عادي

بصيرة تحليلية لمسألة التحديث

00:42 صباحا
قراءة دقيقة واحدة

بتصدير فرانسيس فوكوياما وترجمة حسام نايل، أصدرت دار التنوير للنشر والتوزيع كتاب صمويل هنتنجتون «النظام السياسي في مجتمعات متغيرة» الذي طبع للمرة الأولى عام 1968 وكان يعتبر إحدى كلاسيكيات العلوم الاجتماعية، وقد انطوى على تأثير عظيم في طريقة تفكير الناس حول التطوير، سواء في الأوساط الأكاديمية أو في عالم السياسة، وكما يقول فرانسيس فوكوياما فإن «الاتساع المعرفي بشأن البلاد الجاري تحديثها وكذلك البصيرة التحليلية، اللذان ينطوي عليهما الكتاب، مذهلان، وترسخت بهما مكانة مرموقة لهنتنجتون بين طليعة علماء السياسة في جيله».

ومن المفارقات أن الثنائي هنتنجتون وفوكوياما في بدايات الألفية الثالثة سيكونان صاحبي أخطر المقولات المؤثرة في العالم، حيث أطلق الأول مقولته المثيرة للجدل «صدام الحضارات» بينما تناول الثاني «نهاية التاريخ».

يؤكد هنتنجتون في الكتاب أن النظام السياسي خير في ذاته، ولن ينشأ تلقائياً من عملية التحديث، فالعكس هو الصحيح، دون نظام سياسي لا يمكن للتطوير الاقتصادي ولا للتطوير الاجتماعي أن يمضيا بنجاح، من الضروري أن تحدث مكونات عناصر التحديث المختلفة بطريقة تتابعية، الزيادات السابقة لأوانها في المشاركة السياسية، بما تشتمل عليه من أحداث كالانتخابات المبكرة، يمكن أن تجعل الأنظمة السياسية الهشة غير مستقرة، وهكذا يضع هنتنجتون الأساس العملي لاستراتيجية التطوير التي يمكن تسميتها «الانتقالية السلطوية» التي بواسطتها تتيح الديكتاتورية التحديثية نظاماً سياسياً وحكم القانون والشروط المؤاتية لتطوير اقتصادي واجتماعي ناجح.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2u2dy4tj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"