اصنع جميلاً وارمه في البحر

01:20 صباحا
قراءة دقيقتين

أن تتخطى حملة خيرية أعلنتها دولة الإمارات، 247 مليون درهم في أقل من أسبوع على إطلاقها، فهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشكّ، أن الخير باقٍ إلى يوم الدين.
حملة «وقف المليار وجبة» التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بالتزامن مع الشهر الكريم، لتدشين أكبر صندوق وقفي لتقديم الطعام في رمضان، بشكل مستدام،  إسهاماتها بلغت بحسب ما أعلنت أمس، 247 مليون درهم، متحصّلة من 13220 متبرّعاً، من كبار المساهمين والأفراد والشركات. 
محمد القرقاوي، الأمين العام لمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» المسؤولة عن مبادرة «وقف المليار وجبة»، أكد أن هذا الإقبال يعكس قيم البذل، ورسوخ ثقافة العطاء في مجتمع الإمارات، وإحساسه العالي بمسؤوليته الإنسانية تجاه الإسهام في الجهود الدولية، للقضاء على الفقر في أي مكان من العالم. 
أجمل ما في «حملة المليار»، أنها ستتحوّل وقفاً، تموّل نفسها بنفسها، وهو ما يعزز استدامة الخير، حتى لا يبقى طارئاً بحسب الأحوال أو الحاجة، بل سيتحول دعماً 
مستداماً وثابتاً، إلى جانب المشاريع الخيرية المستدامة الأخرى، وإن كان من آخرها منصة «مدرسة» التي توصلت حتى الآن إلى 100 مليون متابعة للحصص التعليمية من 70 دولة.
الخير المستدام، أفضل بكثير من المتقطع أو الطارئ، لأنه يوماً ما سيؤتي أكله، بأن يجفف منابع الفقر والحاجة، وستصبح هذه الشعوب المتلقية للمساعدات قادرة بالتعليم والبنى التحتية، مثل الماء والمدارس التي وفرت لها، على أن تعين نفسها، لتصبح قادرة على العمل والإنتاج وسدّ احتياجاتها، وهو ما سينعكس بالمجمل خيراً على البشرية بأكملها.
من أبرز محاور «المبادرات» الرعاية الصحية ومكافحة المرض، الذي يتصدى لأبرز المشكلات الصحية الأساسية، ويعمل على مكافحة الأمراض المعدية والأوبئة، وتوفير الرعاية الصحية الملحّة، خاصة في قطاع الأمومة والطفولة، واحتواء الأمراض الخطرة، وتطويق الأوبئة.
ولا ننسى «نور دبي» التي أُطلقت عام 2008، لمكافحة العمى والإعاقة البصرية داخل الإمارات والعالم، ووفرت عيادات متنقلة للعلاج، وبرامج للتوعية والطب الوقائي وبرامج لتأهيل الكوادر الطبية.
وكما يقال: نحن أحوج إلى العطاء من المحتاج.. تعطي فيعطيك ربك، تتواضع فيرفعك، ترحم الناس فيحبّك ويسعدك. اصنع جميلاً وارمه في البحر، فإذا تجاهله السمك، فإنّ الله يحفظه. لا شيء يخلّصنا من المصائب كالخير الذي نفعله. أفضل طريقة لإلزام الناس أن يقولوا فينا خيراً، أن نصنع الخير، 
وقديماً قال الشاعر: من يفعلِ الخيرَ لا يعدَم جوازيَهُ... لا يذهبُ العُرفُ بين اللهِ والناس
jamaldaralkhakeej.ae

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ca55pjn

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"