عادي

من هو الصحابي الذي تبنّاه الرسول قبل تحريم التبنّي في الإسلام؟

16:16 مساء
قراءة دقيقتين
هو زيد بن حارثة، صحابي وقائد عسكري مسلم، كان مولى للنبي محمد، وهو أول الموالي إسلاماً، ومن السابقين الأولين للإسلام، فكان إسلامه بعد خديجة بنت خويلد وعلي بن أبي طالب، والوحيد من بين أصحاب النبي محمد الذي ذُكر اسمه في القرآن.
وذلك في قول الله تعالى: «وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً».
ولد زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب قبل الهجرة النبوية بسبع وأربعين سنة، وتعرض للأسر وهو غلام صغير، حيث اختطفته خيل بني القين بن جسر قبل الإسلام، عندما ذهبت أم زيد إلى أهلها لتزورهم، وقاموا بعرضه للبيع في سوق للعبيد، فاشتراه حكيم بن حزام، ثم أهداه إلى عمته خديجة بنت خويلد.
وقامت خديجة بوهبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل الهجرة، ثم لبث عنده مدة، ثم جاء عمّه وأبوه يرغبان في فدائه، فقال «إن الأمر يعود للفتى إن أراد رجوعاً رجع، وإن أراد بقاءً بقي، خيِّراه، فإن اختاركما فهو لكما دون فداء».
وعندما خيَّرا زيداً أن يعود مع أبيه أو يبقى مولى عند رسول الله، فاختار زيد البقاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا قبل النبوة، فتعجب أبوه واستنكر عليه هذا، أيعقل أن يختار العبودية عند شخص على العودة مع أبيه إلى منزلهم.
فقال زيد: والله لم أرَ من محمد شيئاً يزعجني قط، فأخذه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، إلى حجر الكعبة، وأعلن أنّه قد تبنّاه، تخفيفاً لما في نفوس والده، وقال «يا معشر قريش اشهدوا أنّه ابني يرثني وأرثه»، وأصبح يقال له زيد بن محمد، إلى أن جاء الإسلام بتحريم التبني فعاد اسمه كما كان.
كان لزيد بن حارثة مكانة عالية عند النبي محمد، وكان أصحاب النبي محمد يُسمونه «حِبُّ رسول الله»، ولما بلغ النبي محمد مقتل زيد وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة في مؤتة، استغفر النبي محمد لهم، فقال: «اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لجعفر، ولعبدالله بن رواحة».
شهد زيد العديد من غزوات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما بعثه قائداً على عدد من السرايا، واستشهد سنة 8 هـ في غزوة مؤتة وهو قائد جيش المسلمين أمام جيش من البيزنطيين والغساسنة يفوق المسلمين عدداً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3s2fyejt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"