبحت الشارقة منارة للمعرفة، والثقافة، والعلم والإبداع. فسموه جسد على أرض الواقع أثر المعرفة والثقافة في بناء عقلية الإنسان في تحقيق الإنجازات والوصول إلى التطلعات والطموحات المرجوة، كما أن النهضة الحقيقية والتطوّر الملموس يبدآن ويستمران متعاظمين بأيدي أبناء الوطن العامرة أرواحهم بآمال وطنهم، ماضيه وحاضره ومستقبله، وهذا الوعي لا يتأتى إلا بتحصيل العلم والمعرفة.
ومن هنا جاءت جامعة الشارقة، التي أسسها صاحب السمو حاكم الشارقة في العام 1997، وعمل على رعايتها ودعمها وتوجيهها لتكون لها المكانة العالمية أكاديمياً وعلمياً ومنهجياً. فالمتابع والدارس للتطور والنهضة الحضارية التي شهدتها إمارة الشارقة، يجد أن جامعة الشارقة كانت وما زالت ركناً أساسياً ومحوراً مهماً من محاور بناء الكيان العلمي والمعرفي والمهاري للإنسان تحت أقبيتها الشامخة، حيث تم تأسيس جامعة الشارقة والجامعة الأمريكية معاً وفق أعلى المعايير الهندسية مع توفير كافة الاحتياجات التعليمية والثقافية بصورة متكاملة والبنى التحتية الحديثة والراسخة وفي مكان واحد لتكون مشروعاً استراتيجياً وطنياً وقومياً تنموياً.
وخلال تلك المسيرة الراسخة والخالدة كان يتجسد بصاحب السمو مؤسس جامعة الشارقة دائماً اللقب الذي ذكره عنه سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة في الكلمة التي ألقاها أثناء مراسم تسليم الزمالة الفخرية، وهو«جابر عثرات الكرام» الذي أصبح المعلم لكل من احتاج للتعليم، والأب لكل يتيم، والناصر لكل مظلوم، وهو ما يعبر التطابق وبإحكام عن إنسانية سموه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxu9mtd

عن الكاتب

مدير جامعة الشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"