مدرسة زايد الخير

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

من يبحث، أو حتى يتأمّل في شخصية المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، يدرك أنه مدرسة في الإنسانية والعطاء والتسامح، استطاع بحكمته أن يغرس قيمها، ويعزز مبادئها في نفوس أبناء شعبه، وكل من يقيم على أرض الإمارات.
 وبحكمته، وحبّه للخير والعطاء والتسامح، استطاع، طيّب الله ثراه، أن يحوّل كل قيم ومبادئ الإنسانية إلى ثقافة شعب، ووضع المقومات التي تسهم في استمراريتها عبر الأجيال القادمة من بعده. واليوم، وعلى الرغم من مرور 19 سنة على رحيله، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، نجد أنفسنا، سواء المواطنين أو المقيمين، تلقائياً، نسير على نهجه في مضمار العمل الخيري الإنساني.
 ليست صدفة أن يكون مجتمع بأكمله مصبوغاً بطابع الإنسانية والرحمة والعطاء والتسامح، وإنما مؤشر إلى وجود مدرسة تأسّست، وأسّست كل من تتلمذ فيها على قواعد وأسس ومبادئ العمل الخيري الإنساني، ومدّ يد العون للآخرين، مهما كان الاختلاف.
 من يتجوّل في الشوارع قبيل موعد أذان المغرب خلال الشهر الفضيل، يسهل عليه رصد نتاج غرس «زايد الخير».
 مشهد آخر يعكس التسامح والإنسانية لا يمكن رصده سوى في أفراد تتلمذوا إنسانياً في مدرسة «زايد السلام».
 مشاهد لا حصر لها تبرز بوضوح في مواقع تجهيز وجبات إفطار الصائم التي تنظمها جهات مختلفة، وتنفذها الفرق التطوعية التي تضم الآف الأفراد المتطوعين من مختلف شرائح المجتمع وفئاته، بمن فيهم الأطفال الذين وجودهم يجعلنا نتأمل حكمة «زايد الخير» الذي استطاع أن يورث الأجيال من بعده ثقافة الإنسانية.
 في دائرة العطاء والتسامح، لا يمكن حصر الشواهد على إنسانية المجتمع المحلي، ولكنها تشعّ بمدى حكمة الشيخ زايد، وعمق الجوانب الإنسانية في نفسه، رحمه الله، وقدرته على وضع غرسٍ من شدّة ثباته تفرّع ليشمل المجتمع ككل.
 وفي «يوم زايد للعمل الإنساني» لا بد أن نستحضر أعمال هذه الشخصية التاريخية الإنسانية التي قرنت اسمه، رحمه الله، بالخير والإنسانية، ليس على المستوى المحلي فقط، وإنما أيضاً، عربياً وعالمياً.
رحم الله «زايد الخير» الغائب عنا بجسده، الحاضر في قلوبنا ونفوسنا، وأسكنه فسيح جناته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdz5y4ay

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"